وضحنا في المقال السابق علاقة نمط سلوك الفرد تجاه من يحب في بلوغه بعلاقته مع من قام بتربيته والام عموما. غير ان ذلك لا يعني ان يكون نمط التعلق هذا بمعزل عن تجارب الفرد خلال حياته. والتي قد تحرف ذلك السلوك.

قبل ان تبدآ بإلقاء اللوم في مشاكلك العاطفية على  والديك من المهم ان تلاحظ انماط التعلق التي تشكت في مرحلة الطفولة تختلف عن تلك التي تكون عند البالغين فهناك وقت طويل بين الطفوله والبلوغ. لذا فالتجارب تلعب دورا كبير في انماط التعلق عند البالغين.

هؤلاء الذين يوصفون بالمتناقضين او الانطوائيين عند الطفولة من الممكن ان يكونوا من ذوي الارتباط الامن عند البلوغ بينما يمكن للتعلق الامن عند الطفولة ان يظهر انماطا للتعلق غير الامن عند البلوغ ويعتقد ان المزاج  يلعب دورا جزئيآ في التعلق ايضا.

وجد الباحثين هيزن وشيفر(1987) في بحثهما افكار متنوعة حول العلاقات بين البالغين مع انماط التعلق المختلفة مثلا التعلق الامن عند الكبار يجعلهم يميلون الى الاعتقاد بأن الرومانسية في العلاقة ستدوم.
وقد وجدا ان البالغين الذين يصنف تعلقهم بالمتردد يقعون في الحب ايضا كغيرهم في حين اولئك مع نمط التعلق الانطوائي وصفوا علاقة الحب بالنادرة والمؤقتة.
وهنا لانستطيع ان نقول اساليب التعلق عن الاطفال تطابق اساليب التعلق للبالغين
وقد اظهر البحث ان انماط التعلق المبكر يمكن ان تساعد في التنبؤ بأنماط السلوك عند البلوغ.

كان هذا المقال والمقال الذي سبقه تقديم لنظرية التعلق التي تربط سلوك الشخص مع من يحب بسلوكه مع من قام بتربيته كالام. وستتناول المقالات القادمة اصناف الناس من ناحية التعلق.

استنتجنا من هذا المقال ان نظرية التعلق لا تعزل ظروف تعلق الشخص بمن يحب عن واقعه وتجاربه الخاصة بل ان للتجارب دور مهم في التعلق قد يفوق دور طبيعة الشخص وسلوكه مع من قام بتربيته.