إن هذه السلسلة يعتمد كل جزءٍ منها على السابق، لذا ننصح بقراءة الأجزاء السابقة لفهم أعمق، وإلمامٍ أفضل للموضوع:

الجزء الأول

الجزء الثاني

تنبؤات المبدأ الإنساني النهائي

لم يُناقش بارو وتبلر تضمينات المبدأ الإنساني النهائي – سوى بإيجاز وذلك في كتابهم “المبدأ الأنثروبي الكوني” (The Anthropic Cosmological Principle). ولقد طرح تبلر عواقبه في كتاب مثير للجدل، يحمل عنوناً مستفزاً: “فيزياء الخلود: علم الكونيات الحديث والله وقيامة الموتى” ( The Physics of Immortality: Modern Cosmology, God and the Resurrection of the Dead).

وفي هذا الكتاب، يحمل تبلر تضمينات المبدأ الإنساني النهائي لأبعد ما يُمكن أن يتصوره المرء. يزعم تبلر أن الروبوتات التي سوف تتطور من تكنولوجيا الكمبيوتر الحالية، سوف تقوم بشكل غير محدود بنشر نفسها عبر الكون، حيث يقوم كل جيل جديد من الروبوتات بإنتاج جيل أعلى وأسمى من سابقه. وبعد مرور مليار مليار سنة أو أكثر، فإن الكون سوف يُصبح مأهولاً بشكل متماثل بشكل متطور للغاية من أشكال الحياة. وبالطبع، فالإنسانية حينها سوف تكون قد رحلت منذ فترة طويلة.

وعند هذه النقطة، يدعي تبلر أن الكون سوف يبدأ في التقلص والانكماش على نفسه، فيما يُدعى الانقباض – الانكماش العظيم، عكس الإنفجار العظيم. ومع ذلك، فإن انهيار الكون لا يتم بالطرق القديمة. حيث يتم السيطرة عليه بعناية، وذلك بهدف الحفاظ على علاقة سببية عبر الكون، وإمداد طاقة كافية تستطيع الحياة من خلالها تجنب الانقراض والفناء.

وطبقاُ لـ تبلر، فإن شكل الحياة المتطِور من الروبوتات في القرن الواحد والعشرين، يجب أن يكون قادراً على القيام بهذه المهمة. لذا فمن يستطيع أن ينكر إمكانية حدوث أي شيء في مليار مليار سنة مستقبلاً؟ ثم بعد ذلك، يلتقي الكون في نقطة تجمع والتي أطلق عليها اليسوعي الفرنسي بيار تيلارد دي شاردان (Jesuit Pierre Teilhard de Chardin)، نقطة أوميجا. وبالفعل فإن تبلر يربط نقطة أوميجا – كما فعل تيلارد، بالله.

بصفته الشكل الكلي للمعرفة والقوة، فإن نقطة أوميجا (أوميجا بوينت) – أيضاً كلية الحب. إنها تحبنا، ولذلك فإنها سوف تمضى قدماً في إحياء وبعث جميع البشر الذين عاشوا (مع حيواناتهم الأليفة المفضلة، والفصائل الشائعة المهددة بالانقراض). وسوف يتم إنجاز هذا، باستخدام محاكاة كمبيوتر فائقة، يُطلق عليها تبلر  المحاكاة (emulation).

ونظراً لأن كل واحد منا محددٌ بواسطة الحمض النووي (DNA) الخاص به، فإن الأوميجا بوينت (الله) سوف تقوم بمحاكاة جميع البشر المحتملين الذين سبق وعاشوا، وبالطبع فإن هذا يشملني ويشملك بكل اختلافاتنا. وبالرغم من أن ذكرياتنا ستكون قد تلاشت منذ أمد بعيد في الأنتروبيا، فإن الأوميجا سوف تجعلنا نمر خلال حياتنا في لحظة، بالإضافة إلى الحيوات الأخرى التي كان بإمكاننا عيشها. وهؤلاء الذين تراهم الأوميجا مستحقين، سوف يعيشون حياة أفضل – وهذا يتضمن الكثير من الجنس مع شركاءٍ/شريكات لم نتخيلهم قط.

وهكذا – وكما يزعم تبلر – فإن هذه نتائج متوقعة للمبدأ الإنساني النهائي. ولحسن الحظ، فإننا غير مضطرين لأن ننتظر مليار مليار سنة لاختبار هذه النظرية.

تنبؤٌ وحيد، وهو أن الكون «نظام مغلق». بمعنى أنه في يوم ما من المستقبل البعيد، سوف يتوقف الكون عن التمدد ويبدأ في الانكماش. ويعتمد هذا على متوسط كثافة المادة والطاقة في الكون، وهى كمية يُمكن تقديرها بواسطة نطاق واسع من الملاحظات التي تتطور وتتحسن كل عام.

فعندما كتب تبلر كتابه، فإن الكون كـ نظام مغلق – لم يُكن مدعم بالأدلة. ولكن الشكوك وعدم اليقين كان كبيراً بما فيه الكفاية بأن إمكانية أن يكون الكون مغلقاً، لا يُمكن استبعادها. ومنذ ذلك الحين، فإن الملاحظات قد قللت للغاية من احتمال أن يكون الكون مغلقاً.

إن الكون بشكله الحالي، على حافة الاتزان بين التمدد والانكماش كما يُتنبأ بواسطة نظرية الانفجار العظيم التضخمي (Inflationary Big Bang). لذا فإن كان الكون مغلقاً، فإن تنبؤ المبدأ الإنساني النهائي يبدو وكأنه لن يتحقق.

وربما تتساءل إن كان كونٌ دائمِ التمدد، يُمكن أن يحقق المبدأ الإنساني النهائي. لا شك أنه يستطيع، ولكن في هذه الحالة سُيصبح تنبؤاً غير قابل للاختبار، ولن تصبح إلا مجرد تكهن أو تخمين. لقد امتلكت نظرية تبلر على الأقل  ميزة بكونها قابلة للتكذيب falsifiable، ولكن يبدو الآن أنها تتوجه نحو الدحض.

تفسير تنبؤات المبدأ الإنساني القوي

1- لا يُوجد إلا كون واحد ممكن «مصمم» بهدف إنتاج وتعزيز «المراقبين».

يرى كثيرٌ من المؤمنين أن المصادفات الإنسانية ما هى إلا دليل على التصميم الهادف للكون. فإنهم يتساءلون: كيف يُمكن للكون أن يمتلك مجموعة فريدة من الثوابت الفيزيائية – المضبوطة بشكل مدهش لنشوء الحياة، إلا عن طريق تصميم هادف للكون، والحياة – بل وربما البشرية أيضاً.

دعونا نفحص الإدعاءات المتضمنة بهذا التفسير. أولاً وقبل كل شيء، تحتوي حجة التصميم في ذاتها على خطأ كارثي، حيث تدعى بدون مبرر على الإطلاق أنه لا يُوجد إلا شكل واحد من أشكال الحياة، وأن هذا الشكل هو الحياة الكربونية هنا على الأرض.

يبدو أن الكربون هو العنصر الكيميائي الأنسب كـ وحدة بناء للأنظمة الجزيئية المعقدة، والتي تطور صفاتاً مشابهة للحياة. حتى اليوم، تُظهر المواد الجديدة المركبة من الكربون خصائصاً رائعة وغير متوقعة – مثل التوصيل الفائق والمغناطيسية الحديدية. ومع ذلك، فإن الإدعاء بأنه لا يُوجد إلا الحياة الكربونية فقط هو ببساطة «مركزية كيميائية» ناتجة عن حقيقة أنك وأنا يُمثل الكربون هيكلنا الأساسي.

طبقاً لقوانين الفيزياء والكيمياء، فإنه يُمكننا تخيل بسهولة أشكال أخرى من الحياة، منها القائم إما على السيليكون (الكمبيوتر الإنترنت) أو عناصر أخرى مشابهة للكربون. ومع ذلك، فإن هذه العناصر تحتاج بأن يتم تكوينها داخل النجوم، في كون قديم بما فيه الكفاية لتطور النجوم. وفي هذه الحالة أيضاً، تظل مصادفة  N1=N2 قائمة، بالرغم من أن المبدأ الإنساني يجب أن يُعاد تسميته إلى المبدأ الإلكتروني، متضمناً الحاسبات الآلية بدلاً من البشر، والصراصير كـ غرضٍ من الوجود. بالطبع، كان سيتفق تبلر مع هذا.

لم يتم تصنيع وإنتاج سوى الهيليوم، الهيدروجين، والليثيوم في الكون المبكر. وذلك لأنهم في غاية البساطة، ليتم تركيبهم إلى أشكال وبنى متنوعة. لذا فإنه من الواضح، أن أي حياة قائمة على الكيمياء تتطلب كون قديم (ذي عمرٍ كبير) – بالإضافة إلى نجوم طويلة العمر لإنتاج المواد المطلوبة.

ولا نزال ندور حول «المركزية الكيميائية» بإدعائنا أن الأنظمة المعقدة لا يُمكن أن تنشأ إلا عن طريق الجزيئات كـ وحدات بنائية. بينما لا تُظهر الأنوية الذرية – على سبيل المثال –  التنوع والتعقد الذي نراه في الطريقة التي تتجمع بها الذرات إلى بنى جزيئية، لذا فإنه من المحتمل أن تقوم الأنوية الذرية بهذا في كون يمتلك خصائصاً مختلفة.

إن التعقد الكافي والعمر الطويل رُبما يبدوان المكونيْن الوحيديْن لكون، ليمتلك شكلاً ما من أشكال الحياة. لذا فإن هؤلاء الذين يُحاجون بأن الحياة أمر غير محتمل للغاية، في حاجة لفتح عقولهم إلى حقيقة أن الحياة محتملة مع كثير من التشكيلات المختلفة من الثوابت والقوانين الفيزيائية. بالإضافة إلى ذلك، فلا يُوجد شيء في الاستدلال الإنساني يُشير بتفضيل خاص للحياة البشرية، وبالطبع أي شكل من الحياة الذكية أو الواعية. وكما عبّر إيرمون عن هذا بقوله: «تخيل – إذا صح التعبير – انبهار وتعجب نوع من ديدان الطين الذي يكتشف، أنه إذا كان ثابت التوصيلية الحرارية للطين مختلفاً بنسبة قليلة، فإنهم لن يكونوا قادرين على العيْش.»

كما أن تطور الحياة الذكية لم يتم بسلاسة ويسر من الثوابت الفيزيائية، بالطريقة التي تتضمنها عبارة «محكم الدقة – الانضباط المدهش». فـ لقد انقضت العديد من مليارات السنين قبل أن تصبح الظروف مناسبة لنشوء الحياة الذكية، وأن عملية تشكل هذه الظروف يبدو وأنها قد اصطُحبت بدرجة مذهلة من النفايات (بقايا النجوم، والأجسام الكونية الميتة). لذا فإنه بالمقياس البشري، فإنه هذه السلسلة تبدو منعدمة الجدوى بشكل لافت للنظر. وفي حالة الحياة البشرية، فإن من الواضح أنه لولا جاذبية المشتري، لعانت الأرض من الاصطدامات الكارثية المتكررة بالنيازك. إن هذا يبدو بالكاد مستقاً مع الخلق الإلهي. حيث أن وضع عدد ضخم من المذنبات في حالة حركة، ثم وضع كوكب ضخم كـ حماية من الخطر، الذي قمتَ بخلقه بالفعل، يبدو مثل قصة جيري البنّاء الكوني.

و حتى قبل أن فحص الاحتمالات الأخرى بالتفصيل، فإن حجة الإحكام الدقيق (التصميم المثالي) تستند إلى مغالطة أخرى قاتلة. إنها حجة احتمالية ترتكز على سوء فهم لمصطلح الاحتمال. فلنفترض أننا سنبدأ بمجموعة من الأكوان والتي تختلف قيم الثوابت الفيزيائية لكل منها على مدى واسع من الاحتمالات الممكنة. لذا فإن احتمالية أن يتم اختيار كوننا عشوائياً من هذه المجموعة، هو احتمال صغير للغاية. ومن هنا، تستنتج حجة الإحكام الدقيق أن كوننا قد تم اختياره بشكل متعمد من مجموعة، وذلك بواسطة الله.

مع ذلك، يُظهر لنا مثالٌ بسيط أن هذا ليس صحيحاً منطقياً. افترض أنه تم تنظيم قرعة (يانصيب) حيث يُمنح كل مشارك رقم من 1 إلى مليون. يدفع كل فرد دولاراً واحداً، والفائز يربح مليوناً. لقد تم اختيار الرقم، واتضح أنك الفائز المحظوظ. الآن، من الممكن أن كل شيء كان محدداً مسبقاً، ولقد اختارت والدتك الرقم الفائز. ولكن في غياب الدليل على هذا، فليس لدي أي شخص – الحق في أن يقدم هكذا إدعاء. في الواقع، هذا يُعادل إدعاء حجة الإحكام الدقيق. فـ بدون أي دليل، يُزعم أن الله قد قام بتحديد وتثبيت القرعة.

كان لابد أن يفوز شخص ما بالقرعة، وقد كنت أنت الشخص المحظوظ. وبالمثل، إذا كان هناك كونٌ سيحدث، فإنه بعضاً من الثوابت الفيزيائية كان سيتم اختيارها عشوائياً. من المحتمل أن تكون هذه الثوابت الفيزيائية، هى بالفعل التي نمتلكها. وقد قادت هذه الثوابت إلى شكل الحياة التي لدينا.

مثال آخر، قم بحساب احتمالية اتحاد الحيوان المنوي والبويضة اللذين قاما بتكوينك – بالإضافة إلى والديك، وأجدادك، وجميع أسلافك وصولاً إلى الحساء البدائي الذي شكل أولى الكائنات الحية، بأن تأتي جميعها بالمزيج – الاتحاد الصحيح. هل يُمثل هذا الرقم الناتج مُتناهي الصغر احتمالية تواجدك؟   بالطبع لا. فـ أنت موجود باحتمالية 100%.

لقد قام إيكيدا وجيفريس بتحليل نظرية الاحتمالات الأساسية، موضحين هذه العيوب المنطقية في حجة الإحكام الدقيق. ولقد لاحظا أيضاً تناقض طريف، يُوضح كيف أن مروجي التصميم الذكي يستخدمون غالباً منطق متناقض.

ومثال على ذلك، فإن لدينا على جانب – الخلقيين، بالإضافة إلى علماء التطور المؤمنيـن مُدعي إله الفجوات. وكلاهما يُجادل أن الطبيعة غير مناسبة للغاية لنشوء الحياة طبيعياً بشكل كامل، ولهذا فإن إسهام فوق طبيعي (الله) لابد وأنه قد حدث. ثم يأتي مدعي الإحكام الدقيق (غالباً نفس الأشخاص) مجادلين بأن ثوابت الكون وقوانينه، مناسبة ومضبوطة بشكل مدهش لنشوء الحياة، ولهذا فإنهم لابد وأن قد صمموا بشكل فوق طبيعي (بواسطة الله). وهذان الإدعاءان لا يُمكن أن يجتمعا معاً.

تستند حجة الإحكام الدقيق  (التصميم المثالي) على الإدعاء بأن أي شكل من الحياة ممكنٌ فقط عبر مدى ضيق للغاية وغير محتمل من المتجهات الفيزيائية. يُمكننا بأمان استنتاج أن هذا الإدعاء غير مبرر بشكل كامل. لذا فإن الاستدلالات والحجج التي تُستخدم لدعم التفسير الأول للمبدأ الإنساني القوين ضعيفة للغاية – بل وغير كافية لاستبعاد البدائل الأخرى.

 

2- إن وجود الكون يعتمد بشدة على المراقبين (أي أن العقل هو الذي يُنشئ العالم المُشاهد).

كما أدرك الفيلسوفان هيوم وبيركلي أن إحتمالية أن يكون الواقع ما هو إلا نتيجة للعقل، غير قابلة للدحض. ومع ذلك، فإن أي فلسفة تستند إلى هذه الفكرة تحفها المشاكل، وليس أقلها أنه إذاً لماذا لا يكون بالطريقة التي يريدها كل واحد منا؟ ضف إلى ذلك، عقل منْ – الذي يقوم بالتخيل؟ لقد أعتقد بيركلي أنه لابد وأن يكون عقل الله، مما يجعل هذا التفسير للمصادفات الكونية لا يختلف عن سابقه. ومع ذلك، فإن هناك احتمالية أخرى تتماشي مع الأديان الشرقية عن نظيرتها الغربية، وهي أننا جميعاً جزءٌ من عقل كوني واحد.

لقد أصبحت هذه الفكرة شائعة جداً في فلسفة حركة العصر الجديد. التي أُثيرت بنشر كتاب طاو الفيزياء لفريتيوف كابرا عام 1975، حيث اُستحدث قطاع بأكمله يتم فيه استخدام ما يُدعى بـ أسرار وتناقضات ميكانيكا الكم لتبرير مفهوم أن أفكارنا تتحكم بالواقع. ولعل أكثر الممارسين نجاحاً لهذه الفلسفة هو ديباك شوبرا، الذي قام بعمل جيد جداً في الترويج لما يدعوه «الشفاء الكمي».

بالطبع، فإن هذا التأويل للمبدأ الإنساني القوي لا يتم أخذه على محمل الجد، في النقاشات العلمية-الدينية الحالية. برغم ذلك، سوف أقوم بتضمين مناقشة مختصرة بهدف الكمال.

في الأساس، فإن الأفكار الجديدة حول العقل الكوني والكم قد بدأت باللغة المربكة – غير الواضحة المستخدمة لتفسير ميكانيكا الكم بواسطة بعض المؤسسين، على رأسهم نيلز بور. حيث في تفسير كوبنهاجن، لا يكتسب الجسم الفيزيقي خاصية – مثل الموقع في المكان – حتى يتم ملاحظته. برغم استمرار ميكانيكا الكم في أن تتفق مع جميع القياسات حتى درجة عالية من الدقة، فإن تفسير كوبنهاجن قد تم تأويلة لما هو أبعد، لكي يعني أن الواقع ما هو إلا نتاج للعقل.

علاوة على ذلك، فإنه طبقاً لفكرة «الوعي الكمي»، فإن عقولنا مضبوطة بشكل كلي مع جميع العقول في الكون، حيث يكون كل فرد جزء من العقل الكوني لله. وفي هذه الحالة فإن الثوابت والقوانين الفيزيائية على هذه الحالة، لأن العقل الكوني (الله) يُريدهم بهذا الشكل.

يأخد اليوم القليل من علماء فيزياء الكم مفهوم العقل الكمي الكوني بشكل جدي. إن نجاح ميكانيكا الكم لا يعتمد بأي طريقة على تفسير كوبنهاجن، أو حتى نتائجه الصوفية الثانوية. يُوجد أيضاً تفسيرات أخرى لميكانيكا الكم مثل نظرية المتغيرات الخفية لبوم، نظرية العوالم المتعددة، وتفسير التواريخ المتسقة. ولسوء الحظ، فلا يُوجد إجماع على أيٍ من هذه التفسيرات بين الفيزيائيين والفلاسفة. ويكفي القول بأن السلوك «الغريب» لعالم الكوانتم، غامض فقط لأنه غير مألوف – ويُمكن تفسيره بدون الحاجة إلى أي أفكار صوفية، متضمنة العقل الكوني (الله).

سوف نناقش في الجزء التالي التفسير الطبيعي للثوابت الكونية (التفسير الثالث للمبدأ الإنساني القوي) – فما هى طبيعة القوانين الفيزيائية؟ ما هو التناظر؟ بالإضافة لهذه الأسئلة فسوف نُناقش أيضاً نظرية الانفجار العظيم التضخمي.

المصدر

Victor J. Stenger, “The Skeptical Intelligencer”, 3(3, July 1999): pp. 2-17