لساعة أو أكثر يستمر الشاب المواظب على ممارسة رياضة بناء الأجسام برفع أوزان عالية جداً، يواظب على ذلك يومياً، ويبدو مفعماً بالنشاط بعد أن يعود، أما حينما ينقطع بشكل اضطراري فيبدو وكأن شيئاً ما ينقصه. يقول له المقربون منه أن الرياضة تجعله عصبياً أحياناً، وأنه لا يبدو مرتاحاً عندما لا يذهب في الوقت نفسه. الظاهرة تبدو أكثر وضوحاً ومع ملامح أخرى مع شاب آخر يمارس بناء الأجسام لكنه يستخدم الستيرويدات الابتنائية (Anabolic steroids)، حيث يذكر الذين يعرفونه أن سلوكه قد تغير إلى حدٍ ما فهو لم يتغير جسدياً فحسب بل نفسياً أيضاً. فهل هذه أوهام تتخلل لاعبي بناء الأجسام الهواة والمحترفين والأشخاص المحيطين بهم أم أن هناك شيءٌ ما يحدث بسبب ذلك؟
قبل أيام واثناء بحثي عن موضوع مغاير تماماً، استوقفتني دراسة أجريت في إيران على 453 من رياضيي بناء الأجسام. تخلص الدراسة في تحليلها إلى أن نسبة المصابين باضطراب الاكتئاب الحاد كانوا 19% من المشاركين، و26% كانوا مصابين باضطراب القلق العام، فضلاً عن نسب أخرى خارجة عن النسب الطبيعية للاضطراب ثنائي القطب والفصام، وكانت النتائج هذه أجريت على من تعاطوا الستيرويدات الابتنائية ومن لم يفعلوا ذلك. نشرت الدراسة في عام 2017 في دورية إيران للطب النفسي[1] ولم تنل الدراسة أي استشهادات كما لم تتطرق دراسات أخرى لنتائج حادة بهذا الشكل مما يشير لضعف الدراسة، لكن ما فيها كان كافياً لفتح باب التساؤلات حول موضوع معين وهو أثر بناء الأجسام على الصحة النفسي ايجاباً أو سلباً.
ما هي الستيرويدات الابتنائية
الستيرويدات هي صنف من المركبات الكيميائية الموجودة بمئات الأنواع ضمن الكائنات الحية والتي تجتمع بخواص تركيبية معينة أبرزها وجود 17 ذرة كاربون مشكلة أربعة حلقات سداسية في المركب، ووظيفياً، تتنوع وظائف المواد الستيرويدية بشكل كبير في الكائنات الحية فمنها الهورمونات الستيرويدية مثل الكورتيزول الذي يكبح المناعة ويساهم في مهام أيضية، ومنها الهورمونات الجنسية البروجيسترون، التستوستيرون والاستراديول. حتى الفيتامين دي ببعض أصنافه يعتبر نوعاً من الستيرويدات (فيتامين دي 3 ودي 2 مثلاً).
اما الستيرويدات الابتنائية، والتي تعرف أيضاً بالستيرويدات الاندروجينية الابتنائية فهي تمثل صنفاً معيناً من الستيرويدات، وهو ذلك الذي يزيد من البروتينات في الخلايا وتحديداً في العضلات الهيكلية، ويُظهر الصفات الرجولية كشعر الجسم والوجه. من الستيرويدات الابتنائية ما هو طبيعي مثل التستوستيرون، ومنها ما هو صناعي ويحاكي عمل التستوستيرون ويشابهه وتختصر بالإنجليزية بـ AAS أي (Anabolic Androgenic Steroids) الستيرويدات الاندروجينية الابتنائية. ومع ذلك فهناك أنواع كثيرة من الستيرويدات الابتنائية ذات الاستخدام الطبي لحالات بعيدة تماماً عن بناء العضلات أو ظهور الصفات الرجولية، غير أنها كثيراً ما تستخدم من قبل لاعبي بناء الأجسام للحصول على طفرة في النمو العضلي.
سلوك الإدمان
قبل أن نتحدث عن الإدمان على الستيرويدات الابتنائية، فإن التمرين بذاته قد يسبب شيئاً شبيهاً بالادمان، إذ تقترح إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017[2]، أن لاعبي بناء الأجسام المحترفين قد يكون لديهم سلوك أشبه بالإدمان على التمارين. وقد اقترحت الدراسة هذا الاستنتاج بعد إجراء فحص التنظير الطيفي الوظيفي للدماغ (functional near-infrared spectroscopy) ولاحظت أجزاء الدماغ التي تتفعل بما يشبه ما يحدث عند الإدمان، وهي تقترح بناء الأجسام كصنف من أصناف الإدمان وفقاً لذلك.
هل هذا الإدمان خطير؟ هل تعني كلمة إدمان أن هناك ما يشبه الإدمان على العقاقير المخدرة؟ كلا بالتأكيد. لم توضح الدراسة التأثيرات النفسية لذلك بل فقط رصدت نشاطاً دماغياً شبيهاً بالإدمان. هل ستترتب عليه تأثيرات نفسية كالعصبية والسلوك الانفعالي والرغبة بالقيام بالفعل في توقيتات معينة؟ ليس هذا معروفاً بدقة، لكننا نعرف أكثر بقليل حول الإدمان على الستيرويدات الابتنائية.
العلماء في جامعة جبل سيناء بإسرائيل توم هيلدبراندت وزملاؤه قاموا بدراسة تأثير الإدمان على الستيرويدات الابتنائية مستعرضين الفرق بينه وبين أصناف الإدمان الأخرى. لا تقوم الستيرويدات الابتنائية بـ “اختطاف” نظام المكافأة في الدماغ مثلما يحدث مع العقاقير المخدرة كما يعبر الباحثون، لكن في نفس الوقت فإن هناك نوعاً من الاعتماد يتميز في هذه المواد، وهذا يستدعي اعتماد نموذج جديد للإدمان وهو نموذج فرط الحمل (Allostatic model) لتقييم الإدمان. وينبع تعريف هذا النموذج من مفهوم الحمل المفرط (Allostatic load) والذي يتمثل بتشغيل عدة أنظمة فسلجية إلى حد عال في جسم الإنسان لغرض المحافظة على حالة مستتبة معينة، أي إخضاع أنظمة عدة في الجسم لحمل مفرط ولا يعني ذلك بالضرورة كون الحمل هذا هو نوع من الضغط أو الاجهاد، إذ ينطبق هذا النموذج على تعاطي المخدرات لكن الحمل المفرط سيكون هنا على تحقيق التوازن بين التحفيز والمكافأة في الجسم أو الانتقال بين حالة البحث عن المتعة ثم حالة تخفيف آثار انقطاع المخدر.
كيف ينطبق هذا النموذج على بناء الأجسام مع استخدام الستيرويدات الابتنائية؟ تتحقق ثنائية متشابهة لتعاطي المخدرات لكنها حول أنماط مزاجية أخرى تتمثل بازدراء صورة الجسد لدى اللاعب في البداية ورغبته بتحسين ذلك ثم يُتبع الأمر بمتلازمات تناول الطعام وخصائص الوسواس القهري في الشخصية لدى لاعبي بناء الأجسام ويتبع الامر باستخدام الستيرويدات البنائية لتقليل تلك التأثيرات والذي سيعود بتأثيرات صحية واجتماعية جيدة لكنه سيخلق اعتماداً نفسياً على تلك الحالة والذي يتبع بالاعتماد الجسدي أيضاً. يضع الباحثون تمارين بناء الأجسام ايضاً ضمن تلك الحلقة فهي تنتج نمطاً مشابهاً من الحالات النفسية والجسدية لكن بشكل أقل حدة مما يحدث مع استخدام الستيرويدات.
صورة الجسد
قد يبدو لاعبو بناء الأجسام الأكثر رضا عن أجسامهم بين الآخرين لاسيما وأنهم الأكثر تفانياً في جعلها تبدو بأفضل صورها، غير أن هناك قضية ترد في بعض الدراسات حول نظرة لاعبي بناء الأجسام لجسدهم وهو تشوه البنية العضلية (muscle dysmorphia) والذي يعرف أيضاً بالـ (bigorexia) ويشير المصطلحان إلى الحالة التي يبدو فيها الشخص مهووساً بأنه ليس عضلياً بما يكفي. يندرج ذلك تحت مفهوم سيكولوجي أوسع يُعرف بصورة الجسد ويتزامن هذا مع حالات أخرى مثل حالات الهوس المرتبطة بتناول الطعام الأمثل. فهل حقاً يؤدي بناء الأجسام إلى تحسن نظرة الشخص إلى جسده؟
وصفت الحالة لأول مرة كحالة معاكسة لهوس النحافة الذي يظهر لدى بعض النساء فتمت تسميته عام 1993 بـ (reversed anorexia) ومصطلح فقدان الشهية العصابي (anorexia) لا يرمز فقط لفقدان الشهية، بل للنساء المهووسات بفقدان الوزن الى حد كبير، وبالتالي فإن مصطلح فقدان الشهية المعكوس صار يرمز للحالة المعاكسة لدى الرجال من لاعبي بناء الأجسام. طبيب الصحة النفسية فيليب موزلي في مستشفى ترافورد في مانشستر يصف رجالاً ذوي بنية عضلية جيدة جداً لكنهم يخجلون من أنفسهم فلا يحضرون الدعوات الاجتماعية ولا يذهبون إلى الشاطئ ويرتدون ثياباً سميكة حتى في أيام الصيف، حيث يظن هؤلاء أن عضلاتهم ليست كبيرة بما يكفي وأن عليهم أن يكسبوا المزيد من الكتلة العضلية وأن يفقدوا المزيد من الدهون. وهكذا تمت تسمية الحالة لاحقاً بتشوه البنية العضلية (muscle dysmorphia) والذي يرمز لاعتقاد الشخص، لا للتشوه الفعلي للبنية العضلية. وغالباً ما ينتهي الحال بهؤلاء لاعتماد الستيرويدات الابتنائية.[3]
بحسب البحث المشار له ينقل الدكتور فيليب عن الباحث الأبرز في المجال هاريسون بوب بأن 10% من لاعبي بناء الأجسام في الولايات المتحدة يمرون بهذه الحالة، وأن مجموع من يستخدمون الستيرويدات الابتنائية يصل إلى مليوني شخص في الولايات المتحدة. أما البحث الأبرز الذي قام به هاريسون بوب مع مانغويث وآخرين في هذا المجال فهو البحث الذي قارنوا فيه بين لاعبي بناء الأجسام، الرجال المصابين باضطرابات الطعام، والرجال الاعتياديين. ويقصد بالمجموعة الثانية هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات نفسية تجاه الطعام وليس مشاكل هضمية. لاحظ بوب وزملاؤه أن بمقاييس صورة الجسد التي اعتمدها فقد كانت المجموعتين الأولى والثانية هم الأقل رضا عن أجسادهم كما شخص انخفاض الرغبة الجنسية بوضوح لديهم[4]. وقد اعتمدت الدراسة على استبيان غطى تاريخ الوزن لدى الأشخاص (تخفيض الوزن او كسب الوزن)، صورة الجسد، تاريخ الأمراض النفسية، اضطرابات الأكل، والسلوك الجنسي لـ 58 شخصاً نصفهم من الذي يمارسون بناء الأجسام.
دوافع هذا الأمر لدى الرجال غير واضحة بقدر ما هي لدى النساء، حيث يركز الإعلام على صورة معينة للجسد لدى النساء منذ أمد بعيد، لكن الأمر ليس بهذا الشكل لدى الرجال. الدراسة الوحيدة ذات الصلة هي إحدى دراسات هاريسون بوب التي قام بها بدراسة أشكال ألعاب الأطفال منذ مطلع السبعينات حتى نهاية التسعينات وقد وجد فيها تغيراً ملحوظاً في أبعاد الجسم ليميل نحو الجسم العضلي أكثر[5] [6]. فهل هذا مسبب أم مجرد تزامن ومواكبة لمتطلبات معينة؟ لا يمكن الجزم بذلك.
بشكل عام لاحظنا دراسات عديدة قارنت لاعبي بناء الأجسام الهواة أو المحترفين بالأشخاص العاديين أو برافعي الأوزان (كالرباعين) فكانت نسبة رضا لاعبي بناء الأجسام عن أجسامهم أقل من الآخرين. وعدا ما تم ذكره من انخفاض الرغبة الجنسية لدى من يعانون من تدني في مستوى الرضا عن أجسامهم، فإن دراسة أخرى نشرت في دورية صحة الرجل [7] تذكر بأن آثار هذه الظاهرة تتنوع بين الاكتئاب، انخفاض الثقة بالنفس، وانخفاض الرضا عن الحياة بشكل ملحوظ احصائياً. كما تؤثر صورة الجسد على قبول الذات بشكل عام[8].
أزمات ومتلازمات في المزاج
أجريت دراسة في إيران[9] على 97 من لاعبي بناء الأجسام لفحص الصحة النفسية للاعبي بناء الأجسام. نصف المشاركين تقريباً كانوا من المحترفين والنصف الآخر من الذين يمارسون بناء الأجسام كنوع من الترفيه. أخضعت الدراسة المشاركين لاستبيانات للصحة النفسية لتقييم كل من الاكتئاب، القلق، والاعتلال الاجتماعي (social dysfunction) فضلاً عن استبيان آخر للعلل الجسدية. وقد وجدت الدراسة فارقاً ملحوظاً في الاعتلال الاجتماعي بين الفئتين، حيث يزداد الأمر لدى المحترفين (الذين يستخدمون الستيرويدات الابتنائية بنسبة كبيرة). والاعتلال الاجتماعي[10] مصطلح يتضمن العديد من حالات الخلل في السلوك الاجتماعي مثل تجنب المجتمع، تصرفات غير متزنة مع الغرباء، سوء التفاعل الاجتماعي وغير ذلك. ولا يعني ذلك وجود جميع هذه الأعراض سوية في الشخص بل بعضها.
ووجدت دراسة نشرت في المعهد الكندي للطب الرياضي [11] أن بعض الأشخاص من الذين يتعاطون الستيرويدات الابتنائية يكونون معرضين أكثر من غيرهم للاضطرابات النفسية.
حول استخدام الستيرويدات الابتنائية اطلعنا على دراسة أخرى [12] قدمت أرقاماً حول الأضرار النفسية الناتجة لدى لاعبي بناء الأجسام. أجريت الدراسة على عينات من المتصلين على خط ساخن لمؤسسة الصحة الوطنية في السويد. وكان قد خصص في الخط الساخن قسم لإساءة استخدام هذه المواد. من بين 4339 شخص اتصلوا خلال عام 1993، تم تشخيص أو تلقي الشكوى من 835 شخص حول زيادة العدائية، و829 شخص حول الاكتئاب وتتوالى الأرقام في الدراسة حول القلق، مشاكل النوم، تغير الشخصية، وغير ذلك من الأعراض.
يشرح هاريسون بوب[13] فيقول “إن تزايد العدائية ومشاعر العداء نحو الآخرين هي إحدى أكثر الأعراض شيوعاً لدى مستخدمي الستيرويدات الابتنائية ” ويقول أن جرائم كثيرة قد حصلت وابلغ مرتكبوها أنهم كانوا يستخدمون الستيرويدات الابتنائية. مع ذلك فإن بوب يقف بدراسته موقفاً محايداً لعدم وجود أدلة طبية دقيقة حول الأمر ولصعوبة تحديد الجرعة التي تُظهر هذه الأعراض أو الفئة من الناس التي تظهر لديهم بشكل واضح، فمثلاً هو يذكر دراسة على الفئران أن السلوك العدائي يتحفز عند المراهقين أكثر من البالغين عند حقنهم بالستيرويدات الابتنائية، كما يذكر أن تناول الكحول مع حقن الستيرويدات الابتنائية يزيد من حدة العدائية.
في دراسة أخرى تمت على 164 من مستخدمي الستيرويدات الابتنائية قام الباحثون بشمول معايير عديدة منها تاريخ الصحة النفسية للمرضى، وتاريخ استخدامهم للمواد المختلفة ومنها الستيرويدات الابتنائية فضلاً عن التاريخ الطبي بشكل عام. وقد تم تحديد استخدام الستيرويدات الابتنائية بالاعتماد على فحوص البول. وجدت الدراسة أن مستخدمي الستيرويدات الابتنائية السابقين لهم نسبة أعلى للتشخيص بإحدى الحالات النفسية من غير المستخدمين، ووجدت أيضاً ترابطاً بين ترك الستيرويدات الابتنائية والاكتئاب وأيضاً بين استخدام الستيرويدات والهوس الخفيف (hypomania) فيما لم تجد الدراسة نوعاً من الإدمان بين المشاركين بنسبة عالية حيث كانت نسبة الإدمان أقل من 15%.[14] نتائج مشابهة نجدها في دراسة هاريسون بوب التي أجريت على 88 من مستخدمي الستيرويدات الابتنائية مقابل 68 من غير المستخدمين حيث وجد المتلازمات المزاجية في 23% من المستخدمين وتشمل الهوس والاكتئاب.
الصورة الكبيرة
حرصاً منا على الموضوعية في إيصال هذه الحقائق فقد التزمنا بوضع معظم الأرقام والنسب التي وجدناها في الدراسات ذات الصلة بالآثار النفسية لبناء الأجسام والستيرويدات الابتنائية، لكن مع ذلك، فإن الكثيرين قد يجدون صعوبة في فهم هذه الأرقام والحقائق وسيميلون لترجيح كفة حتمية الإصابة بالأزمات النفسية أو لترجيح كفة النسب المنخفضة التي أبلغ عنها في الدراسات. وفي الواقع، إن الأمر ليس محصوراً بعوامل نفسية فسلجية واضحة بحيث يُمكن القول لأحد الأشخاص أنه سيعاني من العدائية، او تشوه صورة الجسد، او القلق..الخ لأنه ضمن فئة معينة من الناس. لكن وكما رأينا في الدراسات فإن هذه الحالات تصيب نطاقاً واسعاً من الأشخاص وتتباين بحسب عوامل عديدة غير معروفة. لذا فإن هدفنا الأساسي من هذا المقال هو توعية هؤلاء الذين أصبحوا يشاهدون تأثيرات كهذه تظهر لديهم مع تكثيف التمارين او مع استخدام الستيرويدات البنائية، وقد يكون بعض تلك الحالات حقيقياً وليس وهماً أو أحكام عشوائية من المحيطين. الرياضة وجدت في النهاية لتحسن صحتنا لا لتجعلنا نمر بأوضاع نفسية اسوء.
المصادر
[1] Ostovar, Afshin, et al. “Comparison of the prevalence of psychiatric disorders in performance-enhancing drug users and nonuser bodybuilders.” Iranian journal of psychiatry 12.4 (2017): 223.
[2] Maier, Moritz Julian, et al. “Excessive bodybuilding as pathology? A first neurophysiological classification.” The World Journal of Biological Psychiatry 20.8 (2019): 626-636.
[3] Mosley, Philip E. “Bigorexia: bodybuilding and muscle dysmorphia.” European Eating Disorders Review: The Professional Journal of the Eating Disorders Association 17.3 (2009): 191-198.
[4] Mangweth, B., et al. “Body image and psychopathology in male bodybuilders.” Psychotherapy and psychosomatics 70.1 (2001): 38-43.
[5] Pope Jr, Harrison G., et al. “Evolving ideals of male body image as seen through action toys.” International journal of eating disorders 26.1 (1999): 65-72.
[6] Thompson, J. Kevin. “Body image, bodybuilding, and cultural ideals of muscularity.” Mesomorphosis 30 (1999): 1-6.
[7] Cafri, Guy, Jaine Strauss, and J. Kevin Thompson. “Male body image: Satisfaction and its relationship to well-being using the somatomorphic matrix.” International Journal of Men’s Health 1.2 (2002): 215.
[8] Tager, David, Glenn E. Good, and Julie Bauer Morrison. “Our Bodies, Ourselves Revisited: Male Body Image and Psychological Well-Being.” International Journal of Men’s Health 5.3 (2006).
[9] Ahmadi, Shirkoo, et al. “Body dissatisfaction and mental health of competitive and recreational male bodybuilders.” World Applied Sciences Journal 21.1 (2013): 58-62.
[10] Porcelli, Stefano, et al. “Social brain, social dysfunction and social withdrawal.” Neuroscience & Biobehavioral Reviews 97 (2019): 10-33.
[11] Malone, Jr DA, et al. “Psychiatric effects and psychoactive substance use in anabolic-androgenic steroid users.” Clinical journal of sport medicine: official journal of the Canadian Academy of Sport Medicine 5.1 (1995): 25-31.
[12] Eklöf, Ann-Charlotte, et al. “The anti-doping hot-line, a means to capture the abuse of doping agents in the Swedish society and a new service function in clinical pharmacology.” European journal of clinical pharmacology 59.8-9 (2003): 571-577.
[13] Pope, Harrison G., and David L. Katz. “Psychiatric and medical effects of anabolic-androgenic steroid use: a controlled study of 160 athletes.” Archives of general psychiatry 51.5 (1994): 375-382.
[14] Malone Jr, Donald A., et al. “Psychiatric effects and psychoactive substance use in anabolic-androgenic steroid users.” Clinical Journal of Sport Medicine 5.1 (1995): 25-31.