إنَّ العملية العلمية [1] ما هى إلا وسيلة لإنشاء المعارف عن الكون، وبناء الأفكار الجديدة التي تنير العالم من حولنا. إن هذه الأفكار مؤقتة بطبيعتها، ولكن أثناء انتقالها ودورانها خلال العملية العلمية، فإن تلك الأفكار يتم اختبارها مراراً وتكراراً بطرق شتّى إلى نصبح أكثر ثقةً بها. وعلاوة على ذلك، فإنه خلال هذه العملية التكرارية نفسها، فالأفكار تُعدل، وتُوسع وقد يتم دمجها معًا لتعطي تفسيرات مذهلة وقوية. فعلى سبيل المثال، فإن الملاحظات القليلة عن الأنماط الوراثية للبازلاء يمكن – خلال الأعوام العديدة وعن طريق إسهامات الكثير من العلماء المختلفين – أن يُبنى عليها الفَهْم الواسع والممتَد لعلم الجينات والذي يقدمه لنا العلم اليوم. لذا فإنْ كانت العملية العلمية عملية تكرارية، فإن الأفكار لا تتمخض عنها بصورة متكررة، وبنفس الشكل. بدلًا من ذلك، فإنها تساهم وبشكل نشط في بناء وتكامل المعرفة العلمية.

وهذه المعرفة مفيدة لكل الأشياء بدايةً من تصميم الكباري، وإبطاء التغير المناخي، وانتهاءً بالحث على تكرار غسل اليدين خلال موسم الإنفلونزا. وتسمح لنا أيضًا المعرفة العلمية بتطوير تكنولوجيات جديدة، وحل المشاكل الملموسة، واتخاذ قرارات واعية وصائبة على المستوي الفردي والجماعي. فنظرًا لأهمية نتائجها، فإن العملية العلمية تتداخل وتتشابك مع هذه التطبيقات:

 

قد تؤدي المعرفة العلمية الجديدة إلى تطبيقات جديدة: فمثلًا، اكتشاف بنية وتركيب الحمض النووي (DNA) كان طفرة جوهرية في علم الأحياء. ولقد وضع هذا الاكتشاف العظيم الأسس البحثية والتي ستؤدي في نهاية المطاف إلى مجموعة واسعة من التطبيقات العملية، والتي تشمل بصمات الحمض النووي (تحليل عينات الحمض النووي المأخوذة من أنسجة أو سوائل الجسم، يُستخدم في الطب الشرعي وأيضًا يستخدم لتحديد الأبوّة [2].)، المحاصيل المُعدلة وراثيًا، واختبارات الأمراض الوراثية.

 

التطورات التكنولوجية الحديثة قد تفضي إلى اكتشافات علمية جديدة: فعلى سبيل المثال، فإن تطوير تقنيات نسخ وتسلسل الحمض النووي، قد أدى إلى طفرات مهمة في نواحٍ عديدة في علم الأحياء، خاصةً في إعادة بناء العلاقات التطورية بين الكائنات الحية.

قد تحفز بعض التطبيقات المحتملة على الاستطلاعات والاستقصاءات العلمية: فمثلًا، إن الاحتمالية لإنتاج كائنات دقيقة معدلة وراثيًا، والتي باستطاعتها إنتاج أدوية رخيصة لبعض الأمراض مثل الملاريا، هو ما يحفز ويدفع بالعديد من الباحثين لاستكمال دراستهم في علم الوراثة الميكروبية   .(microbe genetics)

 

 

العملية العلمية وانت:

يوضح هذا المخطط العملية العلمية الأساسية والمنهجية، ولكن – في الواقع – فإن العديد من النواحي في هذه العملية تتصل بالجميع، ويمكن استخدامها في الحياة اليومية، حتى لو لم تكن من العلماء المتخصصين. ومما لاشك فيه، فإن بعض عناصر العملية لا تطبق إلا على العلم (مثل النشر في الدوريات العلمية، وتقييمات المجتمع العلمي.)، ولكن هناك عناصر أخرى قابلة للتطبيق على نطاق واسع في مواقف الحياة اليومية (مثل طرح الأسئلة، جمع الأدلة والبراهين، وحل المشاكل العملية). لذا فإن فهْم العملية العلمية، يُمكن أن يساعد أي شخص في تطوير نظرة علمية للحياة.

 

المصدر:

 

University of California, “Benefits of science”, Understanding Science, March 20, 2017

 

مصادر التفسير:

العملية العلمية تعني أن العناصر العلمية التي تدور خلالها الأفكار يتم تكرارها، حيث تمر الأفكار خلالها لمرات عديدة، بحيث يتم بناء أفكار جديدة ومفيدة تستخدم لتحصيل معرفة أكثر عن العالم الطبيعي. وهذا عادة ما يعني أن الاستطلاعات والاستقصاءات المتتابعة عن موضوع ما، سوف تؤدي إلى نفس السؤال، ولكن في كل مرة على مستوي أعمق وأبعد من السابق. لمعرفة المزيد عن العملية العملية:

  1. University of California, “The real process of science“, Understanding Science, March 20, 2017
  1. National Library of Medicine, “DNA Fingerprinting“, GeneEd, March 19, 2017