ترجمة: المجتبى الوائلي

أنت لست مجرد نفسك, فأنت ايضا الآلاف من الميكروبات التي تقوم بحملها. في الواقع, فإنها قد تمثل الغالبية الخفية منك من دون أن تدرك ذلك.

هؤلاء الأتباع المجهريين المتنقلين يطلع عليهم تسمية الميكروبيوم, إدراك أن كل أنواع النباتات و الحيوانات ترافقها الميكروبيوم أخبار قديمة, لكن الأدلة على تأثير هذه الميكروبات على مضيفاتها لا تزال تزداد بشكل أسرع في مجالات كثيرة من نمو الدماغ الى عمليات الهضم الى المناعة الى إنتاج الروائح الجسدية.

الآن, على عكس الفهم العلمي الراهن, يبدو أيضا أن صحبتنا الميكروبية تلعب دورا مهما في التطور. وفرت دراسة جديدة, تم نشرها على شبكة الأنترنيت في 18 يوليو من قبل مجلة ساينس العلمية, وفرت أدلة مباشرة على أن هذه الميكروبات يمكنها أن تساهم في أصل الأنواع الجديدة من خلال تقليل القابليات الهجينة التي أنتجت بين الذكور و الإناث لمختلف الأنواع.

و تقدم هذه الدراسة أقوى الأدلة حتى الآن على نظرية المجسم الجينومي المثيرة للجدل في التطور, التي تقترح أن الكائن في الأنتقاء الطبيعي في نظرية داروين ليس كائن حي مفرد كما تم أقتراحه, بل إنه مرتبط بمجتمع ميكروبي (المجسم الجينومي يشمل الجينوم للمضيف و الجينومات للمجاميع المجهرية له).

“كان هذا الأقتراح مجازفة كبيرة. كانت كل التوقعات تشير الى أن أصل الأنواع مدفوع بصورة أساسية من قبل التغيرات الجينية في النواة. دراستنا تبين أن كلا من الجينوم النووي و الميكروبيوم يجب النظر فيهما على أطار موحد بالنسبة للنشوء و التنوع.” كما قال سيث بوردينستن, الأستاذ المساعد في العلوم البايلوجية الذي أجرى الدراسة مع زميله الحاصل على شهادة ما بعد الدكتوراه روبيرت باركر.

و أجرى الباحثين أبحاثهم على ثلاثة أنواع من جينات ناسونيا لدبور الجوهرة, هؤلاء الصغار, الدبابير يتطفلون عادة على الذباب و أنواع أخرى من الحشرات الضارة, مما يجعلها مفيدة جدا في المكافحة البايلوجية.

” الدبابير لديها ميكروبيوم ل96 مجموعة مختلفة من الميكروبات” كما قال باركر,”أثنين من الأنواع تستخدم (N. giraulti and N. longicornis) تباينت فقط منذ حوالي 400,000 سنة بحيث أنهم مرتبطين أرتباطا وثيقا وراثيا. و ينعكس هذا التقارب أيضا في ميكروبيوماتهم الخاصة, و التي هي متشابهة تماما. النوع الثالث(N. vitripennis), من ناحية أخرى, تباين منذ حوالي مليون سنة لذلك هنالك أختلافات كبيرة في كل من الجينوم و الميكروبيوم.” كما أوضح.

معدل الوفيات للنسل الهحين لأثنين من الأنواع وثيقي الصلة كان منخفض نسبيا, حوالي 8%, في حين بلغ معدل الوفيات للنسل الهجين بين أي منهما و N. vitripennis نسبة عالية جدا, في حدود 90%, كما أكتشف الباحثون.

“الميكروبيومات من الهجين القابل للأستمرار تبدو مشابهة جدا لتلك التي لدى آبائها, لكن الميكروبيومات من تلك التي لم تنجو بدت فوضوية و مختلفة تماما.” كما قال باركر.

الباحثون أظهروا أن عدم التوافق الذي كان يقتل الهجينين أساسه ميكروبيا عبر رفع الدبابير الى بيئة خالية من الميكروبات. لقد فوجئوا عندما وجدوا أن الهجين الخالي من الجراثيم حي و بصحة جيدة كاليرقات الأصلية تماما. لكن عندما أعطوا الهجيني الخالين من الجراثيم الى ميكروبات القناة الهضمية من الهجين العادي, أنخفضت نسبة بقائها على قيد الحياة.

” نتائجنا قامت بنقل الجدل حول تطور المجسم الجينومي من فكرة فقط الى ظاهرة تمت ملاحظتها” كما قال بوردنستن,” السؤال لم يعد ما إذا كان المجسم الجينومي موجود, بل إذا كيف يشترك؟”.

المصدر:

http://www.sciencedaily.com/releases/2013/07/130718142417.htm