القهوة تبطيء التدهور الإدراكي عن طريق ضبط التوتر وحماية الخلايا العصبية من آثاره الضارة.

قد لا تدركون على الأرجح، أنه مع احتساء كل كوب من القهوة هناك جرعة صغيرة من الشباب، لكن بحدود المعقول بالتأكيد. أظهرت الأبحاث تأثير استهلاك هذا المشروب في إبطاء التدهور الإدراكي المرتبط بتقدم العمر وحتى في الحماية من بعض الأمراض العصبية كالزهايمر. اكتشف فريق لويزا لوبيز من جامعة لشبونة، و ديفيد بلوم، من انسيرم (nserm) إحدى الآليات المسؤولة : الكافيين الذي يضبط الاجهاد بصفة مدهشة، فضلاً عن دوره في حماية الخلايا العصبية من الآثار الضارة للإجهاد.

يعمل الكافيين بشكل خاص على التأثير على مستقبلات الخلايا العصبية (A2AR) فيمنعها من النشاط. أو عندما نتقدم بالسن، فان وفرة هذه المستقبلات و مستوى هرمونات الإجهاد في الدم (الهرمونات السكرية) (glucocorticoids) تتضاعف. ولكن هل الظاهرتين مرتبطتان؟ هل لهما دورٌ في التدهور الإدراكي؟

وهو ما افترضه الباحثون. ولاختبار ذلك التأثير قاموا بمعالجة الفئران جينيا لإنتاج كميات عالية من مستقبلات A2AR في مناطق الدماغ الخاصة بالذاكرة، يعني الحصين وقشرة الدماغ. وکما هو متوقع أدت غزارة هذه المستقبلات إلى زيادة تركيز الهرمونات السكرية. تفعيل مستقبلات A2AR يؤدي فعلا الى إفراز هرمونات التوتر من خلال شلالات جزيئية معقدة.

ولكن جرعات عالية جدا من هذه الهرمونات، تكون سامة بالنسبة للخلايا العصبية.

النتيجة : اجهدت الفئران لتذكر الأماكن التي زاروها في المتاهة. فالافراط في إنتاج المستقبلات سيؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة. وقد يكون هذا أحد الآليات التي تفسر التدهور الإدراكي أثناء الشيخوخة. تعرف هذه المستقبلات ارتفاعا بشكل خاص لدى مرضى الزهايمر وهذا ما يساهم في الاضطرابات.

عند منع نشاط هذه المستقبلات، يمنع الكافيين نظام ضبط الاجهاد من فقدان السيطرة ويحمي الخلايا العصبية. وقد اظهرت  دراسات أخرى أن للكافيين تأثيرا ايجابيا على الأمراض المرتبطة بالإجهاد كالاكتئاب.

المصدر:

Guillaume Jacquemont, “Café : le secret d’un élixir de jouvence”, pourlascience.fr, 04/10/2016

تدقيق: Wided Zribi