أول مرة سمعت بها عن هذه الخرافة كانت من امرأة تقول بأن الرز الذي تطهوه صحي لأنها غسلت جميع الكربوهيدرات العالقة فيه. ومرة أخرى كانت من شخص آخر يعتقد بأنه “يقلل” من مقدار النشاء الموجود في الرز عبر غسله بالماء قبل الطهي. وبالطبع فإن هذه الاعتقادات خاطئة كلياً، ويكمن ضررها بالمداومة على تناول الرز لدى أشخاص يرغبون بتغيير خياراتهم في الكربوهيدرات التي يتناولونها ظناً منهم أن المشكلة قد حلت كلياً بغسل الرز أو نقعه بالماء.

أول ما علينا أن نفهمه أن حبة الأرز بذاتها تتكون بشكل رئيسي من مواد نشوية تحتل معظم قلب الحبة ولا يشغل حبة الأرز عدا ذلك النشاء سوى الغشاء والبذرة الصغيرة الواقعة في جانب الحبة كما في الصورة. في الرز البني هناك طبقات أكثر من القشور بينما في الرز الأبيض تكاد تخلو الحبة الا من تلك المادة النشوية. أما المسحوق الذي يحيط بحبات الأرز فهو ليس سوى فتات ناتج من العمليات التي يعالج بها الرز الأبيض وهو ليس سوى جزء من نفس مادة حبة الأرز.

ما سبب سوء الفهم هذا إذاً؟ كما نرى فإن هذه الخرافة تبدو بريئة فليس هناك جهات رابحة وراءها أو جهات يمكن أن تحقق شيئاً. في الواقع اكتشفنا أنها مجرد مغالطة وسوء تفسير لما يرد في كتب الطبخ. ليس هناك مصدر يدعي أن هناك أساس علمي لهذه الممارسة، لكن مواقع الطبخ تنصح بـ “غسل الرز لإزالة النشاء” وذلك بهدف عدم جعله يلتصق ببعضه بعد الطبخ. المصطلح المستخدم في تعليمات الطبخ هو ذاته، لكن تلك التعليمات لا تزعم أن لذلك فوائد صحية. ببساطة، قام البعض بتفسير ما يقرؤونه في كتب الطبخ ليتم فهمه على أنه تحسين للمحتوى الغذائي للرز بإزالة النشاء منه. وما زال تداول هذه الخرافة بناءاً على نوايا طيبة بهدف نصح الآخرين لنيل عادات صحية جيدة، لكن للأسف فإن المداومة على تناول الرز اللذيذ مقابل ذلك الثمن الزهيد ليس ممكناً ولا يحقق أي نتائج لتغيير الطبيعة الغنية بالكربوهيدرات للرز.

تحتوي 100 غرام من الرز الأبيض على 28 غرام من الكربوهيدرات، بينما تحتوي 100 غرام من الرز البني على 23 غرام من الكربوهيدرات. من الواضح أن لكلاهما محتوى عالٍ نسبياً من الكربوهيدرات ويعزى ذلك لطبيعة حبة الرز ذاته. لا يوجد بطبيعة الحال أي لائحة غذائية تضم ذكراً للرز المنقوع أو المغسول فمن غير المنطقي أن يكون مختلفاً بأي شكل عن الرز غير المغسول. ولو قورن الرز بالخبز الأبيض (49 غرام من الكربوهيدرات) فهو يبدو أفضل، مع ذلك فإن طبيعة تناول الناس للنشويات تختلف بحسب طبيعتها فهناك فرق بين 100 غرام من الرز و100 غرام من الخبز وما يتناوله الناس من كل من هذين عادة.

في النهاية، الحل يكمن بتقليل الرز أو على الأقل بمعرفة ما نتناوله منه كخطوة أولى وذلك للشروع بحمية صحيحة. لا للقيام بخطوة غير مفيدة مثل غسل الرز.

مصدر:

Encyclopedia of Food Grains Publisher: Academic PressEditors: Wrigley C, Corke H, Seetharaman K, Faubion J