ترجمة: عمر اكرم

في البداية: هناك ملاحظة يجب طرحها: و هي تعريف ال Mindfulness أو الوعي التام=التنبيه الذهني: هو قدرة روحية تعتبر مهمة جدا في الوصول للتنوير حسب تعاليم بوذا. و هو أحد العوامل السبعة للتنوير. الوعي التام “الصحيح” هو العنصر السابع للطريق النبيل الثُماني.]

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

المعلمون الذين يمارسون “تنبيه الذهن أو الوعي التام” هم أكثر قدرة على خفض مستوياتهم الخاصة من التوتر وعلى منع الإرهاق، وفقا لدراسة جديدة أجراها مركز التحقيق في العقول الصحية (CIHM) في مركز ايزمان UW-ماديسون.

ونُشرت نتائج الدراسة، التي كانت تحت اشراف العالم المساعد ليزا فلووك ، مؤخرا في مجلة اسمها “العقل, الدماغ والتعليم” “”Mind, Brain, and Education.

التنبيه الذهني، وهي الفكرة التي تنبع من تقاليد تأملية عمرها قرون(تعتبر من تعاليم بوذا) ويتم تدريسها الآن في طريق العلمانية، هي تقنية لزيادة الاهتمام والتعاطف وغيرها من المشاعر الأجتماعية التابعة لها من خلال التوعية بالأفكار، والمؤثرات الخارجية، أو الأحاسيس الجسدية مثل حبس الأنفاس.

بينما يلعب المعلمون دورا حاسما في رعاية رفاهية الأطفال, فإن التقدم في مواجهة إجهاد المعلم كان بعيد المنال!. الإجهاد والإرهاق بين المعلمين هو مصدر قلق كبير لمديريات التربية والتعليم على صعيد الوطن بأكمله، مما يؤثر على نوعية التعليم ويترتّب على ذلك زيادة التكاليف في تعيين ودعم المعلمين.

و في هذه الدراسة، تم تعيين مجموعة من (18) من المعلمين للمشاركة في هذه الدورة للحد من الإجهاد المعتمدة على الوعي التام (MBSR)، وهي طريقة راسخة و مدروسة في التدريب على الوعي التام. إنَّ فريق المشروع كيَّف تدريب MBSR ليتناسب مع الاحتياجات الخاصة و المتطلبات الزمنية لمعلمي المدارس الابتدائية.

وكانت من بين الجهود الأولى لتدريب المعلمين، بالإضافة إلى الطلاب، هي في تقنيات الوعي التام و في دراسة آثار هذا التدريب في الصف خلال الفصل الدراسي.

“أردنا أن نقدم التدريب للمعلمين في صيغة بحيث تكون جذّابة و ممتعة و تتصدى للأعباء التي كانت دوماً ذات صلة خصوصية بدورهم كمعلمين،” تقول فلووك, الحاصلة على شهادات متقدمة في التربية وعلم النفس و كذلك فإنّ اهتمامها الأساسي هو في استكشاف استراتيجيات ل خفض الضغط النفسي وتعزيز الرفاهية لدى الأطفال و المراهقين. إنّ المعلمين الذين تلقوا التدريب تم اختيارهم بشكل عشوائي وطُلب منهم ممارسة التأمل الموجه في المنزل لمدة 15 دقيقة على الأقل في اليوم الواحد.

و تلقوا تعليمات باستخدام استراتيجيات محددة لمنع ومعالجة الضغوطات في الصف، مثل “السقوط” dropping in””، وهو مصطلح لوصف عملية جلب الانتباه إلى مشاعر حبس الأنفاس وغيرها من الأحاسيس الجسدية، والأفكار، والعواطف لفترات قصيرة من الزمن. وشمل التدريب أيضا تطوير ممارسات الرعاية لتحقيق التوعية النوعية في خبراتهم، وخصوصا تلك التي تنطوي على تحديات.

واحد من أهداف هذه الدراسة كان تقييم النتائج على ضوء استخدام الإجراءات التي يمكن أن تتأثر بتدريب الذهن. ووجد الباحثون أن أولئك الذين تلقوا تدريب تنبيه الذهن(mindfulness) قد أبدوا انكماشاً في الضغط النفسي وتحسّنات في تنظيم الفصول الدراسية و زيادة في الشفقة الذاتية لديهم. في المقابل، أظهرت المجموعة التي لم تتلق التدريب علامات تتضمن زيادة الإجهاد والإرهاق على مدار العام الدراسي. وبالتالي توفر هذه النتائج دليل موضوعي على تقنيات MBSR التي تعود بالفائدة على المعلمين.

“إن المحصلة الأكثر أهمية التي لاحظناها في الدراسة هو النّمط الثابت من النتائج، عبر مجموعة من التقارير الذاتية و المقاييس الموضوعية المستخدمة في هذه الدراسة التجريبية، التي تشير إلى فوائد ممارسة تنبيه الذهن”، تقول فلووك، التي تتولّى أيضاً دراسة اخرى في CIHM اسمها “مناهج الشّفقة” أو ” “Kindness Curriculum”” التي تشمل مرحلة مرحلة ما قبل المدرسة ب4 سنين.

اكتشف المعلمة ماديسون اليزابيث ميلر أن تنبيه الذهن هو أسلوب تأملي لا يتطلب “مجرد الجلوس المتواصل و محاولة مراقبة أفكارك،” كما قالت أنها كانت صعبة بالنسبة لها. أظهرت هذه السلسلة الدراسية لها أن تنبيه الذهن يمكن أن يُمارس في أي مكان، و في أي زمان.

على الرغم من أن ميلر قد مارست التأمل قبل المشاركة في الدراسة، إلّا أنه لم يحدث معها مطلقا أن استخدمت بعض تقنيات تنبيه الذهن، مثل التركيز على التنفس(أي حبس الأنفاس)، في الصف.أما الآن ميلر تستخدم هذه الطريقة على مدار اليوم، مثلاً بين مجالات أو أقسام الموضوع أو بعد الأستراحة، لإعادة تركيز الأنتباه لطلابها، كإن تدعوهم للتوقف وأخذ ثلاثة أنفاس عميقة سويةً قبل بداية الرياضيات، على سبيل المثال

“كان الأنتباه القائم على حبس النفس جزءاً واحداً فقط من التدريب، ولكن كان هناك شيئا ما خاص به و هو أنني كنت قادرة على وضعه موضع التنفيذ على الدوام و باستمرار”، تقول ميللر. “الآن أنا أقضي المزيد من الوقت في تهيئة الطلاب لملاحظة كيف يشعرون، جسديا وعاطفيا، قبل رد فعلهم على أي شيء. أعتقد أن هذا التصرف من أعمال المراقبة الذاتية وله الفائدة الأكبرعلى المدى الطويل لكل من الطلاب والمدرسين”.

في الفترة المقبلة، فلووك سوف ترغب في العمل على تكرار النتائج الأولية للدراسة من خلال جعلهاعلى نطاق أوسع، كإن تكون مشروع وطني يربط بين الطلاب أيضاً. واضافت “نريد أن نستكشفَ كيف يمكن أن يستمرالمعلمون في ممارسة هذا التدريب الروحي، وكيف يؤثر ذلك على الطلاب، كما تقول.” هل نستطيع تدريب المعلمين أيضا لتعليم التنبيه الذهني لطلابهم ؟ و ما أثر ذلك على الطلاب؟ ”

وأضاف ريتشارد ج. ديفيدسون، وهو الكاتب الرئيسي للدراسة ومؤسس CIHM ورئيسها أنه: “في المستقبل، فإن الفريق سوف يستكشف التأثير التآزري لتدريب المعلم و الطالب على مجموعة متنوعة من النتائج الفردية و الفصلية.”

بالإضافة إلى فلووك ودافيدسون، فإنّ ورقة المؤلفين تتضمن سيمون ب. غولدبرغ، لورا بنغر وكاثرين بونس.

رابط المقال:

www.sciencedaily.com/releases/2013/08/130828144851.htm