كتابة: فيريك س فانك و أرترو كازاديفول
ترجمة:ريام عيسى

كثيرا ما نقرأ او نسمع عن حوادث للاحتيال والغش في كثير من المجالات، على سبيل المثال؛ اعتذار الدراج الفرنسي لانس ارمسترونغ _بعد فوزه بسبع القاب في طواف فرنسا_ عن أخذه منشطات لتحسين الاداء وقد برر هذا الفعل بأنه كان مصمم على الربح بأي ثمن.

وطَرد العالم النفسي مارك هاوسر_ الذي كتب مقالة تحت عنوان “ثمن الغش: معاقبة الغشاشون …”_ من عمله في جامعة هارفرد بعدما توصل مكتب الولايات المتحدة لنزاهة البحوث الى انه “لفق البيانات وتلاعب في نتائج عدة تجارب ووصف الدراسات على انها اجريت بطرق غير صحيحة، وموافقة ستة عشر بنك على التسديد او الخضوع للتحقيق بشأن التلاعب في الليبور (هو سعر الفائدة الذي من الممكن ان يقترضه البنك من البنوك الاخرى) في ما يُعرف بأكبر عملية احتيال مالي في تاريخ الاسواق.

أن هذه الحالات هي جزء من سلسلة لا تنتهي من فضائح الغش في الاخبار و الرياضة والعلم والتعليم والاقتصاد وغيرها من المجالات.

يُعَرف الغش على انه القيام بعمل ما بعدم امانة للحصول على منفعة، بالرغم من انه من الجيد الظن بأن معظم الناس صادقين بشكل اساسي لكن في الواقع فأن الغش موجود بشكل كبير.

ففي المسح الذي اُجري عام 1997، كشف دونالد ماكبي استاذ الإدارة في جامعة روتجرز وليندا كليب تيريفينو استاذة السلوك التنظيمي في جامعة بنسلفانيا ان ثلاث ارباع الطلبة البالغ عددهم 1800 طالب من جامعات مختلفة في تسع ولايات قد اعترفوا بقيامهم بالغش في الاختبارات او كتابة الواجبات.

وفي عام 2005، كتب برين مارتنسن عالم الاجتماع في مؤسسة هيلث بارتنر للبحوث في بلومنجتون بولاية مينيسوتا وزملائه تقريرا جاء فيه ان ثلث العلماء اعترفوا بانضمامهم لتجارب بحوث مشكوك فيها خلال الثلاث سنوات السابقة.

لا يقتصر الخداع على البشر، فقد تم توثيق حالات خداع في جميع انحاء العالم الحي اينما توجد منافسة على مصادر محدودة. على الرغم من الوجود المطلق للغش فانه يشكل خطرا على الافراد وعلى المجتمع على حد سواء، ومن الممكن ان يفقد الاشخاص الذين يقومون بالاحتيال وظائفهم لأنهم يتسببون بإهدار المصادر من خلال هذه الاعمال ويُحرم الاشخاص الذين يتلاعبون بالقوانين حتى من المكافأت التي يستحقونها بتسببهم بأضرار اضافية.

فعلى سبيل المثال فان البحوث العلمية الغير رصينة من الممكن ان تضلل الباحثين الاخرين، وتقودهم الى سياسات عامة خاطئة ، وايذاء المرضى في حال استندت القرارات السريرية على معلومات خاطئة.

ان بعض هذه المشاكل تقودنا الى وضع قيود فعالة على ظاهرة الغش_ لكن الضوابط الحالية في المجتمع الانساني بحاجة الى تحسين. من خلال جهودهم لِفَهم أفضل لهذه الظاهرة، اكتشف العلماء ان القدرة على الابداع والخوف من الخسارة ومراقبة السلوك المحتال للبعض قد يكون حافزا على الغش او يجعله اكثر قبولا.

تساعد هذه المنبهات_ التي تزيد الاحتمالات بأن الغش ممكن ان يكون معدي_ على توضيح “وباء الغش” الموجود في العالم الاكاديمي والاشارة الى الاستراتيجيات التي من شأنها ان تخفض من انتشار التصرفات المخادعة. لا تستطيع الدراسات العلمية ايجاد طريقة لمنع الغش لكنها تساعدنا على فهم الاسباب التي تؤدي اليه او ماذا يمكننا ان نفعل حيال هذه الظاهرة.

تطور الغش _في الطبيعة_ كطريقة بين الكائنات الحية للحصول على منفعة اكثر من غيرها بدون تحمل ثمن جهد ذلك. بالنسبة للفرد فان حساب المسالة سهل: هل بإمكاني الحصول على شيء ما مقابل لا شيء من دون ان اُكشف او اُعاقب؟ وجد عالم الاحياء الدقيقة آي بيتر جرينبيرغ من جامعة واشنطن ان بعض البكتريا الزائفة تستغل المنافع العامة المتولدة من بكتريا متعاونة اخرى من دون المشاركة في الانتاج. وفي حالة مشابهة وجد عالم النظم البيولوجية الكسندر فان اوردناردين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ان بعض خلايا خميرة الخميرة تغش باستخدام منتجات انزيم تأييض السكر الذي يُنتج من خلال عمل خلايا اخرى.

ومع الصعود في السلسلة الغذائية، نجد ان من المعروف عن السمك المنظِف استغلاله للعلاقات للحصول على المنافع. على سبيل المثال فأن انواع السمك المنظِف لابروديز (Labroides) تتغذى على الطفيليات التي تلتصق بسمك الباروت (كلوريرس Chlorurus )، وفي كثير من الاحيان تتعاون ازواج الذكور والاناث على خدمة الاسماك الكبيرة. يفضل السمك المنظِف التغذي على المخاط الذي يُفرزه جلد اسماك الباروت، فتقوم الاسماك المنظفة بخداع سمكة الباروت بأنتازعها للمخاط اكثر من الطفيليات من اجل منفعتها. لاحظ عالم الاحياء ريدون بشاري وزملائه من جامعة نوشاتيل في سويسرا أن سمكة الباروت ترد على خداع الاسماك المنظفة بالهرب لذلك فأن كلاهما تفقدان الطعام. في بعض الاحيان تطارد السمكة المنظفة شريكتها، وتظهر المعضلة في تثبيط قدرة السمك المنظف على الغش عندما تتغذى بشكل منفرد.

رابط المقال:
http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=why-we-cheat&WT.mc_id=SA_MindFacebook_2013-05cover