مملكة الحيوان هي موطن للصفات الغريبة والمدهشة في نفس الوقت. فالفهود يمكنها الجري بسرعة 70 ميل في الساعة (112 كيلو متر في الساعة)، كما أن الجمال يمكنها أن تبقى لمدة 6 أشهر بدون ماء، في حين أن الضفادع تتجمد في الشتاء وتذوب في الربيع وهي على قيد الحياة.

ربما بعض هذه المعلومات معروفة لدى اغلبنا، لكن هنالك الكثير من الأمور التي لم يسمع بها الكثيرون. قد تكون بعض المعلومات مفاجئة، أو مثيرة، أو مضحكة.

1- قنفذ النمل (echidna) يمتلك قضيب ذو أربع رؤوس

قنفذ النمل

الحيوانات عادة ما تمتلك قضبان غريبة بعض الشيء، حيث هنالك العديد من الحيوانات تمتلك أكثر من قضيب، في حين أن الثعابين تمتلك قضيب مقسوم إلى قسمين يلتصقان عند الجماع، وقضبان القطط شوكية.

والأغرب قنفذ النمل والذي تعتبر أستراليا موطنه الرئيسي، حيث يمتلك قضيب ذو أربع رؤوس، وجميعها قادرة على القذف. لكن يعمل قضيبين منها في وقت واحد فقط، وهذا يعتبر منطقي لكون أنثى قنفذ النمل تمتلك مهبلين فقط. أثناء الجماع، يصبح أثنان منهما غير نشطان فيتراجعان، والاثنان الآخران يكونان جاهزان للإخصاب. بعد القذف يقوم قنفذ النمل بتنشيط الجانب الآخر ويكرر العملية.

لا أحد يعرف سبب وجود العديد من الرؤوس للقذف، لكن الخبراء يفترضون أن له علاقة بالتنافس للزواج. فقد تكون أنثى قنفذ النمل تمارس الجنس مع 10 ذكور أو أكثر خلال موسم الزواج، لذلك وجود أربع مناطق للقذف يزيد من فرصة تمرير الذكر لجيناته.

2- يمكن للدجاج أن يغير جنسه بشكل تلقائي

التغيرات الجنسية التلقائية نادرة عند الحيوانات، لكنها تحدث. حيث أن أحد أنواع السمك والذي يطلق عليه (Clownfish) يتغير من ذكور إلى إناث كجزء من عملية التزاوج. لكن عند الدجاج يكون غير مفيد للنوع.

ونبدأ مع تشريح للدجاج، حيث تمتلك الدجاجة مبيض واحد وغدة خيطية واحدة غير نشطة، وهي بقايا نمو الدجاج المبكر عندما  لا تكون الجينات الجنسية نشطة بعد. فيمكن أن تكون الغدد التناسلية مبيضا، أو خصية، أو توليف من العضوين، ولكن ما إن تكون هذه الجينات أنثوية فأن الغدد التناسلية الأخرى تبقى مكانها.

وعندما يدمر ورم مثانة أو مبيض الدجاج، تنمو الغدد التناسلية لملئ الفراغ الجنسي التشريحي. إن الغدد التناسلية تنمو إلى خصية تبدأ بإطلاق الأندروجين (androgens)، وهو هرمون ذكري، وتكون نتيجته التغير الجنسي.

ويبدأ انتقال نمو الدجاج في النهاية إلى إمكانية وضع البيض وتطوير سلوكيات وينتهي بالسمات الجسدية. سيزداد وزن الدجاجة، وتنمو المناطق البارزة عند الذكر، مثل الريش الداكن والعرف الذي ينمو على رأس الذكر. والنتيجة هي ديك عقيم. فبقدر ما يعرفه الخبراء، فإن هذه التغيرات تحدث فقط عند الإناث، ولم يتم توثيق تحول من ديك إلى دجاجة.

3- قد يقوم الراكون بغسل الطعام قبل تناوله

راكون

إذا كانت الراكون دائما ما يتم مشاهدتها تبحث في القمامة في المناطق الحضرية، فلربما سوف تجد صعوبة في تصديق هذه الحقيقة الغريبة. لكن الراكون، على الأقل أولئك الذين يعيشون الأقفاص، يقومون بغسل طعامهم في كل مرة تسنح لهم الفرصة بذلك. مع إمكانية الوصول إلى مصدر للماء، فإن الراكون سيقوم بغسل طعامه، مما يزيل الكثير من الأوساخ العالقة به. فعلى سبيل المثال، عند حصوله على تفاح نصف مأكول فإنه سيقوم بفركه بقوة بواسطة الماء مرارا وتكرارا قبل تناوله.

هذا على الارجح لا يعني أنه يقوم بذلك من أجل تنظيف طعامه، فلربما هذا مجرد تأثير جانبي. فقد وجد الباحثون أن الراكون تغمر طعامها في الهواء أيضا، إذا لم يجد ماءاً. ولا أحد يعرف بالضبط لماذا يقوم بهذا السلوك.

4- يمكن أن يصل وزن عش طائر النسر الأصلع إلى 2 طن

عش النسر الاصلع

الطائر القومي الأمريكي، المعروف بطول جناحه والذي يمكن أن يصل إلى 8 أقدام (2.4 متر) وسرعة طيران تصل إلى 200 ميل في الساعة (320 كم/ساعة)، لديه قدرة فائقة اخرى، وهي بناء الأعشاش بصورة محترفة. النسور الصلعاء، ومثل معظم الطيور الاخرى، تبني أعشاشها  في الأشجار. ولكن على عكس باقي الطيور، تقوم النسور الصلعاء ببناء أعشاش يمكن أن تكسر تلك الأشجار.

فعش النسر الأصلع النموذجي كبير: يصل إلى 5 أقدام (1.5 متر) ويبلغ قطره 6 أقدام (1.8 متر). ولكن هذا لا شيء مقارنة بأكبر عش تم اكتشافه. فقد وجد أحد الأعشاش في ولاية فلوريدا خلال الستينات كان وزنه أكثر من 2.2 طن، وقطره 9.6 قدم (2.9 متر) وكان عمقه 20 قدم (6 أمتار). وهنالك عش آخر سقط من شجرة في ولاية أوهايو في العشرينات كان 8.5 قدم (2.6 متر)، وعمق 12 قدم (3.6 متر)، ووزن 2 طن.

حيث يقوم الزوجان ببناء عشا كبيرا ببطئ، تستعمل النسور الصلعاء نفس العش سنة بعد سنة، ولمدة عقود. حيث يضيفون الأغصان والفروع والطحالب والريش وغيرها من مواد بناء الاعشاش باستمرار. وتقدر إدارة الموارد في ولاية أوهايو أن النسور الصلعاء، الذين كانوا أكثر من زوج بمرور الوقت، كانوا يبنون بالعش بمواد تقدر ب2 طن ولمدة 35 سنة قبل أن يسقط.

5- الحيوان المنوي لدى ذباب الفاكهة أطول بكثير من الحيوان المنوي الخاص بالإنسان

ذبابة الفاكهة

أطول الحيوانات المنوية في الطبيعة موجودة لدى ذبابة الفاكهة. ونحن هنا لا نتحدث عن الحجم النسبي، فطول الحيوان المنوي من الرأس إلى الذيل يعتبر الأطول، حتى مما لدى الإنسان. فشوكة ذبابة الفاكهة، التي تكون بطول 3 ملليمتر تقريبا (0.11 بوصة)، تنتج حيوانات منوية بطول 58 ملليمتر (2.2 بوصة). الحيوانات المنوية مخزونة بإحكام في جسم ذبابة الفاكهة. وبسبب كبر حجمها فهي لا تسبح ويجب دفعها من أعضاء التخزين إلى الجهاز التناسلي الأنثوي.

من ناحية أخرى يبلغ طول الحيوان المنوي عند البشر حوالي 00.6 ملليمتر (0.002 بوصة)، أي أقل من 1/1000 من طول الحيوان المنوي الخاص بذبابة الفاكهة. فالبشر يمتلكون واحداً من اقصر الحيوانات المنوية في مملكة الحيوان، وهذا الفارق في الطول يتناسب بشكل جيد مع فرضية العلماء حول حشرة ذبابة الفاكهة: مستوى “منافسة الحيوانات المنوية” في الأنواع يتوافق مع طول الحيوانات المنوية. ففي البشر تكون المنافسة منخفضة. أما في ذبابة الفاكهة، تخزن الأنثى الحيوانات المنوية من الأزواج المتعددين حتى يحين وقت إخصاب البويضة. حسب هذا السيناريو، فإن الحيوانات المنوية التي تخرج من المخزن أولا هي من لها الأفضلية في الإخصاب.

لذلك فإنها حالة الحجم مقابل الكمية، فذبابة الفاكهة تنتج 100 حيوان منوي فقط خلال حياتها، في حين أن الإنسان ينتج 280 مليون حيوان منوي في كل مرة يقذف فيها.

6- تمتلك العلقة 300 سن

العلق

تبدو العلقة لا تحتوي على أي مكونات صلبة، وذلك يرجع إلى شكلها الذي لا يحتوي على عظام، لكن فمها مليء بالأسنان. لذلك ربما تندهش عند معرفة أنها تمتلك ثلاث مجموعت من الأسنان، حيث أنها تمتلك ما مجموعة 300 أداة قطع صغيرة، حادة، وفعالة للغاية. فبدون تلك الأسنان لن تستطيع العلقة امتصاص الدماء على الإطلاق.

فطريقتها تكاد أن تكون جراحية، ولهذا عادت العلقة إلى الطب الحديث. والعلقة كانت تستخدم لإستخراج الدم من جسد الإنسان في الطب الشعبي. فعند وضع العلقة على بشرة شخص ما فإنها تمسك به بواسطة فمها، الذي يحتوي على ثلاث فكوك منفصلة، وكل فك يحتوي على 100 سن، كل واحد منها يقوم بالقيام بشق منفصل، وهذه الشقوق تكون لنا علامة تشبه رمز مرسيدس بينز، منه يتدفق الدم وفي فمه هنالك قنوات تطلق مادة مضادة للتخثر، لكي تحافظ على جريان الدم بسرعة.
ولحسن حظ المرضى الذين يتلقون علاج بواسطة العلقة أنها تقوم بتخدير الجلد، وبالتالي فإن العملية لا تؤذي كثيرا. ولسوء حظهم أن القنوات لا تطلق أي شيء لأجل تخلصهم من الاشمئزاز.

7- الفراشات تتذوق بواسطة أقدامها

فراشة

أنه يحدث بالفعل. الفراشات لها مستقبلات على أقدامها تشبه مستقبلات الذوق الموجودة في فم الإنسان، لكنها 200 مرة اقوى. في الفراشات تستخدم هذه المستقبلات لأختبار مواقع البيض المحتملة، لمعرفة هل يوجد سموم أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تضر بيضها.

فالفراشات كاملة النمو لا تأكل، بل تقوم بالشرب فقط، بينما اليرقات تأكل باستمرار. بمجرد أن يفقس البيض، تبدأ اليرقات بالتغذية على الأوراق التي ولدوا بها. وبما أن بعض النباتات تنتج السموم كآلة دفاعية، فإن اختيار مدى مناسبة الأوراق لليرقات هو عمل أقدام الأم.

عندما تهبط أنثى الفراشة على الورقة، تقوم بتذوقها لتحديد ما إذا كانت آمنة لأطفالها. فإذا لم تجد شيء، فأنها تعلم بأنها تستطيع وضع يرقاتها بآمان.

8- الأناكوندا الخضراء تستطيع أن تبتلع رجل

الأناكوندا

قلة من الأشخاص يقررون الاقتراب من الأناكوندا الخضراء أو تربيتها، حيث تعتبر أثقل ثعبان في العالم، ويبلغ طولها حوالي 30 قدم (9 أمتار) وقطرها حوالي (0.3 متر) ويبلغ وزنها 550 رطلا (250 كيلو غرام). لكن الأناكوندا نادرا ما تهاجم الإنسان، ولا توجد حالات مؤكدة لإنسان تم ابتلاعه من قبل هذا الثعبان. ربما بسبب بعد موطنها عن أماكن وجود الإنسان، حيث يعيش معظمها في المياه المعزولة في الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية.

لكننا نستطيع التأكد من قدرتها على ابتلاع إنسان من خلال فريستها النموذجية. حيث تشمل فرائسها الأسماك الصغيرة والخنازير البرية، وكذلك الغزلان والتمساح الأمريكي الاستوائي والنمر الأمريكي (جاكور jaguar). ويمكن أن يصل طول التمساح الأمريكي إلى 15 قدم (4.5 متر)، بينما يصل وزن النمر الأمريكي إلى 350 رطل (159 كيلو جرام). في حين أن الغزال فيتراوح بين 7-8 أقدام (2.1-2 متر) ووزنه حوالي300 رطل (136 كيلو جرام). قارن هذه الفرائس مع رجل عادي، والذي يبلغ طوله 5 أقدام و9 بوصات (1.7 متر) ووزنه البالغ  195 رطلا (88 كيلو جرام).

فلكي تقوم الأناكوندا بإبتلاع حيوانات أكبر منها، فأنها تلتف حول جسم الفريسة لسحقها أو لخنقها، او الأثنين معا. ثم تقوم الثعبان بابتلاع الفريسة ببطئ، ابتداءا من الرأس. فيتوسع الفكين، واللذان يرتبطان بأربطة مطاطة قبل أن تمسك بالفريسة بواسطة أسنانها. فبعد وجبة كبيرة، قد لا تأكل الأناكوندا لعدة أشهر. ولا تتوالم مع كل فريسة، فلقد شوهدت وهي تخرج بقرة كما في الفيديو بالرابط أدناه:
http://www.dailymail.co.uk/news/article-2238881/Pictured-Shocking-moment-giant-anaconda-regurgitates-COW.html

9- كلاب الدشهند الألمانية أكثر عدوانية من كلاب البيتبول

كلاب الدشهند

تعتبر كلاب البيتبول عدوانية بطبيعتها. فهجمات البيتبول ضد البشر كانت مأساوية في الكثير من الأحيان. حيث تعتبر واحدة من أجمل الكلاب. كما أن فكوكها القوية تجعلها تبدو مضحكة بعض الشيء.

وفي عام 2008 وجدت دراسة تحليلية لآلاف الكلاب من 33 سلسلة، أجريت في جامعة بنسلفانيا، أن كلاب بيتبول كانت أقل من كلاب الدشهند من حيث هجماتها على البشر. فمن بين الكلاب الدشهند المشاركة في الدراسة كان 20% قد عضوا أو حاولوا عض الغرباء، و6% قد عضوا أو حاولوا عض مالكيهم، مقابل 7% و2% على التوالي من كلاب البيتبول. كما أن كلاب الشيواوا، وجاك راسلز، والبيجل قد كانوا أكثر عدوانية من البيتبول.

لكن كان البيتبول أكثر عدوانية على الكلاب الأخرى، والأمر مشابه عند الدشهند. لكن إذا ما جمعنا العنف ضد الكلاب الأخرى والبشر فتكون كلاب الدشهند متفوقة أيضا.

10- تقوم الكلاب البرية الأفريقية برعاية كبار السن

الكلاب الأفريقية

هنالك عدد قليل من الحيوانات البرية تجسد صفات بشرية. فقد ينسب إلى الإنسان صفات مثل التعاطف، الشعور بالذنب، أو حتى الإيثارلأصدقائنا من فصيلة الثدييات، ففي الكثير من الأحيان يشبه ذلك بالتصاق رائحة لحم الخنزير المقدد بالأشياء.

وبالنظر سريعا إلى سلوك الكلاب البرية الافريقية نرى أنها تتحدى نظرية لحم الخنزير المقدد. هؤلاء الأعضاء من عائلة الكلاب يمارسون بعض السلوكيات الإنسانية، بما في ذلك رعاية كبار السن أو المرضى وغيرهم من الأعضاء الضعفاء في المجموعة.

فالكلاب البرية تعيش في جنوب أفريقيا، في الصحراء الكبرى، والمجموعات تعمل كعائلة واحدة. يبقى أعضاء المجموعة معا طوال حياتهم، ولا يختلف أي كلب عن المجموعة أو يترك ليتضور جوعا. فعندما تقوم المجموعة بأفتراس فريسة يتناول الجميع اللحم، حتى أولئك الذين لم يساهموا بأي جهد.

بعد الوجبة تعود الكلاب الشابة والتي تتمتع بصحة إلى وكرها حامله معها قطع من الفريسة تعطيها إلى كبار السن. إنها مثل المعونات.

المصدر:

JULIA LAYTON, “10 Crazy Facts You Didn’t Know About Animals“, howstuffworks.com