اذا ما نسيت في مرة مناظرك الخاصة بالغوص وقررت التصرف كالسمك وفتحت عينك تحت الماء، ربما تكون قد عرضت نفسك لخطر أكبر مما تتصور. في الواقع، إن فتح عينيك تحت الماء يزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من تهيج العين وتضررها.

في دراسات أجريت على تأثيرات أحواض السباحة العامة ذات المياه المعالجة بالكلور والبروم على العين أبلغ عن شيوع احمرار العين والتهيج والحكة. وجدت إحدى الدراسات المقامة في إيطاليا أن التعرض حتى لهواء الحوض كان كافيًا للتسبب بمشاكل بصرية، كإضراره بالجهاز التنفسي لعمال الانقاذ (حراس الإنقاذ). وفي دراسة اشتملت على خمسين شخصًا ممن لا يرتدون مناظر الغوص، وفحصت أعينهم مباشرة قبل وبعد السباحة، أظهر (68%) منهم أعراض تورم القرنية بينما عانى 94% منهم بعض التدهور في أغشية قرنيتهم.

تبدو المركبات القائمة على الكلور هي السبب الأساس، وبتركيز 0.5 ملغ/ لتر فقط مشكلة خطرًا على سلامة الغشاء القرني. إن طرق معالجة حوض السباحة الأخرى، وبالتحديد المعالجة بالملح، قد تشكل تهديدًا بشكل أقل، ولكن توجد حاجة إلى مزيد من البحوث. أحد الأسباب الرئيسية لتهيج العين في الأحواض المعالجة بالكلور هي مركبات أحادي الكلورامين. إذ تتشكل عند تفاعل الكلور في الماء مع المواد العضوية مثل العرق أو الإدرار وهي المسؤولة بشكل أساسي عن “رائحة حوض السباحة”. إحدى طرق تفادي وجودها في مياه الحوض هي الاستحمام قبل السباحة. لسوء الحظ، وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن ما يقرب من 35% فقط من السباحين استحموا عند عدم وجود أي لافتة تدعو لذلك، حتى وإن كانت الحمامات متاحة بشكلٍ واضح. عندما لم يتم وضع أي لافتة، لم يستحم الكثيرون حتى عندما كانت أماكن الاستحمام متاحة بشكل واضح.

قد نكون على علمٍ بالقلق من عناصر الالتهابات المحتملة في البحيرات والبرك، ولكن تبين أنه حتى المسابح الداخلية يمكنها إيواء الميكروبات، كما أظهرت حادثة أبلغ فيها عن إصابة 147 شخص بعدوى الزائفة الزنجارية بعد السباحة بحوض داخلي. يمكن لالتهابات الملتحمة أو العين الوردية أن تكون مشاكل شائعة في أحواض السباحة. أظهرت دراسة عام 2017 على 107 شخص أن 21% منهم أصيبوا بالتهابات الملتحمة الخاصة بأحواض السباحة. أجاب (56%) منهم عند سؤالهم عن السبب أنه كان الكلورين؛ في الواقع، إن معظم الحالات تعزى إلى الفيروس الغدي.

إذا كنت تقضي اوقات كثيرة في السباحة في المياه، فكر في ارتداء نظارات الغوص، فالسلامة التي توفرها هذه النظارات تستحق أن تجعلك تبدو بمظهر غريب. وأيضًا، على الجميع القيام بدورهم بعدم إهمال الاستحمام قبل السباحة.

من مقال:

Ada McVean, The Facts and Fiction of Physiological Phenomena: Volume II

تم نشر المقال في العدد 60 من مجلة العلوم الحقيقية وراجعته لغويا ريام عيسى