ميرين داجو و كيف يطعن الدراويش انفسهم دون ضرر ؟ في اربعينات القرن العشرين ظهر في هولندا عارض مسرحي يدعى (Mirin Dajo) او (رجل وسادة الدبابيس) كما كان يدعى محلياً في ذلك الوقت.

كان داجو يقوم بعروض مسرحية فٌسرت حينها انها غريبة وخارقة للطبيعة وضربٌ من الجنون، من ابرز هذه العروض كانت السماح لمساعده بإدخال سيف المبارزة في جسده ليخترقه ويظهر من الجهة المقابلة او النوم على وسادة دبابيس او غرز ابرة في رقبته عند منطقة البلعوم وغيرها.

لا شك انها كانت عروض مرعبة ومخيفة لكن داجو لم يكن يشعر بإدنى ألم على الرغم من ان ما يقوم به يبدو مؤلماً جدا لدى المقابل مما جعل عامة الناس يعتقدون بانها اعمال غير طبيعية وخارقة للعادة البشرية وتتطلب قوى غير معروفة وقدرات غير اعتيادية لممارستها.

كان داجو يدعي انه قد تعلّم هذه المهارة التي تبدو غريبة على يد ناسك هندي متصوف (درويش) عندما شاهده يمارسها ولكن بصورة اقل دراما مما كان يفعله هو.

عروض داجو هذه اثارت الفضول لدى العاملين في مجال الطب مما دفع الاطباء للتساؤل كيف لإنسان ان يغرز قضيب من الحديد في بطنه او ظهره دون ان يصاب بأذى او على الاقل ان يصيب العظام او الاعصاب او اعضاء الجسم الاساسية بالضرر علما ان هذه الممارسات كانت تترك اثارها من جروح وندوب على جسده لكنها سرعان ما تلجئ للشفاء.
طلب الاطباء من داجو القيام بأحدى عروضه تحت الاشعة السينية (X-ray) حيث قام بإدخال قضيب معدني في ظهره ليخرجه من جهة الصدر.

كشفت صورة الاشعة السينية لظهر داجو اللغز وراء ما كل ما كان يقوم به.
حيث تبيّن من خلال الصورة ان داجو كان يقوم بإدخال ادوات كهذه في جسده بدقة وتركيز شديدين دون ان يصيب اي عضو حساس في جسده من عظم او عصب او عضو داخلي مهم.

حيث كان يقوم بأدخال مثل هذه الادوات بجسده بزاوية بعيده تماما عن كل عضو من الممكن ان يعرض حياته للخطر وهذا ما خٌدع الاطباء والجمهور.

بقي داجو مستمرا بعروضه المسرحية هذه حتى جاءت اللحظة التي اخطأ بها وابتلع ابرة من الحديد الصلب مما نتج عنها تمزق الشريان الاورطي (الشريان الابهر) معلنةً وفاته وهو في عامه الخامس والثلاثون.

المصدر:

http://www.skepticblog.org/2010/05/13/the-mysterious-case-of-mirin-dajo-the-human-pincushion/