وسيلة جديدة للسيطرة على الأمراض المعدية عند الحديث عن السيطرة على الأمراض المعدية، هنالك طريقتان شائعتان للتعامل مع تلك الأمراض. تلك الطرق تتضمن استعمال الأدوية، مثل المضادات الحيوية لاستهداف المسبب المرضي و الطفيلي، او استعمال الإجراءات الوقائية لتقليل خطر انتشار هذا المرض.

لكن، حالياً وضمن تعاون بين جامعة فرجينيا ومركز كولورادو للسرطان University of Colorado Cancer Center و University of Virginia تم اكتشاف بديل ثالث فعال في التعامل مع المرض. هذا الاكتشاف الجديد المثير ينظر في التلاعب ببراعة بمميزات جسم الانسان لإقصاء الميكانيكية التي تسمح للمسببات المرضية في احداث الأمراض.

وسيلة جديدة للسيطرة على الأمراض المعدية

وسيلة جديدة للسيطرة على الأمراض المعدية

تلك النتائج لم تبين فقط إمكانية تطبيق هذا المنهاج فيما يخص الأمراض المعدية، لكنها بينت ايضا إمكانية تطبيقها في مجال أمراض اخرى تتسبب في في وفاة الآلاف من البشر حول العالم.

ما المقصود بـ Entamoeba Histolytica او الاميبا المعروفة بحالة النسج؟

الطفيليات هي كائنات حية تعيش في او على كائن اخر، يعرف بالمضيف وهي تحتاجه لكي تعيش. تحصل الطفيليات على المنفعة من خلال استخلاص العناصر الغذائية من ذلك المضيف. بينما تكون بعض الطفيليات غير ضارة لمضيفها، هنالك طفيليات تتكاثر، تنمو او تفرز سموم ومن الممكن ان تنتهي الى إصابات طفيلية و بعض الأعراض المرضية المزعجة.

هنالك عدة طرق يمكن من خلالها ان نحد من تأثير الطفيلي، مثل الحد الممارسات الصحية الرديئة، الطعام و الماء الملوث، الفواكه و الخضر الغير نظيفة و اللحوم الغير مطبوخة بشكل كاف كلها تعتبر وسائل شائعة لانتقال الطفيليات.

امبيا حالة النسج (Entamoeba Histolytica) هو طفيلي بخلية واحدة  يقوم بقتل خلايا الانسان مسبباً المرض الذي يعرف بداء الأميبات المعوي (الزخار المعوي). داء الأميبات المعوي هو إصابة طفيلية للأمعاء، والتي تصيب حوالي ٥٠ مليون شخص حول العالم، مسببا الموت لحوالي مئة الف إنسان سنوياً.

طبقاً لمركز الوقاية والسيطرة على الامراض Centre for Disease Control and Prevention، فإن فقط حوالي ١٠-٢٠٪‏ من الذين يصابون بهذا الطفيلي ممكن ان يصبحوا مرضى بسبب وجوده. الأعراض لهذا المرض تميل لان تكون معتدلة و تتضمن الم في المعدة، إسهال، تشنجات في البطن.

الحالة الشديدة من هذا المرض تدعى الزحار الأميبي (دزنتري) ويكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة، تشنجات حادة في المعدة و إسهال مائي دموي. يحدث هذا المرض عندما يجتاح الطفيلي الطبقة المبطنة للأمعاء وبهذا الحالة يكون المرض اكثر خطراً. اذا تمكن الطفيلي من التسلل الى مجرى الدم فانه من الممكن ان ينتهي في الرئة، الدماغ، القلب، الكبد او الأعضاء الاخرى مسببا الخُراج و تمزق للأنسجة في تلك الأعضاء.

انتقال امبيا حالة النسج

ينتشر هذا الطفيلي عن طريق البراز الى الفم. ان هذا المرض ممكن ان يصيب اي انسان، الا انه يكون اكثر انتشاراً بين الذين يعيشون او يسافرون الى الدول الاستوائية ذات الظروف الصحية السيئة. أهم المناطق في العالم التي تمتلك نسب إصابة عالية بهذا المرض تشمل اجزاء من امريكا الجنوبية، افريقا، المكسيك و الهند.

اخرون ممكن ان يكونوا اكثر عرضةً للاصابة بهذا المرض الذي يشمل ذوي الجهاز المناعي الضعيف، أولئك الذين يعيشون في مؤسسات ذات نظام صحي رديء وفي حالات الجنس المثلي بين الرجال.

الحلول الحالية

في الوقت الحاضر، هنالك ستراتيجيتان تستعملان بشكل واسع لحماية الانسان من الأمراض المعدية. تلك الطرق هي استعمال الدواء كالمضادات الحيوية لاستهداف المسببات المرضية او الطفيليات، او معالجة العوامل البيئية التي تسمح بانتقال الأمراض.

في حالة الـE. histolytica فان المضادات الحيوية متوفرة للعلاج. الحالات الغير معقدة لهذا المرض يتم علاجها عبر جرعات ليوم من المضادات الحيوية.

لكن، في حالة ظهور الطفيلي في الأنسجة المعوية، فان الضرر المتوقع لأنسجة العضو يجب ان يعالج. في تلك الحالات فان الجراحة قد تكون احدى الحلول الضرورية للعلاج. وقد يسبب هذا المرض الموت اذا لم يعالج.

الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بهذا المرض تتضمن التركيز على نظام صحي جيد. وهذه الإجراءات من ممكن ان تتضمن شرب الماء المعالج و المعبأ في قناني نظيفة، غسل الفواكه و الخضر بشكل جيد جدا قبل أكلها و تجنب الاكل المباع في الطرقات وتجنب منتجات الحليب غير المبسترة.

استكشاف الاستراتيجية الثالثة

دراسة جديدة بينت كفاءة لاستراتيجية جديدة من الممكن ان تستعمل للسيطرة على الأمراض المعدية. تتضمن تلك الطريقة الجديدة التلاعب بجينات المضيف لازالت الميكانيكية التي تسمح للمسبب المرضي بأحداث الأمراض.

التعاون في هذا البحث الجديد نشأ من محادثة بين دان ثيودورسكو Dan Theodorescu, MD,PhD مدير مركز السرطان في جامعة كولورادو و ويليام بيتري William A. Petri, Jr,MD,PhD رئيس قسم الأمراض المعدية و الصحة الدولية في جامعة ڤرجينيا.

الفكرة هنا هو استعمال تكنيك مبتكر يستعمل في أبحاث السرطان لدراسة الأمراض المعدية. بالتنسيق مع ماري جيلسي Chelsea Marie,PhD الباحثة في مختبر Petri Laboratory في ڤرجينيا، يبحثون في إمكانية الحصول على مناعة ضد E. histolytica  بازالة خلية واحدة من خلال الخمود الجيني الموجود في خلايا الانسان.

هذه الطريقة تمت باستعمال تقنية تدعى RNAi، والذي سمح لهم بتكوين مكتبة لخلايا سرطان المثانة مع الآلاف من الجينات المستقلة و الخامدة. تلك المجاميع وضعت في تحدي مع اميبا حالة النسج.

تستعمل هذه التقنية  في أبحاث السرطان البحث عن الجينات التي تجعل الخلايا اكثر استجابة للعلاج الكيمياوي عندما تكون خامدة. في هذا البحث، فان المسبب المرضي يعتبر نظيراً للعلاج الكيمياوي.

بينما قام الطفيلي بقتل عدة آلاف من تلك الخلايا المستقلة، فان عدد قليل منها قام بمقاومته. ولكي يتم معرفة هل ان  الجينات الخامدة الموجودة في الخلايا الناجية وفرت المناعة لتلك الخلايا او انها نجت من ذلك فقط بالصدفة، قامت ماري باعادة اختبار تلك الخلايا التي نجت.

هذه العملية تم إعادتها خلال تسع اجيال من الخلايا، اثناء الانتخاب للاجيال أصبحت المستنبتات اكثر فاكثر غنية بخلايا ناقصة لجينات معينة. ان الجين الذي اظهر مقاومة تم تحديده باستعمال تقنية تسلسل الجيل التالي next generation sequencing.

وهذا اظهر ان عدد كبير من تلك الجينات كان مسؤولاً عن نقل البوتاسيوم، إدارة تدفق البوتاسيوم من والى داخل الخلايا البشرية. التجربة اللاحقة كشفت ان الخلايا المعوية الجديدة المعاملة بـ E. histolytica  أظهرت هروب البوتاسيوم فقط قبل موت تلك الخلايا. وهذا يعني ان الخلايا التي كانت غير قادرة على نقل البوتاسيوم لم تمت.

بعدها قام الباحثون بعكس الاتجاه لتجاربهم لكي يثبتوا بالدليل ان هذا ما كان يسبب المقاومة لهذا الطفيلي. قاموا بأخذ خلايا جديدة و قاموا بايقاف قدرتها على نقل البوتاسيوم باستعمال عقار معين. بايقافهم هروب البوتاسيوم من الخلايا أصبحوا قادرين على انتاج الخلايا المقاومة للطفيلي.

ان استهداف الجين المسؤول عن تمكين E. histolytica من احداث مرض للإنسان هو الاكتشاف الكبير هنا. وهذا يظهر إمكانية استعمال منهج علوم السرطان في السيطرة على الأمراض المعدية من اجل الوصول الى اليات جينية مقاومة للامراض.   .

 

المصدر

http://www.australianscience.com.au/biology/exciting-new-research-explores-a-third-alternative-to-infectious-disease-control/