متلازمة القولون المتهيج Irritable Bowel Syndrome هي اضطراب وظيفي مزمن في القناة المعوية المعدية (الجهاز الهضمي). يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أعراض مثل: ألم البطن، تغير البراز: إسهال (أكثر شيوعا IBS-D)، إمساك IBS-C أو كليهما IBS-M.

حسب التحليل الإحصائي لدراسات مختلفة حول العالم (2012)، متلازمة القولون المتهيج شائعة عالميا بنسبة 11.2% تقريبا، تتراوح بين الأقل شيوعا (7%) في جنوب آسيا والأكثر شيوعا (21%) جنوب أميركا. وهي أكثر شيوعا في النساء من الرجال بنسبة 67%. نصف المرضى لاحظوا بداية الأعراض قبل سن 35، ونسبة الحدوث بعد سن الخمسين أقل بـ 25% من نسبة الحدوث في من هم أصغر.وجود أقارب عانوا من متلازمة القولون المتهيج يزيد خطر الإصابة إلى الضعف (دور الوراثة) [1].

IBS

معدلات انتشار متلازمة القولون المتهيج حول العالم؛ اللون الأبيض يشير إلى انتشار أقل واللون الأسود يشر إلى انتشار أكثر.

من الممكن أن يعاني مريض القولون المتهيج من أعراض أخرى هضمية وغير هضمية. الهضمية مثل: الإرتجاع المعدي المريئي GERD وعسر الهضم، الانتفاخ والشعور بعدم اكتمال التبرُّز. غير الهضمية مثل: متلازمة التعب المزمن، آلام مزمنة في الحوض، خلل المفصل الصُّدغي الفكِّي، الاكتئاب، القلق والاضطراب جسدي الشكل (الشعور بقلق شديد متعلق بعرض جسدي كالألم والتعب) [2].

يمكن تشخيص شخص ما بمتلازمة القولون المتهيج إذا تكررت الأعراض ثلاث مرات في الشهر على الأقل لمدة ثلاثة أشهر وإذا بدأت الأعراض لأول مرة قبل ستة أشهر على الأقل [2].

أسباب متلازمة القولون المتهيج لم تُفهم جيدا بعد، فبعض أنواع الأطعمة (الغنية بالكاربوهيدرات، القهوة، التوابل، الكحول) تؤثر في أشخاص ولا تؤثر في آخرين. كذلك القلق يزيد شدة الأعراض، لكنه لا يسبب المرض نفسه كما يتوقع كثير من الناس. يعتقد بعض الباحثين أن للهرمونات دورا مهما، فالأعراض تزداد عند النساء في أوقات الدورة الشهرية والنساء بعد سن الحيض يعانين من أعراض أقل. التهابات القناة الهضمية (الالتهابات البكتيرية) قد تزيد خطر الإصابة عند بعض الناس لسبب مجهول [3]. قد نعاني من هذا الاضطراب إذا حدث خلل في الإشارات العصبية بين أدمغتنا والأعصاب التي تغذي قنواتنا الهضمية (هناك أدلة متزايدة تدعم هذه النظرية [4]) أو إذا كانت هذه الأعصاب زائدة الحساسية للألم أو إذا اختلَّت مستويات النواقل العصبية (سيروتونين Serotonin) [2].

لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة القولون المتهيج. هناك أدوية وتغييرات في نمط الحياة قد تخفف من شدة الأعراض. من المهم تجنب الأطعمة المهيِّجة واتباع نمط حياة جيد وتناول البروبيوتيك (ميكروبات غير ضارة كتلك الموجودة في الألبان) والأدوية مثل: الألياف والمليِّنات في حالات الإمساك، لوبرامايد Loperamide في حالات الإسهال، مضادات التشنج لتخفيف الألم، مضادات الاكتئاب. وهناك جدل حول فائدة استعمال المضادات الحيوية مثل الريفاكسيمين Rifaximin لتخفيف انتفاخ البطن [2]. من الجيد ذكر أن دراسات عديدة وجدت أن أخذ كميات كافية من البروبيوتيك (خصوصا سلالة البيفيدوباكتيريا Bifidobacteria) يساعد على التحسُّن [2].

عادة يرى الناس المصاب بمتلازمة القولون المتهيج شخصا عصبيًّا وسريع الغضب ودائم القلق أو يقولون لمن يُعرف بسرعة الغضب والقلق: أنت مصاب بالقولون العصبي! هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة، لكنني اخترت الأكثر شيوعا في العالم العربي، ومنها [,65]:

1- القولون العصبي ليس مشكلة كبيرة: يشكو بعض المرضى من إهمال الناس لهم وتهوينهم من خطورة مرضهم. هذا نتج من الفهم الخاطئ لهذا الاضطراب واعتباره مشكلة صحية بسيطة. لكن بالعكس، هذا الاضطراب يؤثر على الكثير من نواحي الحياة: الأسرة، العمل، العلاقات الاجتماعية.

2- القلق يسبب القولون العصبي: القلق والاكتئاب عرضان نفسيان يزيدان من شدة الأعراض لكن لا يسببانها. القولون العصبي ليس مرضا نفسيا كما قد يُعتقد.

3- التشخيص مكلف لأنه يحتاج إلى الكثير من الفحوص: الحقيقة هي أنه لا يوجد فحص خاص بالقولون العصبي. يستطيع الطبيب التوصل إلى التشخيص من طريق الأعراض التي يصفها المريض وليست هناك فحوص كثيرة وباهضة الثمن. بعض المرضى لا يطلبون المساعدة الطبية بسبب هذا المفهوم الخاطئ الشائع.

4- مرضى القولون العصبي سيعيشون بقية حياتهم على حمية غذائية قاسية: كما ذُكر في الأسباب، بعض الأطعمة الغنية بالكاربوهيدرات أو الأكلات المتبَّلة قد تسبب القولون العصبي أو قد تزيد من شدة أعراضه، لكن هذا لا يعني أن المرضى سيتجنبون قائمة طويلة من الأطعمة! بعض برامج الحمية تناسب مريضا ولا تناسب آخر. بعد مناقشة الطبيب، يستطيع الشخص أن يحدد خيارات غذائه ويستمتع بها.

5- الحليب يسبب القولون العصبي: بعضهم يخلط بين مرض “عدم تحمُّل اللاكتوز” والقولون المتهيج. الحليب الذي يحتوي على اللاكتوز قد يسبب مشاكل هضمية كالغازات عند الأشخاص المصابين بعدم تحمل اللاكتوز، لكن كما قرأنا، في متلازمة القولون المتهيج ليس هناك طعام وحيد يسبب الأعراض. تجنب الأغذية التي تحتوي على اللاكتوز قد يخفف الأعراض إذا رافقته تغييرات أخرى في الطعام مثل الإكثار من الألياف والتقليل من الحبوب.

6- قد يسبب القولون العصبي أمراضا خطيرة كالسرطان: لا توجد علاقة مدروسة علميا ومُؤكدة بين القولون المتهيج والسرطان.

7- من المحال التخلص من القولون العصبي: من المعلوم أن IBS اضطراب مزمن، لكنه متقلِّب فمن الجيد السعي مع الطبيب باهتمام لتخفيف الأعراض. الأخبار الجيدة هي أن مشاكل القولون المتهيج تختفي من حياة 10% من الناس سنويا [5].

8- لا يوجد علاج جيد للقولون العصبي: هذه إحدى العقبات التي يواجهها المرضى وقد ييأسون من الشفاء والاستمرار في الحياة السعيدة بسببها. الحقيقة هي أن الاستشارة الطبية، تنظيم الغذاء، تغيير نمط الحياة واستعمال الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية  over-the-counter drugs (مثل البانادول أو الأدول) ستتيح للمرضى فرصة الاستمتاع بحياتهم والتحكم بأعراضهم [6].

المراجع: (المصطلحات الطبية مترجمة وفقا لموسوعة ويكيبيديا لتسهيل البحث)

[1] www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3921083

[2] www.niddk.nih.gov/health-information/health-topics/digestive-diseases/irritable-bowel-syndrome/Pages/symptoms-causes.aspx

[3] www.mayoclinic.org/diseases-conditions/irritable-bowel-syndrome/basics/causes/con-20024578

[4] www.badgut.org/information-centre/a-z-digestive-topics/ibs-and-serotonin

[5] www.webmd.com/ibs/features/ibs-myths-common

[6] www.med.umich.edu/opm/newspage/2007/hmibs.htm

 

من مدونة ظهر مكشوف.