قد تبدوا فكرة ربط الجاذبية الجسدية هو أكثرهم ذكاء فكرة غير منطقية، ولكن هذا ما نقوم به عادة، بصورة لا شعوريا. فهل نفترض ذلك فعلا؟
الباحثون قاموا بعمل تقرير في المملكة المتحدة، حيث طلب من المشاركين تصنيف مجموعة من الوجوه ودرجة ذكاءهم، وجاءت النتائج أن الاعتقاد بذكاء شخص ما يزيد مع زيادة جاذبيته. وهذا الاعتقاد يعرف بتأثير “هالة الجاذبية”، وهو نوع من أنواع التحيزات اللاشعورية لدينا في الحكم على الآخرين.
وقد قال شون تالماز، احد أعضاء فريق البحث في جامعة اندروز، أن الدراسات أشارت إلى مجموعة من ملامح الوجه تساعدنا في التعرف على صحة شخص ما ومدى ذكاءه، وبعض الصفات المرغوب بها تنسب إلى الشخص الذي نراه جذاب، بسبب تأثير “هالة الجاذبية”. فقد قام فريق البحث بجمع السجلات الأكاديمية وصور لوجه 100 طالب جامعي، وطلب من متطوعين أن يقيموهم عبر الانترنيت على عدة جوانب جاذبية الشخص وأداءه الأكاديمي و الضمير والذكاء. وكانت الفكرة من وراء إدراج الضمير والأداء الأكاديمي هو معرفة ما يعني الذكاء في الواقع، والتي يمكن أن يختلف تصوره من شخص إلى أخر.
فبينما لا توجد علاقة فعليه بين الجاذبية والذكاء في العالم الحقيقي، ولكن هنالك علاقة قوية بين الجاذبية والذكاء، وكذلك الجاذبية والأداء الجامعي، والجاذبية والضمير. حسب تصنيف الأشخاص بعضهم لبعض. كما وجد الباحثون عندما قاموا بتصفية التصنيفات أن الضمير والأداء الأكاديمي يرتبطان ارتباط وثيق جدا. فالشخص المتفرج يرى أن من يمتلك أداء أكاديمي جيد يمتلك كذلك المزيد من المبادئ، على الأقل بالنسبة لعينة من 100 شخص، وهذه العينة ليست ضخمة.
وقام فريق البحث بتصفية جميع الصور التي كان فيها يستخدم الطلاب الماكياج بشكل واضح أو يضعون المجوهرات، لجعل المشاركين في الدراسة أكثر تركيزا على ملامح الوجوه، حيث قاموا بإظهار جميع الصور لوجوه الطلاب الذكور حلقي الذقن وذو شكل قوقازي؛ للسيطرة على التحيز لتفضيل وجود اللحى أو عدم وجودها.
في حين أن هذه الدراسة تبدو غير منطقية نوعا ما، فان القائمين على الدراسة لاحظوا أن تقييم مستوى الذكاء بالنسبة للمحيطين بالطالب الذكي لا يؤثر على الأداء الأكاديمي للطالب، وهو أكثر قدرة على تحقيق نتائج جيدة في المدارس والجامعات. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن تأثير “هالة الجاذبية” له تأثير خطير.
ففي دراسة نشرت في دورية PLOS One أن ملامح الوجه ومدى جاذبيتها تؤثر على قراراتنا وتجعلها متحيزة في عديد المجالات، منها الانتخابات الرئاسية، السياسة، القانون، توقعات الوالدين، العقوبات على الأطفال، ترفيع الرتب العسكرية، وتقييم المعلمين. وكذلك أن قوة الانطباعات الأولى هي حاسمة ومؤثرة في اتخاذ القرارات حول شخص ما.
المصدر: http://www.sciencealert.com/here-s-why-we-re-likely-to-assume-prettier-people-are-smarter