1. إن كان الإنسان سليل القرود، لماذا لم تتطور القرود الى بشر؟
===================================
جواب: الإنسان ليس سليل القرود، إنما الإنسان والقرد هم مجرد “اولاد عم” من سلف واحد في سلم التطور. فالإنسان لم يأتي من القرد، بل الإنسان والقرد آتوا من جنس مصدري بعيد لم يكن لا قرداً ولا إنساناً، عاش لملايين السنين في الماضي، مستحاثة اردي احد الادلة على ذلك.
في السبعة مليون سنة الماضية، كثير من الأجناس الشبيهة بالإنسان قد تطورت؛ مثل الـ(homo habilis) و الـ(Homo erectus) والـ(Homo neanderthalensis). جميعها انقرضت في فترات مختلفة، ولم يبقى في كوكبنا إلا نحن وبعض الأجناس القديمة.

2. هنالك ثغراتٍ كثيرة في سجل الأحافير، فكيف نصدق نظرية التطور؟
=====================================
جواب: هذا الكلام غير صحيح، فهنالك الكثير من الأحافير المتوسطية بين المراحل، لتثبت ما نقول بخصوص التطور.

كما ان(Archaeopteryx) مثلاً هو احد اقدم الأحافير التي نمتلكها لطيرٍ بريش وبهيكل عظمي لزاحف. ولدينا الأن ادلة عن ديناصورات كانت تملك شعراً وريشاً. ثم نرى ان(Therapsids) هو جنس متوسط بين الزواحف و الثديّيات. اما(Tiktaalik) فهو جنس منقرض، متوسطي بين الأسماك والبرمئيات؛ ولدينا ستة احافير متوسطية لتطور الحيتان. أما بالنسبة للبشر فنحن نملك على الأقل 12 احفورة متوسطية بيننا وبين السلف الأكبر منذ 6 مليون سنة.

وإذا اخذنا بعين الإعتبار لااحتمالية او ندرة احتمال تحجر اية نبتة او حبوان عبر ملايين السنين، فإنه لأمر مدهش اننا نملك كل هذه الأحافير التي تؤرخ مسيرة الكائنات الحية على الكرة الأرضية.

3. إذا التطور جرى تدريجياً وعلى مراحل عبر ملايين السنين لماذا لا نرى في سجل الأحافير هذا التدرج في التطور؟
=======================================
جواب: التطور المفاجئ في سجل الأحافير ليس دليلاً ضد التطور التدريجي؛ لكنه على العكس دليل على الإنتقال من نقطة الى اخرى عبر شجرة التطور (punctuation). الفصائل والأجناس تبقى ثابتة ومستقرة لفترة طويلة من الزمن، لهذا السبب احافيرنا التي من نفس الزمن تظهر لنا تطابق الأحافير. لكن التطور من فصيل الى اخر يحدث نسبياً اسرع (في الزمن الجيولوجي) في عملية تسمى ( Punctuated equilibrium).

يمكن لفصيل ان ينحدر من فصيل اخر حينما تقوم مجموعة “مؤسِسَة” بالإنفصال عن الفصيل السلف وتصبح معزولة عن بقية الفصائل. هذه الفصيلة المؤسِسَة الجديدة، مادامت منفصلة عن بقية الفصائل وقليلة العدد، قد تشهد تطوراً سريعاً (الجماعات الكبيرة جينياً مستقرة وثابتة). التطور الفصيلي يحدث بسرعة لدرجة ان القليل من الأحافير تبقى لتؤرخ هذه المرحلة. لكن ما ان يتطور الفصيل الى نوع جديد فسياحفظ على خصائصه ومميزاته (Phenotype) لفترة طويلة كفيلة بأن تبقي لنا الكثير من الأحافير للدراسة. وبعد ملايين من السنين، ستبقى هذه العملية لنا سجلاً من الأحافير الثابتة نسبياً، اما الإنتقال من نقطة الى اخرى فهو يجرى في مرحلة التوازن (Equilibrium).

4. لم يشهد احد عملية التطور.
==================
جواب: التطور هو علم تأريخي مؤكد من خلال دراستنا لكافة الخطوط (التطورية) المنفصلة عن بعضها بعضاً، بينما كلها تعود لتلتقي في نفس المصدر. البيانات المنفصلة عن بعضها، في علوم الجيولوجيا، الإحاثة (Paleontology)، النباتيات، الحيوانيات، الجغرافيا-البيولوجية (Biogeography)، علم التشريح والفيسيولوجيا، علم الوراثة، علم تسلسل الجينوم، البيولوجيا الجزيئية، البيولوجيا التطورية، علم الأجنة، الجينياء السكانية والكثير من العلوم الأخرى كلها تشير دون اي لبس بأن الحياة تطورت وتتطور. وكلها تشير بأن الأحافير تعود الى مصدر واحد رئيس؛ وكل ذلك بات واضحاً حينما نقارن فيزيولوجيا ونشرح الفصائل والأجناس المختلفة. وفي المحصلة يمكننا ان نرى التطور يجري امامنا؛ فأي فصيل يتعرض لظروف بيئية قاسية، يشهد تطوراً سريعاً ومذهل، كالبكتريا والفيروسات.

5. العلم يقول ان التطور يحدث بالصدفة.
=====================
جواب: الإنتخاب الطبيعي ليس بالصدفة او عشوائي. الإنتخاب الطبيعي يحافظ على المكتسبات والأشياء الصالحة ويمحي الأخطاء. أي ان التطور تراكمي عبر الأجيال، يحفظ الجيد ويلغي السيء —بمعنى اخر، التطور يحافظ على ما يحافظ على الحياة ويلغي ما يضر الحياة. يقول ريشارد داوكينز عن التطور انه: “التحول العشوائي زائد الإنتخاب والخيار التراكمي اللاعشوائي” [“random mutation plus nonrandom cumulative selection.”]. إن الإنتخاب التراكمي هو ما يدفع بعجلة التطور اماماً. لقد تطورت العين من خلية واحدة حساسة للضوء، لتصل الى العين التي نراها امامنا الأن؛ لم يحدث هذا بالصدفة انما من خلال الإنتخاب التراكمي الذي حافظ على حسنات المراحل السابقة لاغيا منها السيئات. بالتالي الحياة تطور لتحافظ على الحياة.

6. لا يمكن سوى لبرنامج ذكي ان يصمم شيئاً معقد كالعين.
=================================
جواب: إنَّ تشريح العين يظهر لنا انها ليست ذات تصميم ذكي. فالعين مصممة رأساً على عقب وعكسياً؛ فوتونات الضوء عليها ان تمر عبر القرنية فالعدسة، ثم عبر سائل العين، فالأوعية الدموية، فخلايا الغانغليون، فخلايا الأماكرين، فالخلايا الأفقية، ثم عبر الخلايا القطبية قبل ان تصل الى الأعواد المخروطية التي تحول الضوء الى نبضات عصبية، التي بعد ذلك تُرسل الى اللحاء البصري لتصبح صورة ذات معنى. إذا كان البرنامج ذكي، لماذا إذاً صمم عين مقلوبة رأساً على عقب وعكسية؟
هذا التصميم، لا يُفهم إلا أذا اخذنا بعين الإعتبار الإنتخاب الطبيعي، والتطور بإستخدام المواد المتوفرة، وإعتماداً على هيئة معينة (configuration) للنظام العضوي للكائن السلف. تصميم العين يؤكد لنا الطريق الذي اخذه الإنتخاب الطبيعي والتطور المؤرخ، ولا يدل بأية حال من الأحوال الى برنامج مختزل وذكي.

7. التطور ليس سوى نظرية.
===============
جواب: كل انواع العلوم مبنية على نظريات، التي بدورها تعتمد على فرضيات يتم اختبارها لتفسر لنا حقائق العالم. النظرية تصبح قوية ومدعمة، إذا ما تمكنت من التنبئ بظواهر جديدة نشهدها بعد حين. فالحقائق هي مستودع بيانات العالم. والنظريات هي افكار شارحة لتلك البيانات. النُظُم والأفكار التي لا يمكن قياسها واختبارها، ليست بأية حال علماً او جزءاً من العلوم (الدين مثلاً). ونظرية التطور تمتلك فيها كامل الشروط المطلوبة لأي علم:
فهي تتبع القوانين الطبيعية.
وهي ايضاً تفسر القوانين الطبيعية.
ويمكن اختبارها تجريبياً، لا فقط نظرياً.
وخلاصاتها مؤقتة وتجريبية.
يمكن إختبار اكتشافتها وتأكيدها او تكذيبها.

لو تمكن احدهم مثلاً من اكتشاف احفورة لثديي في نفس المرحلة الطبقية والزمنية الجيولوجية للكائنات البحرية الـ(Trilobites) —أي مرحلة ما قبل 526 مليون سنة— عندئذ يمكننا ان نرمي نظرية التطور في القمامة. لغاية اليوم، لم يتمكن احد من تكذيب نظرية التطور، بل على العكس، كل اكتشافتنا تؤكد لنا أن نظرية التطور صائبة.

8. لقد تبين ان ادلة التطور البشري كانت خاطئة ومزورة.
==============================
جواب: يقوم بعض “المتحمسين من المتدينين” امثال هارون يحيى وغيره، بإنتقاء حالاتٍ تم إكتشافها على انها خدع؛ متناسين بنفس الوقت الكمية الهائلة من الأدلة الصائبة علمياً؛ ويظنون انهم إذا ما تمكنوا من الإمساك ببعض الأخطاء بأنه دليل ضعف في العلوم. وهذا عيبٌ كبيرٌ في كيفية فهمنا لطبيعة العلم، الذي يتطور ويتقدم عبر الأخطاء والنجاحات على حدٍ سواء. قدرة العلم على ان يبني تراكمياً على نبذ الأخطاء والمحافظة والبناء على النجاحات السابقة، هو ما يجعل العلم بحالة تطور وتقدم مستمر. إن ميزة تصحيح-الذات في العلم هي إحدى اهم نقاط قوته. خدعة مثل الـ( man Piltdown) واخطاء بريئة مثل الـ(Nebraska man, Calaveras man, Hespero-pithecus)) تم تصحيحها مع الوقت. إحدى طرائف الأمور أن هذه الأخطاء والخدع لم يكتشفها رجال الدين او المتدينين، انما العلماء والمختصون بنظرية التطور هم من يقيس ويفحص ويختبر، ويؤكد او ينفي صحة المعلومة؛ رجال الدين يقرأون مثل هذه الأخبار فيقفزون ويتقاطرون عبر شاشات التلفزة معلنين نصراً وهمياً بأن هذا الإكتشاف دليل قاطع على عدم صحة العلوم.

9. القانون الثاني من الديناميكية الحرارية (Thermodynamics) يثبت بأن التطور مستحيل.
=======================================
جواب: القانون الثاني من الديناميكية الحرارية يُطَبّق على الأنظمة المغلقة والمعزولة. بما أن الأرض تتلقى داخلاً ثابتا من الطاقة من الشمس—الذي هو نظام مفتوح متبدد (Open-dissipative system)— فالإنتروبيا (Entropy) —زيادة التبعثر والطاقة المتاحة— تتقلص والنظام او الترتيب المنظم يتزايد —لهذا السبب نتمكن من دراسة الأنماط من حولنا والتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، كدورة الكواكب ومرور المذنبات الخ؛ مع إن الشمس من خلال هذه العملية تخسر من طاقتها تدريجيا، فهي تعمل عمل المدفأة التي لها مخزون معين من الطاقة قبل ان تنتهي وتنطفئ، حينها نصل الى مرحلة الإنتروبيا العالية والتبعثر العالي، وحينها فقط تنعدم شروط الحياة على الأرض. لهذا السبب الأرض ليست نظاماً مغلقاً وبالتالي الحياة تتطور دون ان تتناقض مع قوانين الطبيعة. وما دامت الشمس تشتعل، ستبقى الحياة تتطور وسنبقى نصنع الفطائر في الأفران، وسنبقى نشغل المكيفات للتبريد، التي كلها امور نظرياً تتناقض مع القانون الثاني من الديناميكية الحرارية.


10. ليس لنظرية التطور قيم اخلاقية.

===================

جواب: ككائنات اجتماعية جداً لقد تطورنا مع حس عالي للأعمال والأشياء السيئة ولأخرى جيدة؛ وذلك لكون الجنس البشري يعتمد على التعاضد ويرفض الأنانية الزائدة والأعمال الطفيلية. وعلى نفس المنوال لقد تطورنا بمشاعر اخلاقية ترفض الكذب والخيانة والسرقة، لأنها اعمال تؤدي الى تحطيم اصر العلاقات فيما بيننا كبشر وبالتالي تؤدي الى انعدام الثقة والتفكك بين افراد المجتمع البشري، وبالتالي هذا امر يؤدي الى القضاء على الحياة، الأمر الذي يتنافى بالمطلق مع التطور. لهذا السبب اخلاق البشر بمنحى هي اخلاق تطورية تسعى الى المحافظة على الحياة وتطورها، وكل شيء يتنافى مع الحياة والحفاظ عليها سينبذ تلقائياً؛ ومن هنا الأهمية الغريزية التي نضعها على الصدق، والإحترام والتعاضد نحو الأهداف المشتركة؛ لأنها غريزياً اموراً تحافظ على الحياة وتطورها. ومن هنا إن مجتمعاتنا بنيت على هذه الأخلاق الغريزية، بغية التقدم والرقي ابداً عبر سلم التطور.