بقدر الرغبة بالعناق، فإن الكثير منا نحن ذوات الأعضاء التناسلية الأنثوية سمعنا أنه من المهم جدًا النهوض وتفريغ المثانة في أقرب وقتٍ بعد انتهاء العلاقة الجنسية. إذا ما أصبت سابقًا بالتهابات المسالك البولية، فإن تجنب طبيعة الحاجة المستمرة والمزعجة للذهاب للحمام (لإفراغ المثانة) والتي تأتي مع عدم القدرة على إتمام الأمر والحرقة المؤلمة عند محاولة ذلك، تعد محفزًا كافيًا لاختصار الراحة بعد الجماع. لكن طقس ما بعد الجماع هذا قد لا يساعد كما نعتقد.
تتسبب البكتيريا الداخلة إلى الإحليل بالتهابات المسالك البولية. ولكنها تميل لإصابة النساء بمعدلات أعلى بشكلٍ هائل لامتلاكهن احليل أقصر وأقرب إلى فتحة الشرج من الرجال. في اللحظات الحميمية، وأثناء انزلاق السوائل والأنسجة، يصبح من السهل نسبيًا على البكتيريا الخارجية الدخول إلى الإحليل. وبحسب قصة التبول بعد الجماع، فإن البول الحامضي يساعد في طرد هذه البكتيريا خارج الإحليل مما يقلل فرص الاصابة بالتهابات المسالك البولية. لكن لا يوجد الكثير من الأدلة الجيدة االتي تدعم هذه التوصية.
تشير ليزا دون هاميلتون، حاملة شهادة الدكتوراه وأستاذة علم النفس وباحثة في الجنس، إلى أنه “توجد دراسات قليلة جداً حول الموضوع بأية حال، ولكن أظهرت الدراسات الموجودة بعدم وجود صلة. في الواقع، عند مقارنة أشخاص مصابين بالتهابات المسالك البولية وأخرين أصحاء، تظهر الدراسات أن عدد الأشخاص الذين يتبولون بعد الممارسة الجنسية والذين لا يفعلون ذلك متساوِ في المجموعتين المصابة والسليمة”.
مع التسليم بطبيعة التدخل منخفض التأثير مثل التبول بعد الجماع، إلا أن الكثير من الباحثين والأطباء والأباء المهتمين يستمرون بالنصيحة بفعل ذلك. ومع ذلك، يمكن لهذه التقنية من أن تتسبب بآثارِ ضارة تتجاوز اضاعة الوقت وخسارة الاحتضان والتضام. تضع الطبيبة النسائية الدكتورة جين غانتر في كتابها إنجيل الاعضاء التناسلية الانثوية العبارة “في كل مرة نجعل النساء يقفزن إلى حلقة مفرغة لغرض التحسن نضيف عبئَا، سواء كان ماليًا أو عاطفيًا”.
مقال مترجم من المقال الأصلي:
The Fact and Fiction of Physiological Phenomena: Volume I
تم نشر المقال كاملا في العدد 57 من مجلة العلوم الحقيقية وراجعته لغويا ريام عيسى