تدجين ام تطور؟ الثعلب الفضي نموذجا. الجواب واضح من عنوان الدراسة التي نترجم خلاصتها في المقال ادناه والتي تعنون بـ (تطور الحيوانات اثناء التدجين. الثعلب الداجن نموذجا).

الثعلب الفضي

الثعلب الفضي

نحن نستمر بافتراض ان التغيرات الممنهجة في نشاط الجينات قد تولد المستوى الملحوظ من التنوع وانماطه المشابهة للحيوانات الداجنة. هذه التغيرات الممنهجة كانت محتملة بسبب انتخاب الحيوانات لسلوك معين وهو التروض كمؤشر للاحتمال وللتكيف الصحيح لبيئة الانسان الاجتماعية. النموذج التجريبي للتدجين، كنوع من التطور الاجباري، كان معدا بشكل منظم لتطبيق الانتخاب بحسب التروض على الثعالب الفضية.

مؤسسوا المجموعة المنتخبة تم اختيارهم من مجموعة اخرى في مزرعة للتربية. وهم يمثلون تنوعا جينيا كان له نجاح تكاثري وقد اظهروا اضعف رد فعل عدائي-حذر تجاه الانسان. ثعالب كهذه كانت بلا شك تحت تأثير انتخاب طبيعي واصطناعي من اجل التروض من خلال سنوات من التربية في الاقفاص. على كل حال، تلك المجموعة المنتخبة لم تؤثر شكليا وفسلجيا على النمط الظاهري (phenotype) للثعلب في كل المجموعة التي تم انتخابها.

لقد نجحنا في تكوين مجموعة سكانية من الثعالب الداجنة سريعا متبعة تأثيراً صارماً لضغط انتخاب سلوك التروض. الانماط السلوكية لهذه الثعالب تشبه الانماط السلوكية للكلاب. فهي لديها نطاق من الصفات الشكلية والفسلجية المرتبطة بالحيوانات الداجنة. تجربة تدجين الثعلب اوضحت ان هذا الانتخاب أثر على الجينات المتحكمة بحالة الهورمونات العصبية.

بعض الجينات المسؤولة عن العلاقة بين التروض والهرومونات ومستويات النواقل قد تكون جمعت سوية واصبحت ثابتة خلال 8-10 اجيال منتخبة. هذا الثبات قد يكون متسببا بتغيير نشاط العديد الجينات ذات التيار نفسه، وبالتالي زعزعة استقرار وسحب وقت الطوير، وازاحة الغطاء عن بعض الامكانات المخفية شكليا في الجينوم. وهذا يعني ان التفاعلات بين التغيرات الجينية المعدلة اثناء الانتخاب قد تكون انتجت انماطا جديدة من التعابير الجينية وانماطا شكلية جديدة.

الاليات الجزيئية المختلفة ضمنت في تعبير النمط الظاهري للجينات التي لا تُعبر وتأثيراتها فوق الجينية. انها تشمل تسلسلات غير مشفرة للمثيلات ونزع المثيلات لمناطق تنظيمية معينة للجينات. مهما كانت الآليات الجزيئية للتغييرات في نشاط الجينات تحت التدجين، فالنتيجة تقترح ان هذه التغييرات قد تكون ناتجة من الانتخاب لصالح الترويض.

تحت ضوء نتائج تجربة تدجين الثعلب، الانماط المتشابهة للتحولات الشكلية والسلوكية والفسلجية في الثعالب، الكلاب او اي حيوانات داجنة التي يغلب ان تكون ناتجة من الانتخاب لصالح الترويض. هذا الانتخاب يعد آلية شاملية ومسبب للتحول التطوري للحيوانات الداجنة.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2763232/