اعداد: حيان الخياط & لارا ماك

لماذا نحلم؟

“لا استطيع ان احدد اذا ما كانت احلامي نتيجة لأفكاري ام ان افكاري نتيجة لأحلامي.” دكتور لورنس.

توجد نظريات مختلفة عن الاحلام، بعضها نشأت من نظريات وأبحاث علمية، وبعضها تملك جذور في الحدس او التصوف.
كلمة “الحلم” لها مفاهيم مختلفة في لغات متعددة، واصل الكلمة يمكن تتبعه في عدة لغات مثل [druz] معناها الكذب او الخداع، [druh] معناها الاذى او الجرح، [draugmaz] معناها وهم او شبح او خداع، وهكذا تتبين تصورات اسلافنا عن الحلم. ومع ذلك فأن المعنى الاصلي بالانجليزية لكلمة [dreme] هو: موسيقى، فرح وطرب.

للإطلاع على مختلف النظريات:

1 ـ التوجيه الروحي: تحتل الاحلام مرتبة اعلى من الحكمة في اللاوعي، ولهذا يمكن توجيه الناس بالاتجاه الروحاني، ويقوم البعض  بتحليل الاحلام من وجهة نظر التصوف، فكثير من الناس يعتقدون ان الاحلام تملك اهمية تصوفية او دينية، ولهذا تدفعهم لتحقيق تجارب عليا. في الحقيقة، نستطيع ان نجد اشارات للأحلام لها علاقة بلاهوتية كل الاديان تقريباً، ولا يخفى ابتعاد مثل هذا التفسير عن العلم.

2_ التحرر او الافراج عن الضغط الفسيولوجي: تساعد الكوابيس الناس على التعامل مع الخوف او الازمات العاطفية، وهكذا تفرج عن الضغط الفسيولوجي، فالمعروف ان الحلم يجعل الناس اكثر تعقلاً لان الامتناع عن النوم يزيد من اعراض الجنون، ومع هذا فالتصرفات الهذيانية قد يكون سببها قلة النوم، أو الحرمان من النوم او الارق ويحتمل انها تحصل بسبب انعدام التعمق في احلامنا.

3_ الاحلام باعتبارها مصدراً للإبداع: يمكن للأحلام ان تدعم الابداع كما في حالة روبرت لويس ستيفنسن الذي كتب “الحالة الغريبة للدكتور جيكل ومستر هايد” وفي حالة البرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية، فأحلامهم هي التي الهمتهم في هذا المجال، واقعاً، الكثير من الفنانين، الموسيقيين، المخترعين بل وحتى الرياضيين قالوا بأن انجازاتهم كانت من الهامات الاحلام.

4 _ تعزيز وتوطيد التعلم: الاحلام ليست قناة لدمج وتعزيز التعلم فقط وإنما تعطي حل لمختلف مشاكل تعكير مزاج الشخص في عالم اليقظة.

وقد وجدت الابحاث ان الاطفال الصغار والرضع يقضون وقتاً اطول في النوم والأحلام مقارنةً مع الاطفال الاكبر عمراً والبالغين الذين ينامون مدة زمنية قصيرة. ولهذا فأن اقل وقت للنوم ينتج اقل وقت للأحلام، وهذا يدل على ان الأحلام تساعد في تحسين التمرين او ممارسة المهارات المكتسبة  فضلاً عن تعزيز المعلومات الجديدة، هذا بالاضافة الى انها تساعد على تحسين الذات والنمو داخل الشخص نفسه، كما انها تساعد على التعامل مع المشاعر المكبوتة والخوف التي تعتري الانسان في حالة اليقظة.

5 _ الاستبصار: كشفت حالات عديدة أن بعض الناس يعتقدون أن أحلامهم في الواقع تعطي لهم نظرة ثاقبة للمستقبل او تنبؤ بالمستقبل. انهم يعتقدون ان لديهم أحلام تنبؤية ولكن التحليل كشف أنهم قد تعرضوا لمؤشرات حول أحداث مستقبلية قبل النوم. ولذلك، يبدو أن الحلم التنبؤي لم يكن أكثر من مجرد مصادفة.

اكثر حلم تنبؤي مشهور كان للرئيس الامريكي ابراهام لينكولن، الذي حلم قبل اغتياله بأنه كان يتجول في الغرف الفارغة وسمع اصوات حزينة وعندما دخل في الغرفة الشرقية رأى جثة مغطاة الوجه ومكسية بثياب الجنازة، وعندما استفسر عنها، قالوا بأن الجثة كانت لرئيس مات اغتيالاً.

تكرار الاحلام

تقول الابحاث بأننا نحلم من 3 الى 4 مرات في الليلة الواحدة، خلال فترة الـ REM [حركة العين السريعة] بالنوم، ومع ذلك فأن كل فترة REM  تكون اقصر من سابقتها، اما الاخيرة فتكون بحدود الـ 45 دقيقة، كما تكشف الدراسات ان فترات قصيرة من النوم تأتي عادةً بأحلام اليقظة. هذا بالاضافة الى ان الاشخاص الذي يعانون من الحرمان من النوم غالباً ما يحلمون اكثر عندما تسنح لهم الفرصة بالنوم اخيراً.

التحكم بالأحلام

البحوث والدراسات تشير الى اننا نتمكن من السيطرة على أحلامنا وأيضا التأثير عليها من خلال إعطاء أنفسنا نوع من الاقتراحات قبل النوم. وقد أصبح بعض الناس بارعون جدا في فن الحلم الواضح، لأنهم يمكن أن يتحكموا في أحداث الحلم، إلى حد ما. ومع ذلك، فإنه من غير الممكن ممارسة سيطرة كاملة على الأحلام.


الرابط الاصلي