بالفيزياء نحن نثق / ادم رذرفورد
ترجمة : مرتضى مشكور
لإجابة الأسئلة المهمة، نحن بحاجة للفيزيائيين. الإعتماد على مزج العلوم لن يعالج النقص.
تحذير! أسئلة ذات أهمية عالمية ستُعرض.
ولكن للأسف، المملكة المتحدة في خطر كونها لا تسير في هذا الإتجاه. تقرير صدر هذا الأسبوع يشير الى نقص شديد في مدرسي مادة الفيزياء، مع وجود ما يقارب ربع المدارس التي لا تحتوي مدرس فيزياء على الإطلاق. هذا على الرغم من مساعي الحكومة لتحفيز الإهتمام بهذا الموضوع من خلال منح الأحقية للطلاب المتفوقين بدراسة الفيزياء. وكما يبدو ربما سيتم تعليمهم من قبل مدرسي العلوم الأخرى.
التقرير من جامعة باكينغهام نُشر في الوقت الذي اجتمع فيه عشرون حائز على جائزة نوبل للفيزياء (بالإضافة إلى أربعة فائزين في مجال الكيمياء وواحد في مجال الفسلجة والطب) اجتمعوا عند بحيرة كونستانس لمناقشة أهم القضايا في الفيزياء بصحبة 500 طالب اختيروا بعناية من مختلف أنحاء العالم.
جنباً الى جنب مع مواضيع واضحة جداً مثل قابلية التوصيل الخارقة، الحساب الكمي، الانتقال الدائري للالكترونات وظواهر أخرى والتي ستحدد شكل مستقبلنا، هنالك حتى معرفة سطحية لفيزياء البايولوجيا.
أتذكر المزحة العلمية القديمة: الأحياء هي كيمياء تطبيقية، والتي هي بدورها فيزياء تطبيقية (والفيزياء هي رياضيات تطبيقية. ولكننا سنتجاهل هذا حالياً). كعالم أحياء، أنا في الجانب غير المتشدد من ذلك الطيف. والد الفيزياء النووية، ايرنست رذرفورد (بصورة مأساوية، لا توجد أي علاقة)، قال مقولته الشهيرة “في العلوم، هنالك فقط الفيزياء، وما تبقى هو جمع طوابع” هذا اقتباس جيد، اذا لم يكن في غاية الصحة. ولكن بوضع جمع الطوابع جانباً، بدون معرفة كيفية تصرف الألكترونات، لا يمكننا أن نعرف كيفية عمل دورة كريبس، ولا معرفة السبب وراء أن الإختلاف في جزيئة الماء أتاح الفرصة لظهور الحياة كما نعرفها. لا يمكنك فهم علم الأحياء.
وهذا قبل أن نصل للمادة الصغرى لأكثر التجارب طموحاً في التاريخ. في نقطة ما من هذه السنة – سنجد على وجه التحديد في أي يوم من هذه الأيام – مصادم الجزيئات العملاق هايدرون سيدخل على الخط في المنظمة العالمية للأبحاث النووية في جنوا. رغم ما سمعت، من غير المرجح تدمير الأرض نتيجة للتكوين غير المقصود للثقوب السوداء. بدلاً من ذلك سنرى لقطة هائلة لشكل الكون بعد ملايين الثواني بعد الانفجار الكبير.كما قال برايان كوكس السفير الرائع للفيزياء في عدد الأمس للغارديان. هذا الاكتشاف سيظهر الهيغز بوزون، وهو جسيم دون ذري افتراضي الذي يعطي للمادة كتلة. أنا في بعض الأحيان أندب حقيقة أنني لم أكن جيداً بما يكفي في الرياضيات لحل المسائل التي شغلت عقلك. الفيزياء تكشف أسرار الكون، وكما هو الحال في مهمات أبولو الى القمر، مصادم الجزيئات الكبير هايدرون هو مسعى بشري سيلهم العلماء الشباب في قادم السنين.
ويرتبط نقص مدرسي الفيزياء بصورة أساسية مع ظهور العلوم الممزوجة كبديل عن الموضوعات التقليدية والمتميزة شرعياً لعلوم الأحياء، الفيزياء والكيمياء. أسمع شكاوى من المدرسين الجامعيين بأن طلابهم يقومون بأخذ دروس تقوية ليتماشون مع المتطلبات الجامعية.
وعلاوة على ذلك، تعليقات من معلمي العلوم تشير الى أن دورات العلوم المشتركة دائماً ما تركز على مواضيع علمية مثل ظاهرة الاحتباس الحراري، وواحدة من هواياتي، الخيول ، ونظرية الخلق. اذا كان هذا النمط من التعليم ضروري في التواصل العلمي على حساب المعرفة نفسها، اذاً لا بد من كبحه.
على عكس الفيزياء، هذا جداً بسيط. هل يمكنك تقبل أن يقوم مدرس تاريخ بمضاعفة حصصه وتدريس الجغرافيا؟ بالتأكيد لا. الفيزياء هو موضوع متخصص ويحتاج إلى تعليم ملهم ومتخصص. وبدون هذه الخبرة، طلابنا لن يكون بإمكانهم أن يقوموا بحل الأسئلة الكبرى في الكون.
الرابط الاصلي : http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2008/jul/01/physics.schools
