توصل الباحثون في جامعة هارفارد إلى السبب الذي يجعل الكثير منا بالرغبة في مشاركة كل فكرة، حركة، إعجاب علي مواقع التواصل الاجتماعى.

في العديد من التجارب، فقد وجد الباحثون أن مشاركة معلومات عن ما يقوم به الشخص يحفز نشاط المنطقة المسؤولة عن السعادة في المخ التي تنشط أيضاً عندما نأكل أو نحصُل علي نقود أو نمارس الجنس مع إختلاف درجة السعادة في كلاً منهم (حيث أن التحدث عن نفسك لا يجعلك في نفس مستوى سعادتك عندما تمارس الجنس)، ولكن العلم وضح أن أدمغتنا تعتبر أن التحدث عن الذات مكافأة لها

وهذا يفسر ما توضحه الاستطلاعات التي تمت علي مواقع التواصل الاجتماعي أن حوالي 80% من منشورات الأشخاص علي مواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على تجارب الشخص الفورية.

في العديد من التجارب التي تمت بواسطة ديانا تامير(Diana Tamir) والمؤلف المشارك معها جايسون ميتشل ( Jason P. Mitchell) لقياس مدى استجابة مركز المكافأة في المخ عندما يتحدث الناس عن أنفسهم.

في أول جزء من الدراسة تم استخدام جهاز الرنين المغناطيسي (MRI) لمشاهدة نشاط أدمغة المشاركين أثناء إجابتهم علي أسئلة عن آرائهم وأسئلة أخرى عن آراء الآخرين.

ووجد الباحثون نشاط في مناطق المخ المسؤولة عن المكافأة -منطقة النواة المُتكئة (Nucleus accumbens) ومنطقة سقف البُطين     (ventral tegmental area)- عندما يتحدث الناس عن أنفسهم ويقل نشاطها عندما يتحدث الناس عن غيرهم.

ووجد الباحثون في اختبارات أخرى أن المشاركون بإمكانهم أن يرفضوا الحصول على النقود من أجل التحدث عن غيرهم في مقابل الحصول على السعادة من التحدث عن أنفسهم.

أما في الجزء الثاني من الدراسة أراد الباحثون معرفة أهمية وجود مستمع للشخص عندما يتحدث علي نفسه، يقول تامير (Tamir):” نحن لا نعلم إذا ما كان التحدث عن النفس مكافأة للمخ لانك تفكر في نفسك والتفكير عن نفسك يعتبر مكافأة (يحفز نشاط أماكن في المخ المسؤولة عن المكافأة) أم تكمن الأهمية في وجود مستمع لك أثناء تحدثك عن نفسك”.

وجد الباحثون زيادة في نشاط مناطق المكافأة بالمخ عندما يشارك الناس أفكارهم مع أصدقائهم أو أفراد عائلتهم ويقل النشاط عندما يجعلون أفكارهم منعزلة.

وقد يفسر هذا سلوك الاشخاص الذين يشاركون معلوماتهم علي الإنترنت بكثرة،حتى وإن كانت سوف تضر بهم (مثل اللصوص الذين يتم القبض عليهم بعدما يتفاخرون بنشر جرائمهم علي الفيس بوك أو الفتاة المراهقة التي تشتكي من الأعمال المنزلية على الانترنت مما يؤدي بأبها أن يحطم جهازها أو الرجل الذي يذهب للحبس نتيجة شكوته من زوجته).

يقول تامير (Tamir) ” أنا أعتقد أن الدراسة أوضحت سبب الاستخدام  المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي أو سبب وجود موقع توتير وسبب شهرة موقع الفيسبوك، لأن الناس تستمتع بأن تشارك معلوماتها مع الآخرين”

 

المصادر:

Deborah Netburn. (2012). Facebook, Twitter, other social media are brain candy, study says.