دراسة تتحدى نظرية القدرات الصوتية الفطرية .
بقلم : كارين رافن
ترجمة : حسنين عبد الأمير
يتعلم الأطفال البربرة –الثرثرة- قبل أن يتعلموا الكلام , يقوم الأطفال في البداية بترديدٍ بسيط للمقاطع المفردة ( كمقطع “با-با-با”) , و بعد مدة يشرعون بصفِّ مختلف المقاطع معاً (كمقطع “با-دا-غو”) . تعرض الطيور المغنية –المغرِّدة- أنماطاً مشابهة خلال عملية تعلمها للغناء , و القدرة على هذا النوع من تسلسل المقاطع يعتقد –على نطاقٍ واسع – بأنها فطرية و كاملة –وهي نظرية تم الطعن بها خلال ورقة بحثية على موقع مجلة الطبيعة “Nature” .
تفيد دراسة لثلاثة انواع – عصافير الـ~Zebra , عصافير الـ~Bengalese و البشر – بأنه لم تمتلك أي من الثلاث أنواع هذه الميزة بسهولة ! . كان على جميع صغار هذه الأنواع أن تتعلم صف المقاطع ببطء , زوجٌ بعد زوج .
تقول العالمة النفسية –وهي الآن في جامعة Hunter في نيويورك – و الكاتبة الأولى للدراسة السيدة دينا ليبكيند : “لقد أكتشفنا مرحلة لم تكن متصورة مسبقاً في التطوير الصوتي للأنسان ” .
بدأ الباحثون من خلال تدريب عصافير الـZebra – الـTaeniopygia guttata- على غناء اغنية تحتوي على ثلاثة مقاطع ممثلة بالحروف A, B, و C و حسب الترتيب ABC-ABC .. ثم قاموا بتدريب العصافير على غناء أغنية ثانية تتكون من نفس المقاطع لكن بترتيب مختلف هذه المرة ACB-ACB.
تمكن ثمانية من أصل سبعة عشر طائر من تأدية الأغنية الثانية , لكنهم لم يفعلوا ذلك دفعة واحدة . لقد تعلموا ذلك خلال سلسلة من المراحل , بدايةً , تتعلم هذه العصافير الأنتقال من A الى C , ثم الانتقال من C الى B و أخيراً من B الى A . و هي – بالطبع – لم تفعل ذلك بين عشية و ضحاها –كما تتنبأ النظرية الفطرية . بدلاً من ذلك , بالمعدل , تعلمت العصافير أول مستوى خلال ما يقارب العشرة ايام , و المستوى الثاني خلال اربعة ايام و الثالث في يومين .
وجد الباحثون دليلاً لنمط تعلم مشابه لعصافير الـBengalese الغير مدربة –Lonchura striata domestica – . على سبيل المثال , في اغاني هذه العصافير , هناك بعض مستويات المقاطع القابلة للعكس – في بعض الأحيان المقطع A يأتي قبل المقطع B و العكس بالعكس . و مرة أخرى , تتنبأ النظرية الفطرية التسلسل بأنه يجب على الطيور الصغيرة أن تكتسب كلا الأمرين في الوقت نفسه , لكنها في الحقيقة لا تفعل ذلك . عندما تعقب العلماء التطوير الحاصل على سبعة ازواج متماثلة , وجدوا أن الطيور قد اكتسبت الأمرين بمعدل حوالي ثمانية عشر يوماً على حِدة .
تفعيل الثرثرة
و لعل الأكثر إثارة للدهشة , إن الدراسة وجدت دليلاً أن الأطفال يتَّبعون نمطا ًمشابها للتعلم. عندما حلل الباحثون قواعد البيانات من التسجيلات الصوتية لتسعة أطفال , وجدوا أن التقدم في عمليات الثرثرة المعروفة لديهم– من ترديد نفس المقطع إلى تنظيم مقاطع مختلفة معاً- لم يحدث بسرعة , بل حدثت تدريجياً و لمدة 20 الى 30 اسبوعاً .
يقول السيد مايكل فرانك الباحث في اكتساب اللغة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا : ” تقدم الدراسة دليلاً جميلاً حول التحولات التدريجية في الطيور المغردة , فضلاً عن التحليلات التي توحي بنفس الظاهرة لدى الأطفال .” لكنه ينبه الى أن فرضية الأطفال يجب أن تختبر تجريبياً .
مايكل غولدشتاين , وهو طبيب نفسي يرأس مختبر “الطيور و الطفل” في جامعة كورنيل في إثاكا , نيويورك .
يسأل السيد غولدشتاين عما إذا كانت انماط التعلم التي أظهرتها العصافير يمكن حتى أن تكون معممة عبر علاقات التناغم في الأنواع . يضيف غولدشتاين” لا يوجد أي شيء يماثل نوع الطيور المغردة ,” وهو يشير أيضاً إلى أن الدراسة استعملت احجام عينات صغيرة .
لكن غولدشتاين تشجع كذلك بسبب مفاضلات الأنواع المباشرة . ” الكثير من الناس يتحدثون حول التوازيات بين الطيور و الأطفال ,” و يكمل حديثه : ” لكن القلة القليلة من الناس يدرسونها . ومن الجيد أنهم فعلوا ذلك .”
المصدر :: -to-learn-birds-like-babble-to-learn-http://www.nature.com/news/babies20130604-1.13090?WT.ec_id=NEWS-sing