أولا …عندما يقال أن نظرية التطور إنهارت وهجرها العلماء والعلم .
====================================

وللرد على ذلك نقول أن حدوث التطور لم يعد مجالاً للنقاش في الوسط العلمي، النقاش يتم حول آليات التطور فقط…

هناك فرق كبير بين حدوث التطور وآليات حدوثه. كما أن علماء التاريخ عرفوا أن المصريين هم بناة الأهرامات قبل أن يكتشفوا الطريقة التي بنيت بها… وعدم معرفة طريقة بناء الأهرامات من قبل لا يدل على أن الأهرامات لم يبنيها المصريون.

ثانيا ..الزعم بأن التطور مجرد نظرية غير مثبتة .
==========================

هنا المشكلة في فهم كلمة نظرية والخلط بينها وبين الفرضية …

فالفرضية بمنتهى البساطة – هي أي شيء يتم فرضه لتفسير ظاهره ما بناء على بعض المشاهدات المبدئية…

وعلى هذا الأساس فالفرضية ليست صحيحة ولا خاطئة بل هي مطروحة للنقاش حتى يتم تأكيدها أو نفيها.

والتطور بات غير مطروحا للنقاش في الأوساط العلمية. أي علم من العلوم يبدأ كفرضية ثم يتم إثباته فيتحول بالتبعية إلى “نظرية”.

ثالثا ..الترديد الدائم لمقولة أن الإنسان أصله قرد. أو أن الإنسان تطور من شكل من أشكال القردة.
==============================================

ولتوضيح هذه النقطة يكون أن الإنسان والقرد من أصل مشترك… في الواقع فإن البشر والقردة مجموعتان من أجداد مشتركة انفصلتا وتكيفتا مع بيئتهما…

والقردة الحالية هي أشكال متطورة كما هم البشر.. الأصل نوع واحد منقرض حالياً، لكن البشر وبسبب غرورهم وكبرياءهم يرفضون هذا الأمر

لذا فالفكرة الدينية في الخلق وآدم وحواء هي فقط أحد أعراض هذا الغرور… علم التطور يظهر أن أقرب الكائنات إلينا هم قردة الشمبانزي.. تأتي في المرتبة الثانية في القرابة الغوريلا

رابعا … القول بأن التطور يفسر نشأة الحياة على الأرض والخلية الأولى من المادة الغير حية وهو مرتبط بالصدفة.
===============================================

وتكون الإجابة على هذه النقطة فى أن التطور يفسر التنوع الحيوي للكائنات الحية. تفسير نشأة الحياة العلمي ولموضوع الصدفة بحث آخر وعلم آخر يدعى علم نشأة الحياة ولو أنه مرتبط بالتطور..

إلا أن فكرة تكوين الخلية الحية ليست فى نظرية التطور .

خامسا … الاعتقاد أن التطور يعني أن نجد اختلافا في الصفات الحيوية بشكل مباشر بين جيلين متلاحقين فقط كأن نعتقد أن حيوانا زاحفا قد يولد بأجنحة, أو أن ضفدعا قد يلد سمكة.. الخ
================================================

ويكون تصويب هذه النقطة التطور عملية تحدث بشكل معقد ومتنوع وعلى مدار ملايين السنين لكننا في حياتنا اليومية نتعامل مع أحداث سريعة نسبية تجعلنا نخطئ عندما تختلف الأزمنة لذا فنحن مضطرون للتعامل مع تلك الأحداث بشكل علمي لا مجرد منطق يومي…

ولا يمكن تطبيق آليات التطور على أحداث سريعة متجاهلين الزمن الطويل جدا التي جرت خلاله.

ببساطة الطبيعة لا تحمل ساعة وليست ملزمة بتقديم تقرير عن عملها .

سادسا .. الزعم بأن تطور الحياة منشأه الصدفة
==========================

الصدفة مجرد عامل في بعض آليات التطور، والتطفر العشوائي هو مصدر التنوع الجيني الكبير علاوة على إن الإنتقاء الطبيعي والذي هو أهم أجزاء التطور ليس حدثا عشوائيا أبداً.

سابعا ..التطور يقدم للأحياء ما تحتاجه لكي تستمر
==============================

الانتخاب الطبيعي آلية لا تأبه لحاجة الكائن الحي بل للتطفر والتغير الجيني في مورثاته والتي تحدث كخطأ في النسخ الجيني وتفاعلها مع البيئة.

الإنتخاب الطبيعى يتم بصورة يمكن وصفها بالعمياء ..فمن ينسجم ويتوافق يستمر .

ثامنا …التطور فاشل لأن نظرية دارون ناقصة ولم تفسر العديد من الظواهر الحيوية
============================================

المشكلة أن العامة ومعارضي التطور بشكل خاص أمسكوا بنظرية دارون واعتبروها الحقيقة المطلقة في التطور… فإن وجدوا نقصاً بها ألقوا بفكرة التطور كلها في الهواء..

طبعا هذه الطريقة الخاطئة في التفكير لم يعتمدونها في باقي النظريات العلمية لأن لا علاقة لها بشكل مباشر بمسلماتهم الدينية…

لم نجد من يقول أن نظرية نيوتن نظرية نيوتن كانت بلا فائدة بسبب نقصها بل يمكنا القول أن نظرية نيوتن هى خطوة هامة دفعت البشرية خطوة نحو الفهم المادى للطبيعة

و لم نرى هذا الأمر فى سائر العلوم التى وضعت أسس جاء من بعدها من أكملها وأضاف إليها لكنهم بدلا من أن يقولوا أن دارون هو مؤسس علم التطور فإنهم يقولون دارون لم يفسر كل شيء،

لذا فإن كل ما بني على نظريته فاشل تماما . إن أردنا التعامل بمنطقهم لسقطت كل العلوم البشرية التي نملكها الآن لأن مؤسسيها لم يقدموا النسخة النهائية عنها.

التطور أو ما يدعى بالدارونية الحديثة هي النسخة المطورة المثبتة عن نظرية دارون كما أن النسبية التي قدمها اينشتين هي نسخة مطورة عن جاذبية نيوتن …

اكبر الأخطاء هو النظر إلى نظرية دارون كغاية ونهاية لا وسيلة وبداية لفهم التطور.

تاسعا ..النظرية فاشلة لأن هناك أنواعا لم تستطع آليات التطور تفسيرها بعد .
===========================================

عندما أجد جثة إنسان تنقصا قدم لا استطيع إنكار أن ما وجدته هو جثة إنسان، بل أقول هذه جثة إنسان ناقصة وعلي أن أبحث عن القدم التي تنقصها… التطور فسر 90 بالمئة من أشكال الحياة على الأرض،

والنسبة والبحوث في ازدياد مستمر والعثور على أحافير وأدلة تكمل الحلقات الناقصة مسألة وقت ليس أكثر .. فلا يمكنا افتراض أن الحلقات ليست موجودة بسبب عدم العثور على الجزء الناقص بها بعد…

ويحضرنا جدول مندليف للعناصر كمثال لحتمية إيجاد الحلقات الناقصة .. العلم والنظرية لم تنزل كنسخة نهائية بل يمكن أن نعتبرها منهج علمى.

عاشرا …التطور هو تقدم… والأحياء البدائية تطورت إلى أشكال حياة متقدمة، وتطورت من الكائنات الوحيدة الخلية إلى أكثر الكائنات تعقيدا.
=========================================

هذا كلام خاطئ مما يؤدي إلى فهم خاطئ أيضا عن التطور فكل نوع من الأنواع هو شكل متغير وجديد من آبائه..

كل نوع تكيف مع بيئته فقط،.. التطور أفضل ما يمكن وصفه أنه شجرة، أجداد الحوت الآن ليسوا موجودين على الأرض، الحوت شكل مختلف عن أجداده، وأجداد البشر الآن وهم أجداد القردة ليسوا موجودين الآن، بل البشر والقردة أشكال متطورة عن أجدادهما .