المشي على النار تحت عدسة العلم كثيرا منّا يعلم عن وجود ممارسات يقوم بها البشر تبدو غريبة نوعا ما وتتسم بطابع اجتماعي او روحي او حتى ديني للتعبير عن فرح او حزن او احدى صور المشاعر لدى الانسان.

ظهرت مثل هذا الممارسات منذ ظهور اول تجمع بشري ولا تكاد تخلو فئة بشرية من طقوس كهذه مهما اختلفت ثقافتها او معتقدها او مكان تواجدها.سيطرت مثل هذه الطقوس على افكار وسلوكيات الناس لالاف من السنين حتى بزوغ اول محاولة للتفكير العلمي بمعناه الحقيقي مطلع القرن السابع عشر.

كان العلم كثيرا ما يسعى الى تفنيد مثل هذه الطقوس وتبيان حقيقتها للناس كمحاولة منه لحمايتهم من الخداع بها وعدم التسليم لممارسيها من السحرة او الكهنة او المشعوذين. من ابرز هذه الطقوس التي استطاع العلم فك شفرتها هي ظاهرة (المشي على النار). ظهرت هذه الممارسة في ارجاء كثيرة منها الهند والولايات المتحدة واوربا.

كان يغلب على هذه الظاهرة طابع ديني ذو ابعاد روحية معنوية كالسماح بالجسم ان يحرر طاقاته المخزونة و ترويض العقل على الصبر وتحمل الالم – كما يعتقدون – ليستطيع الانسان الوصول الى اعلى درجات الكمال والسمو الديني لهذا نجدها قد انتشرت كثيرا في العالم الاسلامي والمسيحي.

كانت نظرة عامة الناس لمثل هذه الطقوس انها خوارق للطبيعة ويتحلى ممارسها بقوى خارقة وخفيّة تساعده على عدم الاصابة بالضرر او الشعور بألم الحرق عند المشي على الجمر او الفحم او الخشب المُتوهج.

ولكن للفيزياء نظرة اخرى مغايرة تماما، من قوانين الفيزياء الاساسية ان الطاقة الحرارية تنتقل من وسط الى اخر او من جسم الى اخر بثلاث طرق لا رابع لها (التوصيل الحراري، الاشعاع، الاتصال المباشر)…

الطريقة الاولى تتعلق بأنتقال الحرارة بين السوائل او الغازات (الموائع) والثانية تفسر انتقال الحرارة بواسطة موجات من الاشعة كأنتقال الحرارة من الشمس الى اجسادنا عن طريق الاشعة الكهرومغناطيسية وهاتين الطريقتين ليستا محور حديثنا.
الطريقة الثالثة اوطريقة الانتقال الحراري بواسطة الاتصال المباشر (Direct Conduction) وتنص هذه الطريقة على انه عند تلامسين جسمين مختلفين حراريا فأن الطاقة الحرارية تنتقل من الجسم الاعلى حرارة الى الجسم الاقل حرارة للوصول الى حالة الاتزان الحراري، وكمية الطاقة الحرارية هذه تعتمد على عاملين الاول: المادة المصنوع منها الجسم الباعث او المستلم للحرارة، والثاني: زمن التلامس بين الجسمين..

الان سنضع هذا الطقس الديني تحت مطرقة الحكم الفيزيائي، بالفعل يتم هناك انتقال للحرارة من الجمر الى باطن القدم ولكن دون التسبب بالاذى او الضرر وذلك للاسباب التالية:

  • يعتبر الفحم او الخشب المحترق موصل ردئ للحرارة فهو يمتص جزء صغير من الحرارة وكذلك يمنح جزء صغير من الحرارة للجسم الملامس له لهذا فأن الطاقة الحرارية المنتقلة من الفحم الى باطن القدم تكون قليلة نسبيا.
  • كذلك يعتبر جلد الانسان مستلما ليس جيدا للحرارة مقارنة مع الفلزات كالحديد والنحاس، لهذا فأن الجلد يأخذ مقدار صغيرا من الطاقة الحرارية من الفحم المتوقد تحته، وهذا المقدار يكاد ان لايسبب حتى الحرقة.
  • زمن التلامس بين باطن القدم والنار عند كل خطوة لا يتعدى الـ 0.3 من الثانية (اي حوالي ربع ثانية) وهذا الزمن غير كافي لانتقال كمية حرارية كبيرة تسبب الاذى او حتى الشعور بالحرقة.
  • المكان المخصص لاشعال الفحم الذي يمشي عليه ممارس هذا الطقس لا يتعدى طوله الـ 8 اقدام (مايقارب 2 متر) وهي مسافة ليست بالكافية لانتقال كمية كبيرة من الطاقة الحرارية لباطن القدم.
  • غالبا ما يكون المكان المخصص للاشعال محاطاً بمكان رطب او مكان عشبي يسلكه الممارس بعد الانتهاء من المشي على الفحم وهذا ما يساعد على التفريغ الحراري من خلال امتصاص الحرارة القليلة التي اكتسبتها باطن القدم اثناء المشي على الجمر لفترة لا تتجاوز الـ3 ثانية.

 

المصدر: http://skepdic.com/firewalk.html

مقالات ذات صلة في الممارسات الصوفية

ممارسات الطرق الصوفية وتفسيرها الطبي

لقاء مع ممارس سابق

اطلاق النار من قبل اهل الطرق الصوفية وكيف يتم دون ضرر

خرافات الجن وممارسات الطرق الصوفية  

خدعة ميرين داجو في ادخال سيخ الى البطن دون ضرر

أكل الزجاج وشرح خدعته البسيطة

خدع الطعن وضرب السيوف في الطرق الصوفية

ناشنال جيوغرافيك والعلوم الزائفة في عرض ممارسات الطرق الصوفية

المشي على النار

شرب الماء الحار