بالنظر حولنا يصبح من الصعب التهرب من حقيقة ان البشر مختلفون بمظهرهم, كم يبلغ طولنا وما هو لون شعرنا وما هو لون اعيننا. كما يمكن ملاحظة اننا نتشارك بصفات معينة بين افراد العائلة كالاخوة والاخوات والاباء والامهات والاعمام والاجداد. ولكن هل فكرنا يوما بعلاقة كل ذلك بجيناتنا؟

ولد بيل في 15 نوفمبر من عام 2001. جنسه تم تحديده من وراثته لجين واحد من والده وهذا الجين هو جزء من كروموسوم الذي يتألف من جينات كثيرة ويأتي بشكل ازواج.

للبشر 46 كروموسوم اي 23 زوج من الكروموسومات. غير ان زوجا واحدا يمكن ان يكون محددا لجنسنا. لبيل كروموسوم واي وكروموسوم اكس وكروموسوم الواي هو المسؤول عن تحديد جنسه. ورث بيل كروموسوم الواي من والده الذي ورث هو الاخر كروموسوم الواي من والده. ولكن لو حدث ان حصل بيل على كروموسوم الاكس من والده فسيكون بيل انثى حينئذ. هذا مثال على صفة جينية. بعض الصفات تأتي كمزيج من كلا الوالدين.

سارة ولدت في الثامن من يوليو في 2002. فصيلة الدم تحدد من جينات كلا الوالدين. حيث نحصل على نصف الجينات من الوالد ونصفها من الام. وفيما لو كان هناك توأم غير متماثل فسيحصل على تركيبة اخرى مختلفة من الجينات وبالتالي فسيكون مختلف الجنس ومختلف في فصيلة الدم لانه حصل على تركيبة اخرى. في الحقيقة ان اكثر صفاتنا تتأثر بالعديد من الجينات مثل تلك التي تتعلق بالوان شعرنا واعيننا. في بعض الاحيان تجتمع جينات عديدة لاعطاء صفة واحدة فقط. على سبيل المثال تأتي صفة الطول من تظافر ما يقارب المئة جين. مثال على احد هذه الجينات هو جين الـ Hmga2. بالاعتماد على امتلاكك لاي نوع من هذا الجين فقد يختلف طولك بما يقارب خمسي السنتمتر عن طولك الحالي. فكر بالمساهمات القليلة لهذه الجينات لترى الفروقات الكبيرة في اطوالنا فإذا امتلك اباءنا جينات معينة تساعد على ان نكون اكثر طولا فسنكون كذلك او قد نكون قصارا بحسب جيناتهم. اشياء مثل الطول لا يمكن ان تحدد بشئ اخر سوى الجينات التي تمتلكها.

وهنا سنكون في موازنة بين طبيعتنا وبين ما تنشئتنا فليست الجينات هي المسؤولة عن كل ما في اجسامنا بل ان هناك دور للتنشئة ايضا

توفر الجينات مفتاحا لان نكون طوالا غير ان هذا يحتاج تنشئة في بيئة نتغذى فيها بشكل جيد ايضا

ان فهم دور الجينات في ضوء التنشئة يساعدنا في فهم مسببات الكثير من الامراض