ماسحات ثلاثية الابعاد للآثار قبل ان يفجرها الارهابيون . في آذار/ مارس عام 2001 قامت منظمة طالبان بتفجير باميان بوذا في افغانستان، اثنان من اطول المنحوتات العائدة لبوذا في العالم. ان هذا الاعتداء المروع على مثال جميل و مهم لتراث اسيا الوسطة صدم العالم. كما انه وللأبد غير مشهد الوقاة (الادامة) الثقافية و علم الآثار و التراث (الارث) العالمي.

حتى في ذلك الوقت، كان هناك بعض تقنيات المسح ثلاثية الابعاد والتي كان يمكن ان تسمح لنا بتوثيق و حفظ رقميين لتماثيل بوذا. ولكن، مع ذلك، لم نكن نتوقع مقياس الدمار الذي قد يترك المئات من مواقع الارث العالمي مدمرة او مندثرة في 15 الخمسة عشر عام القادمة منذ ذلك الحدث.

سباق الماسحات ثلاثية الابعاد للآثار قبل ان يفجرها الارهابيين

ان خسارة هذا الارث الثقافي قد حفز فرق الباحثين والمنظمات غير الربحية للتسابق لصنع ماسح ثلاثي الابعاد و خطط معمارية و تقارير تصويرية مفصلة للمواقع التراثية حول العالم، لمعرفتهم انها قد تُدمر في اي وقت. فوائد تقنيات المسح ثلاثي الابعاد هي الاستخدام عن بعد و حتى ان نشر السائح للصور على الانترنيت يعطي الحافظات (صيانة المباني) مجموعة جديدة من الادوات لمنع فقدان المنحوتات الاثرية الى الابد.

سباق الحفظ يبدأ

في التسعينيات، تم انشاء عدة منظمات تراث عالمية لتسلط الضوء على اهمية الارث التقافي للتأريخ والسياحة و الهوية العرقية. احدى هذه المجاميع هي مركز اليونسكو للتراث العالمي، والتي تاسست في عام 1992. المجتمعات الآثرية والتراثية شجعت هذه الجهود نحو الحفاظ على الاماكن المهمة والابنية و المناظر الطبيعية التي تكون مهددة او مدمرة بسبب توسعة المدن و مشاريع توليد الطاقة الكهربائية و التآكل الساحلي و مخاطر اخرى.

كما انهم اقروا ان التراث، للمرة الاولى على العموم (الى حد كبير)، اصبح هدفاً للحملات العسكرية. حالما يتم تحديد المواقع الاثرية بثقافات او معتقدات او تواريخ معينة، هذه الاماكن تصبح عرضة (مستهدفة من قبل) للآخرين بمن فيهم حركة طالبان وجماعة الدولة الاسلامية التي تسعى لتدمير هذه الهويات.

الاسبوع الماضي فقط (من تاريخ كتابة المقال الأصلي) جذب تدمير دير مسيحي يعود للقرن السادس في العراق اهتمام العالم بأجمعه. وهذا مثال من قائمة طويلة من مواقع دُمرت من قبل جماعة الدولة الاسلامية والتي بدأت في عام 2014، و لفت اهتمام العالم من خلال اصدار فيديو في شباط/فبراير 2015 لتدمير متحف الموصل، حيث كان يضم بعض اهم التماثيل الحضارة الاشورية الاولى.

مشروع الموصل، والذي اُنشأ بعد اسبوع واحد من اصدار الفيديو، هو من بنات افكار كل من جانس كوغنور و ماثيو فينسينت طالبي بحث دكتوراه شبكة التدريب الاولي الاوروبية للارث الثقافي الرقمي (ITN-DCH). حيث قاما بالتنقيب بالانترنت  بحثا عن مصورين للتماثيل و القطع الاثرية (المنحوتات) مصدرها من الجمهور للصور السياحية و الصور المأخوذة من افراد قوات الولايات المتحدة والذين كانو قد زاروا المتحف. وقد اصبحت هذه المواد اساس أعادة البناء الرقمي للمنحوتات المدمرة بأستخدام التصوير المساحي الاساسي. تستخدم هذه التقنية صورا من عدة زوايا لنفس الجسم لتأليف (لأنشاء) نموذج ثلاثي الابعاد له.

ان تدمير التماثيل البوذية في باميان ادى الى نجاح مبكر في الحفظ الرقمي: استخدم الدكتور فابيو رموندينو من مؤسسة برونو كيسلير في ترينتو، ايطاليا، التصوير المساحي من بين تقنيات اخرى لغرض اعادة التشكيل الرقمي لتماثيل بوذا في باميان.

ان ههذا الجهد يتنشر (بأنتشار مستمر). مشروع زماني من جامعة كايب تاون كان قد قضى الاثنى عشرة سنة الاخيرة في توثيق اهم الابنية و المواقع والمناظر الطبيعة التراثية و الثقافية في افريقيا. الاهم من ذلك، بيانات هذه المواقع متوفرة و يمكن الوصول لها بحرية (بسهولة). ان ارساء ديموقراطية المشروع العلمي في مركز التقنيات الخاصة التطبيقة و الافتراضية الواقع في جامعة ساوث فلوريدا يملك مهمة مماثلة: التوثيق و الحفاظ على الارث التاريخي والطبيعي العالمي وحمايته عن طريق (من خلال) استخدام التصوير (التصور – التخيل) الرقمي و التصور (التخيل) ثلاثي الابعاد. ومثل مشروع زماني، فأنه سيوثق العلم عن طريق تقديم البيانات الرقمية و المصادر التاريخية الى المجتمع العالمي.

مشروعنا في جامعة ساوث فلوريدا يستخدم التصوير ثلاثي الابعاد لغرض مسح مجموعات المتحف والمواقع الاثرية و المناظر الطبيعية القديمة حول العالم بكاملها. يتم اختيار المواقع والمجاميع بناءا على امكانتها البحثية وحاجتها للحفظ. ان المشاريع و المختبرات ذات المهمات المماثلة تبدأ في الكثير من الجامعات و مراكز البحوث، خاصة في المملكة المتحدة و ايطاليا و اسبانيا.

التقنيات الحديثة تجعل من عملهم اسهل واكثر شمولاً. ان العجلات الجوية الالية (غير المأهولة) تقوم بتحويل قدرتنا الى توثيق الهياكل والمساحات (المناظر) الكبيرة بدقة عالية جداً. ان الطرق والبرامج الجديدة الخاصة بجمع الصور وخياطتها مع بعضها لانشاء بناء ثلاثي الابعاد دقيق قد جعلت انشاء اعادة التشكيل الصوري بأسعار معقولة لكلا من الطلاب و العامة.

ومع ذلك، تطوير الماسحات الليزرية الثلاثية الابعاد ذات الدقة العالية صنع التأثير الاكبر. هذه الالة توجه حزم ليزرية على الاسطح، تسجل الضوء المنعكس و تجمع صورة حادة جدا ثلاثية الابعاد للمساحة. وبالجمع بين كل هذه، نملك الان الادوات للحفاظ رقميا على ما تود الجماعات المتطرفة ان تدمره.

ان محاولات تدمير الارث العالمي قد كان لها الاثر العكسي تماما هو: منطقة جديدة تماما من البحث و التطبيق العلمي والذي تحول الى علم الاثار و التراث و علم الاحاثة (علم الحفريات) و دراسات المتحف و المعمارية وجناح للتخصصات الاخرى.

وعلى نفس القدر من الصلة التأكيد الجديد على توثيق المعرفة من خلال وجود هذه البيانات رقميا. الان اي شخص طالب او باحث او مهتم يملك الوصول الى بعض من اهم النماذج (العينات) و الابنية و المدن التاريخية و الآثرية في العالم. هذه الجهود تقوم بأيصال الارث الثقافي العالمي للجميع، في حين تساعد على التأكد من الحفاظ على تراثنا في عالم يزداد عدائية.

يحصل هيربرت ماشنير على التمويل من مؤسسة العلوم الدولية و موسسة هيتز و جامعة ساوث فلوريدا.

المصدر:

http://blogs.scientificamerican.com/guest-blog/3-d-scanners-race-to-monuments-before-terrorists-blow-them-up/