علمٌ جديد … الفيزياء الاجتماعية
بقلم: حيان الخياط
علم جديد ظهر على الساحة منذ بضع سنوات فقط، وهو “الفيزياء الاجتماعية” وبما اننا في آخر عربة من قطار التطور فان المفاهيم الجديدة لا تصلنا إلا بعد ان يقتلها علماء الغرب بحثاً وتجريباً، وعندما ينتهون من عملهم وبذل كل ما في وسعهم ويتم اثبات كل شيء، يأتي عملنا المعتاد وهو تفنيد هذه المفاهيم بأعتق ما نملكه من الطرق والوسائل، هذا ما ترسخ لدى أكثر الكتاب ورجال الدين لدينا.
الفيزياء الاجتماعية تحاول ان تشرح لنا بساطة الواقع البشري، فخلف معظم الاحداث والوقائع المعقدة في المجتمع قد لا نجد سوى اسباب او قوانين بسيطة تشبه في بساطتها تلك الاسباب والقوانين التي تعمل في مجال الفيزياء، فالباحثون في هذا المجال يعملون على ايجاد أنظمة رياضية مشابهة لما موجود في الفيزياء داخل العالم الانساني، فالتجمعات الانسانية تبقى ضمن اطار الطبيعة بشكلها العام، اذاً لمَ لا تخضع لقوانينها؟
فكرة اخرى قد لا تقل غرابة عن سابقتها الا وهي عدم التركيز على النفسية والفردية الانسانية او الدوافع الذاتية للإنسان بل يجدر بنا الاهتمام بدراسة الأنماط المجتمعية.
المادة هي المجتمع والذرات هي الافراد، والتفاعل بين ذرات المجتمع (الافراد) يحدث ضمن نسيج المجتمع ككل.
فحسب طبيعة هذا التفاعل والتنظيم الذاتي بين الذرات الاجتماعية، يتحقق التعاون بينهم، التعاون الذي يعتمد على ما يقدمه كل فرد او جماعة، وكلما زاد ما يسهمون به زادت عوائد ما يحصل عليه كل منهم ويسترده.
وعلى المنوال نفسه، من الممكن ان يحدث خلل في التفاعل بين ذرات المجتمع، فتظهر جميع المساوئ في المجتمع مثل الاستغلال والصراع بين الطبقات وغيرهما، وعليه فأن الذرة الاجتماعية تقع بين قطبين هما الجشع والأنانية من جهة وتحفيز السلوك الإيثاري من جهة اخرى.
ان اهم سؤال قد يخطر على بال من يطالع هذه النظرية هو “ماذا عن الارادة الحرة للإنسان؟”
الجواب على هذا السؤال هو: ان نظرية الذرة الاجتماعية تتعامل مع الانماط في المجتمع وليس مع الافراد، فأفعال الافراد اذا ما اجتمعت سوية ستولّد ناتجاً معيناً هو مجال بحث هذه النظرية، وهنا ننقل قول العالم مارك بوكانان : “أن هذه الانظمة لا تتعارض بأي حال من الاحوال مع حرية الارادة الفردية.
يمكن ان نكون افراداً احراراً ولكن في الوقت نفسه تؤدي افعالنا – مجتمعة – الى نواتج للمجموع يمكن التكهن بها.
هذا مشابه كثيراً لما نجده في الفيزياء، حيث تؤدي الفوضى على مستوى الذرات الى الدقة الفائقة للديناميكا الحرارية أو حركة الكواكب.” (كتاب الذرة الاجتماعية ص22).
من خلال كل ما ذكرناه، يتبين لنا عمق النظرة الحديثة للمجتمع، فالعلماء يدخلون ابحاث ونتائج العلوم الطبيعية في العلوم الانسانية والمجتمعية، وذلك لدراسة المجتمع بصورة علمية بحت.
هذا، في حين ان اكثر مثقفينا لازالوا يجترون آراء ابن خلدون واخوان الصفا حول الانسان والمجتمع!
اعتقد ان هناك اشكالية ابستمولوجية في محاولة تبني منهج العلوم الطبيعية في علم الاجتماع. فالنظرية في هذا العلم وبما انها تستند الى قوانين رياضية ستتيح لنا امكانية التنبؤ ببعض الظواهر الاجتماعية شرط قدرتنا على قياس العوامل المؤثرة في تلك الظاهرة وفق النظرية. المشكلة هي ان النظرية بحد ذاتها احد تلك العوامل التي تؤثر في السلوك الاجتماعي.
اليكم بمثال حي لمن يريد التمعن و الولوج الى ادغال الروح المادية!
الوان الضوء ما هي الا اطوال بين تخلخلات الفوتون,اي طول الموجة هو ما يحدد نوع احادية اللون.ولكن ما هو اللون في كنهه؟ ما اللون الا انطباع في عمق النفسية.اذن تحريض الانطباع يكون بالتواتر المنتظم الفترة الزمنية والمسافة بين كل هزة و اخرى.قد يفهمي احدكم على انني اتكلم عن العادة.اذا تم ما اقول فانت على وشك استيعابك الذاتي.الصلاة عادة متواترة وللصلاة ما لها في صنع الرضى النفسي.
كي نحرض انطباع معين في الناس لابد من دراسة الزمن الحرص على التوالي في تطبيق نمطنا المدروس, كمالابد من اخذ الليونة و التجديد بعين الاعتبار.
لست بصدد وضع قانون او ما شابه, فكلي اخطاء و كلكم صواب.
اهم نقطة تتعلق بمصداقية هذا العلم هو التنبؤ، وفي حال ثبتت تنبؤات هذه النظرية فستصبح علمية بشكل كامل، ولكن النظرية لازالت في طور التفسير حالياً
كيف ابتدي بهذا العلم فانا كلي شغف في دراسه هذا العلم هل ابتدي بدراسته من تخصص علم الاجتماع ام من تخصص لانه لايوجد بمجتمعاتنا العربيه تخصص منفرد وشامل لهذا العلمين الكبيرين ارجوا الرد عاجل