قيادة المراهقين تصبح أقل خطورة خلال شهرين من تعرضهم لحادث سير خطير، هذا وفقا لبحث جديد نشر في مجلة العلوم النفسية (Psychological Science)، وهي مجلة تابعة لجمعية العلوم النفسية. وقد شمل البحث بيانات سلوك القيادة الفعلية لأكثر من 250 مراهق، وقد أشار إلى أن قيادة المراهقين تصبح أكثر أمانا بعد تورطهم بحادث تحطم خطير.

وقال الباحث فيرغال أوبراين (Fearghal O’Brien) من الكلية الوطنية في أيرلندا، والذي أجرى التحليل كبحث ما بعد الدكتوراه في المعاهد الوطنية الأمريكية، أن “حادث السير ليس أمر جيد وكل سائق يبذل قصارى جهده لتجنب حدوثه. لكن بحثنا يكشف عن أحد الجوانب الإيجابية في الأحداث السلبية”. وأضاف “أن البيانات المتوفرة لدينا حول حوادث السرعة، والالتفاف السريع، والتوقف وغيرها من مناورات المتهورة، كانت أعلى عند الأشخاص الذين تعرضوا في وقت لاحق لحادث مروري مقارنة مع أولئك الذين لم يتعرضوا لأي حادث، لكن هذه المعدلات انخفضت خلال الشهور التي تلت الحادث. حيث أن طريقة قيادتهم أصبحت أكثر أمان”.

ويعتبر أوبراين البيانات المستخدمة في الدراسة بيانات موثوقة بشكل خاص، لأنها “التقنيات المستخدمة تعني أننا لم نعتمد على إجراءات التقييم الذاتي لسلوك القيادة. بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تفحص نفس المشاركين قبل وبعد وقوع الحادث، وهذا ما لا يحدث في معظم الدراسات البحثية والتي تصل لمشاركين بعد وقوع الحادث”.

الدراسات السابقة أشارت إلى أن خطر تعرض لحادث عند السائقين يكون مرتفع عند البدء بالقيادة ولكنه ينحدر بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الأولى. حيث أنه من المرجح أن تلعب الخبرة والعمر دور في هذا التغير، وقد تسائل أوبراين وزملاءه عن إذا ما كان التعرض لحادث سير يؤثر على سلوك القيادة على مر الزمن.

ولإجراء الدراسة فحص الباحثون بيانات 254 شخص تتراوح أعمارهم بين 16-17 عام، وهم ممن شاركوا في دراسة القيادة الطبيعية، وهي كجزء من برنامج الطريق السريع الاستراتيجي. حيث تم تجهيز سيارات المراهقين بأجهزة قياس السرعة وكاميرات تقوم بتسجيل طريقة قيادتهم من زوايا مختلفة.

حيث قرر أوبراين وزملاءه التركيز بشكل خاص على الحوادث المراهقين الشديدة والتي يتم إبلاغ الشرطة عنها، وتضمنت هذه الحوادث أي حادث أدى إلى ضرر كبير، أو انطلاق الوسادة الهوائية، أو تسبب بإصابات، أو أدى إلى إنقلاب السيارة.

وقد كشفت البيانات أن معدل حوادث السرعة العالية، الدليل على القيادة المتهورة، انخفض بنسبة 34% في حال كان المراهق قد تعرض لحادث مروري شديد. لكن بعد شهرين، يعود المعدل للارتفاع دون أن يبلغ مستويات قبل التعرض للحادث.

ويقول أوبراين أن “من النتائج المشجعة هي أن هذا التغير في السلوك يحدث خلال فترة زمنية قليلة، أي في غضون أيام قليلة أصبح السائقون أكثر أمانا. وهذه النتائج تشير إلى أن السائقين المراهقين يكتسبون خبرة من الحادث”.

الدراسة هي محاولة لفهم العلاقة بين تجارب القيادة الحقيقية وسلوك القيادة الفعلي، لكن هذا المجال لا يزال في مراحله الأولى.

يقول براين “نحن بحاجة إلى تكرار وتوسيع نطاق هذه النتائج لتشمل قواعد البيانات الأخرى. فمع عدد أكبر من المشاركين وتنفيذ تدابير محسنة يمكننا معرفة إلى أي مدى تستمر هذه التغيرات. ونأمل في تطوير طرق الحصول على البيانات لتكون أكثر أمانا وكذلك تصحيح سلوكيات القيادة المتهورة”.

ويخطط الباحثون تمديد هذا الجانب من البحث لاستكشاف ما إذا كان نفس الانخفاض في القيادة المتهورة يحدث بعد التعرض لحوادث أقل حدة، وما إذا كانت التغيرات في القيادة تتناسب مع خطورة الحادث.

المصدر:

Association for Psychological Science. “Teens drive more safely in the months after a crash.” ScienceDaily. ScienceDaily, 1 March 2017.