في وقتٍ أو آخر، من المرجح عند الشعور بالامتلاء أو الحمى أو السعال بشكل مستمر إو ما إلى ذلك من الشعور بالمرض بشكلٍ عام، فمن المحتمل أنك سمعت بتجنب الحليب عند المرض. والمبرر في ذلك أن استهلاك الحليب ومنتجات الالبان الاخرى ستزيد من إفرازك للمخاط. غالبًا ما يُنصح المغنون بتجنبه تمامًا قبل تجارب الأداء والعروض. وبالمثل فإن آباء الأطفال المصابين بالربو قد يتجنبون اعطاءهم هذه المنتجات. في إحدى الدراسات التي شملت ٣٣٠ من أولياء الأمور الذين يزورون عيادة طبيب اطفال رئوي فإن ٥٩٪ منهم اعتقدوا أن الألبان تزيد من نسب المخاط. ولكن بالرغم من شيوع هذا الرأي فللعلم رأي مغاير.
منذ العام ١٩٤٨ أجريت العديد من الدراسات حول إذا ما كان إستهلاك الحليب يؤدي إلى زيادة افراز المخاط، وعدد كبير من الدراسات وجدت أنه لا يؤدي إلى ذلك. من خلال اللقاءات والمسوحات الميدانية وفحوصات الأنف والحلق واختبار وزن افرازات أنوف المرضى والدراسات مزدوجة التعمية وأكثر ، يثبت الحليب براءته من ذلك إلا أنه غير قادر على تجنب اتهامه بالتسبب بالبلغم. حتى الأونة الأخيرة في ٢٠٢٠ ما زالت الأوراق البحثية تُنشر وتخلص إلى أن “تقليل الحليب البقري في حمية الطفل لاعتبارات تنفسية غير مدعم بأي دليل”.
دراستان من العامين ١٩٩٠ و١٩٩٣ قدمتا تلميحًا جيدًا إلى سبب امتلاك هذه الخرافة قوة بارزة في الوعي الثقافي. اذ لم يأتي التأثير الحقيقي على افراز المخاط من الحليب بل من الإعتقاد بأنه يفعل ذلك. تبدي الدراستان ملحوظة إن أولئك الذين أودعوا المشفى ممن يعتقدون أن استهلاك الحليب يسبب المخاط قد أظهروا أعراض تنفسية أكثر، حتى وإن لم تختلف إفرازاتهم المخاطية المُقاسة عن أولئك الذين لا يعتقدون ذلك ومن لا يشربون الحليب.
مقال مترجم من المقال الأصلي:
The Fact and Fiction of Physiological Phenomena: Volume I
تم نشر المقال كاملا في العدد 57 من مجلة العلوم الحقيقية وراجعته لغويا ريام عيسى