ترجمة: عقيل الأمير
البوستر من تصميم بهاء محمد

ذلك اللحم المتعفن, والمِشْيَة الغريبة, يمكنك أن تُشخص “زومبي” من بين أغرب الوحوش, لكن ما الذي يحدث في أدمغتهم؟
بالإعتماد على قصص خيالية عن الأموات الأحياء أو “الزومبي” كما يعرفون, قام العلماء بالتحري عن الأمر. عالمان مختصان بالعلوم العصبية “نيوروساينس” هما “برادلي فويتك” و”تيم فيرستينن” كلاهما عاشقان للزومبي وحينما كانا لا يزالان طالبين, كانا يجتمعان ليشاهدا أفلام الأموات الأحياء ويتسائلان عن ما الذي جعل هذه الكائنات تتصرف كذلك.
يقول العالمان أنهما كانا يسخران من شكل دماغ “الزومبي” ولكنها طريقة عرضية لحث الناس على التعرف أكثر على دماغ الإنسان.

بصورة عامة, يمكن للأموات الأحياء أن يكونوا شديدي البطء أو سريعين. أولئك ذوي السرعة البطيئة يتلخبطون بطريقة غير متناسقة ولا يستطيعون فتح الأبواب, مما يشير الى وجود مشكلة في “المخيخ” كما يقول “فويتك”. حيث أن هذه المنطقة في خلف الرأس التي تسمى بال”المخ الصغير” تلعب دوراً هاماً في التحركات المنسقة. ويضيف “فويتك” أن مهمات مثل إلتقاط شئ من على الأرض صعبة للغاية حتى أننا لا نمتلك روبوتات تستطيع فعل ذلك.

كل الأموات الأحياء بما فيهم سريعي الحركة, يمتلكون ذاكرة ضعيفة ويفتقرون الى القدرة على التخطيط كمجموعة. يقول “فويتك” أن الأموات الأحياء لا يمتلكون أي مهارات إجتماعية ويضيف أنهم تنقصهم السيطرة الإدراكية فلا يوجد ما يؤخر إشباع اللحم البشري الدافئ. هذه الأعراض تكشف على أن “الفص الجبهي” لا يعمل بشكل سليم ففي الحيوانات حينما تقوم بقطع الإتصالات بين الفصوص الجبهية, تحدث العديد من المشاكل.

ثم هناك مشكلة أخرى وهي مشكلة عدم وجود تواصل بين الأموات الأحياء حيث قام العالمان بعمل فيديو تعليمي قاما فيه ب”تشخيص” الحالة المرضية للأموات الأحياء على أنها مرض يسمى ب ‘حُبسة إستقبالية”* والتي تنتج من ضرر تتعرض له الإتصالات بين الفصين الدماغيين الصدغي والجداري. الأموات الأحياء ربما يمتلكون ضرر وظيفي متعدد في الدماغ ولكنهم يمتلكون حاسة شم حادة جداً على الأقل فيما يتعلق بشم اللحم البشري. في إحدى القصص المصورة, قام أبطال أحد قصص الزومبي بتلطيخ أنفسهم بأعضاء الأموات الأحياء المقتولين لكي يمنعوا المتبقين من الزومبي من شمهم.

حينما نقارن ما يتعلق بحاسة الشم, فإن البشر الأصحاء يمتلكون حاسة شم ضعيفة ولكن الدراسات أظهرت أن البشر يستطيعون تعقب الروائح بصورة جيدة إن كانوا مركزين على هذه المهمة, ففي دراسة أُجريت في جامعة كاليفورنيا, إستطاع المتطوعون معصبي الأعين أن يقوموا بتعقب شريط من الشوكولاتة في العشب عن طريق الشم وحده, وقاموا بذلك بصورة جيدة بشكل يثير الدهشة. ولهذا فإن قابلية الأموات الأحياء على تمييز الأجسام الحية عن الأجسام المتحللة “معقولة جداً” كما أشار العالمان.

كل هذه النظريات حول الأموات الأحياء هي تكهنات فارغة. ولكن هل يمكن للأموات الأحياء أن يتواجدوا في الحقيقة؟ مفهوم الزومبي له جذوره في تقاليد هايتي حيث يقوم كهنة “الفودو”** بصنع مسحوق يُزعم أنه يحول البشر الى زومبي. أحد مكونات هذا المسحوق هو سم عصبي من “سمكة كروية” له القدرة على إبقاء الناس في حالة من فقدان الوعي, هايتي قامت بمنع هذه الممارسات.

أما عالم الحيوان فأيضاً له حصته من قصص الزومبي. فهناك فطريات تصيب النمل النجار يجعل الأخيرة تتسلق تحت أوراق الأشجار وتموت ثم تقوم الفطريات هذه بإستخدام الرأس الميت للنملة لتطلق وابلاً من البراعم لكي تصيب الأخرى. ومن المعروف أن الدبابير تقوم بحقن سمومها بالصراصير مما يشل الأخير ولكن لا يقتله فيقوم الدبور بسحب الصرصور العاجز الى عشه ثم يضع بيوضه في بطن الصرصور, وحينما تفقص صغار الدبابير, يقومون بأكل الصرصور حياً من الداخل الى الخارج وكذلك يوجد ما يسمى بطفيل التوكسوبلازما الذي يصيب الفئران جاعلاً إياها لا تخاف من رائحة بول القط الذي يمكنه أن يقتل الفئران وفي النساء الحوامل, يسبب الطفيلي إلتهاباً يستطيع أن يؤدي الى مشاكل ولادية في الطفل مثل الصمم أو التخلف العقليو ولكن حينما يأتي الأمر الى وحوش مرتجفة, فظاهرة الزومبي تبقى خيالية فلا يوجد أي ضرر دماغي يمكن أن يسبب التحول الى زومبي.

المصطلحات:

*http://tinyurl.com/pzpya94
**http://tinyurl.com/o269mr2
المصدر:
http://tinyurl.com/qczv6al