تكثر في وسائل التواصل الاجتماعي الدعايات لأنواع الشاي الملين وحقن القهوة الشرجية والحميات المستخلصة من السموم. يدّعي أنصار هذه الأفكار أن القولون يغلق بكميات كبيرة من البراز العالق. يمكن إلقاء اللوم على هذه “الترسبات السامة” في كل مرضٍ تقريبًا، ابتداءً من السكري إلى السرطان ومن إلتهاب المفاصل إلى الربو بحسب هؤلاء. وبحسب زعمهم فهي أيضاً السبب في عدم خسارتك للوزن وتعبك الدائم وفي الطفح الجلدي على معصمك. المشكلة الوحيدة في هذا هي عدم وجود تلك الكميات من البراز المترسب في القولون في الحقيقة، وتطهير الامعاء لا يؤدي إلا إلى زيادة وقتنا في الذهاب الى الحمام.
حتى وإن لم تسمع باسم تطهير القولون ابدًا، فمن المرجح أنك سمعت أحد أسمائه المستعارة. الجميع من دكتور اوز إلى عائلة كارداشيان دفعوا تجاه حميات العصائر والغسول والتخلص من السموم وتنظيفات القولون والأسماء الأخرى التي تعني تطهير أمعائك من الخبث. لا يركز الجميع على أجزاء الغائط في القصة، ولكن نظرة سريعة على مكونات شايات انستغرام المشهورة بطرد السموم تظهر أنها تعتمد إلى حد كبير على المسهلات.
كما قلت سابقًا، لا نملك أكوام من الفضلات المتراكمة في أجسامنا في كل الأوقات. إذا كان ذلك صحيحًا بالنسبة لك، فأنت بحاجة إلى رعاية طبية وحالاً، لا إلى منتج طارد للسموم. لذا، فان التخلص من النفايات غير الموجودة لا يمكن أن يحتوي الفوائد الصحية التي يعلن عنها المؤيدون. على العكس، فإن أجسامنا مطهرة ممتازة للسموم. أكبادنا وكليتنا وجلدنا وأعضاء أخرى تؤدي ذلك، على حد قول الدكتور ديفيد آر هايمان، “تعمل أفضل من أي حل ذاتي الصنع.”
حتى وان كنت يائسًا من إنقاص وزنك مؤقتًا وعلى استعداد لتحمل كل المخاطر، فإن تطهير القولون ليس الحل الذي تبحث عنه. يقول الخبراء أنك عرضة لخسارة بضعة أرطال على الأكثر.
لسوء الحظ، يمكن أن يؤدي تيار التضحية بالفضلات لكل مرض محتمل إلى تأخير المرضى أو تجنبهم العلاج الطبي الفعلي أو إطالة أمد حالتهم أو تفاقمها. تطهير القولون ومنتجات التخلص من السموم بعيدة كل البعد عن كونها حميدة كذلك. لقد لوحظت عدة حالات من العدوى الناتجة عن الغسيل القولوني. كما يمكن أن تشمل بعض الأعراض الجانبية للغثيان والقيء والإسهال والجفاف وحتى الفشل الكلوي. اضافة إلى ذلك، خذها من شخص حصل على حقنة شرجية ضرورية طبيًا وبإدارة طبيب ؛ كان الأمر غير سار للغاية.
مقال مترجم من المقال الأصلي:
The Fact and Fiction of Physiological Phenomena: Volume I
تم نشر المقال كاملا في العدد 57 من مجلة العلوم الحقيقية وراجعته لغويا ريام عيسى