نشر أستاذ في إحدى الجامعات العراقية أن الفايروس الجديد المعروف بـ “كورونا” (novel coronavirus) مسجل مسبقاً كبراءة اختراع أمريكية في عام ٢٠١٥. ملمحاً ربما إلى سيناريو حرب الأسلحة الجرثومية. كما تدور إشاعات كثيرة لا أساس لها على الأقل حتى وقتنا هذا حول سيناريوهات مشابهة لتفسير ما يجري في الصين من إصابات ووفيات عديدة نتيجة الإصابة بهذا الفيروس.
ما ذكره الأستاذ الجامعي العراقي بدء بالانتشار الموضوع بين طلبة الجامعات بصورة مفاجئة وصارت الأسئلة تتوارد حول حقيقة الأمر! في الواقع إن الموضوع سهل ويمكن لأي شخص التأكد من كلام كهذا عبر مقارنة التسلسل للقواعد النيتروجينية بين الفايروس المشار له والفايروس المسبب للأمراض عبر خوارزمية BLAST المتاحة للجميع، ومن المفترض ان يتم تدريب طلبة العلوم الطبيعية والطبية عليها في المرحلة الاولى من دراستهم.
التشابه بين فيروس كورونا والفيروس الأمريكي المنشور سابقا هو ٥٤٪ فقط ، والفايروسان ينتميان لنفس العائلة، وهذا امر طبيعي علما ان التشابه بيننا وبين الشمبانزي وفق تسلسل القواعد النيتروجينية هو ٩٩٪.
الفايروسات اداة بحثية مهمة في عالم اليوم، يومياً يعمل الباحثون في مجالات الطب والأدوية في مختبرات ذوات درجات أمن ليست بالقصوى، مع فيروسات من قبيل الفيروس المسبب لمرض العوز المناعي مع التعديلات الجينية لتظهر فيروسات جديدة تختلف بنسب قليلة عن الفيروس السابق، وقد تكون خطيرة جداًّ. كم من سيناريوهات الحرب البيولوجية يُمكن انشاؤها وفق هذا الأساس؟ وكم من الفيروسات تُعدل جينياً في كل سنة وفي كل مختبرات العالم؟
ربما من يسمع للمرة الأولى أن هناك فيروس تم اختراعه من قبل دولة ما لضرب دولة أخرى فهذا أمر يثير الذعر، لكنه يحدث كثيراً في المختبرات وللأغراض البحثية. ما يحتاجه طلاب العلم هو أدوات تغنيهم عن الذهاب مع كل خبر، لا منشورات ترفع من قيمة الجهل ونظريات المؤامرة بديلا عن المعرفة، وهنا تتجدد الدعوة لتحديث المناهج الدراسية حتى يكون الطالب الجامعي وفي مراحل أولى متسلح بجميع الأدوات المجانية لمواكبة عصر الجينوم
الروابط:
رابط براءة الاختراع مع التسلسل في نهايتها
رابط اداة بلاست لعمل المقارنة، blast.ncbi.nlm.nih.gov/Blast.cgi
