ترجمة:عمر اكرم
مراجعة:احمد ثائر
(مجلة إكسبرس الطبية)-
نشرت مجلة ( العلوم ) ورقة بحثية نظرية أثارت بعض الأسئلة الهامة في وقتنا الحالي حول تنوع الخلايا العصبية. الباحثين من جامعة كولومبيا، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نيويورك أرادوا معرفة كم من أنواع الخلايا العصبية موجودة في الدماغ.
بالنسبة للعلماء الذين يدرسون الخلايا الدبقية ( الخلايا الداعمة للنسيج العصبي في الدماغ) قد يكون كافيا أن تصنف هذه الخلايا إلى نوع واحد من الخلايا العصبية ، لكن الباحثين هنا يدرسون جميع أنواع الأعصاب المسؤلة عن الحركة.
على وجه الخصوص، هم مهتمين بعلاج أمراض ( تحلل الخلايا العصبية) و التي تتشارك بوجود خلل في الأعصاب الحركية طبقاً لأبحاث علم الأمراض. لعلاج هذه الأمراض، يحاول الباحثون تحفيز الخلايا الجذعية الجنينية لتتحول إلى نوع معين من الخلايا العصبية التي من الممكن أن تعيد وظائف الخلايا المفقودة في هذه الأمراض.
كما يلاحظ الباحثون أنه سيكون من المفيد لو تمكنا من تقسيم مجموعة كبيرة من الخصائص البيوكيميائية، المورفولوجية و الكهربائية التي تميز الخلايا العصبية، في فئات محددة حيث يمكن أن يتم الإشارة إليها بأسماء معينة.
الواقع هو أننا لا نستطيع وضع تصنيف بسيط للخلايا العصبية كما نريد. إن إنتشار اسم في علم الأعصاب هو بدلا من ذلك يكون مفتوح غير محدد بزمن، والمعدل الذي يتم في أكتشاف الخصائص هو المحدد الرئيسي لذلك. يبدو أننا تجاوزنا عصر الأكتشافات العظيمة في مجال الخلايا العصبية.
الأن هناك عدد قليل من الإضافات إلى الإكتشافات القديمة مثل خلايا بيتز من القشرة ، وخلايا مارتينوتي، وكاجال-رتزيوس. و الجديد اليوم توفر كم هائل من الطرق المحتملة لتصنيف الخلايا العصبية من حيث أنواع من الجينات والبروتينات و الخصائص الأخرى ، إذا ما هي الوسيلة المناسبة لجمع هذه التشعبات ؟
أخذين بالإعتبار أهمية وجود حل عملي، لعل أفضل طريقة للمضي قدما هو أن نتمسك بالمعايير القديمة حسب التركيب و الوظيفة للخلايا، و الأن يجب أن نركز على الجانب الوظيفي. الجينات والبروتينات يمكن التلاعب بها وتبين أن لها تأثيرات مختلفة على الشكل في الخلايا العصبية،لكننا لا نزال تفتقر إلى فهم جيد عن مدى تأثير تصميم الخلية و شكلها على وظيفتها.
إذا كنا مهتمين بإستعادة الوظائف الخلوية إلى الأدمغة المصابة بمرض تحلل خلوي، يجب أن نطرح الأسئلة حول مدى تأثير تصميم الخلية و شكلها على وظيفتها بدلاً من البحث عن كيفية تكون تصميم خلوي معين ، و نبدأ بتصنيف الخلايا تبعاً لذلك.
وبعبارة أخرى، دون فهم لماذا شكل خلية يتغير على طول سلسلة متصلة من ثنائية القطب(بمعنى لديها محور واحد و فرع واحد)، إلى شبه أحادي القطب(الذي يكون على شكل حرف T)، أو متعدد الأقطاب أو تغيرات أخرى شكلية أيضاً لتوافي طبيعتها الوظيفية دون فهم لعمليات التغيير المستمر لن نتمكن من وضع تصنيف سليم للخلايا.
ومن ثم بالنسبة لحالة الأعصاب الحركية المهمة للباحثين ، يجب أن نسأل السؤال التالي، لماذا أستمر أسلافنا بإستخدام الأسيتايلكولين( ناقل عصبي ) في الموصلات العصبية الحركية ، بينما أستخدم أقرب سلف لنا يلتقي مع اللافقاريات و جميع الافقاريات الجلوتامايت بدلاً من الأسيتايلكولين؟الموصلات العصبية الحركية هي أكثر أنواع الأتصالات العصبية المدروسة حالياً ، لكن يبقى هذا السؤال دون جواب ! .هناك عدة عوامل قد تلعب دور في جواب هذا السؤال منها : سرعة النقل العصبي ، حجم الطاقة اللازمة للنقل ، نفاذية الغشاء العصبي و درجة تأثير السموم على الإتصال.
وقد تبين أن عملية تفضيل ناقل عصبي عن أخر ( مثل الأسيتايلكولين و الجلوتامايت )، ليست دائما واضحة المعالم كما قد إفترضنا سابقاً . الخلايا ونقاط التشابك العصبي قد تتطور بصورة يمكن التنبؤ بها إلى حد
ما من خلال مراحل النمو حيث يفضل ناقل عصبي أو آخر، ولكن في كثير من الأحيان يتم أختيار نواقل عصبية مشتركة في نفس التشابك العصبي و تستقر الخلايا على ذلك.
أشار الباحثون إلى الاوراق البحثية السابقة التي أنجزت تحليلات شاملة خاصة لتراكيب الدماغ، وأنواع الخلايا في داخلها. بالنسبة لشبكية العين، اقترحت إحدى الدراسات أنه منذ فترة كل نوع من الخلايا يظهر مجموعة فريدة من عوامل النسخ، وأنها يمكن أن تستخدم لوضع علامات مميزة لهذا النوع من الخلايا. وهذا قد يكون مفيداً لبعض أغراض التصنيف.
خلايا الكائن هي نتاج خليط من جينات يرثها من والديه ، بعض هذه الجينات يكون هو السائد و يحدد طبيعة الخلايا. بالنسبة للدماغ بالتحديد ، إذا أردنا فهم أنواع خلاياه و طبيعة خواصها يجب أن ناخذ في الأعتبار دراسة الأصل الأبوي و الخواص الجينية التي يرثها الجنين. أما عن التصنيفات و التسميات من الأفضل التوصل لفهم أفضل لوظائف الخلايا ، و إستخدامها لرسم معالم التصنيف. و البديل الأقل دقة لذلك هو إستخدام الخواص الجزيئية للخلايا.
الرابط: