اذا كنت ممن يستمتعون بطقطقة أصابعهم فقد وجدت صديقًا جيدًا، انا. ومع ذلك فلا بد أنك قد سمعت بأن تمددات اليد المهدئة الوجيزة هذه تأتي مع زيادة خطر الاصابة بالتهابات المفاصل على المدى البعيد. ولحسن الحظ أن ذلك ليس صحيحًا.

إن الصوت الناتج من إفلات المفصل للمفصل السلامي والمعروف بفرقعة الأصابع ناتج عن انفجار فقاعات الغاز الموجودة في سائلنا الزليلي. يمكنك اعتبار السائل الزليلي بمثابة زيت المحركات في أجسادنا، فغرض وجوده في المفاصل هو تقليل الاحتكاك بين الغضاريف أثناء الحركة. عندما نمدد أصابعنا فإننا نزيد المسافة في المفصل بشكلٍ طفيف مما يغير الضغط المسلط على فقاعات الغاز في السائل الزليلي مسببًا احيانًا انفجارها وتفرقعها مما يولد صوتًا ذي طابع أشبه بالطقطقة. تستغرق الفقاعات هذه وقتًا لتعيد التشكل مرة اخرى، ولذا فإنك لا تستطيع أن تفرقع نفس المفصل بشكلٍ متكرر.

اختبرت قليل من الدراسات العلاقة بين فرقعة الأصابع ومرض التهاب المفاصل، أكثرها إبهارًا قيام الطبيب دونالد ل. انغر بفرقعة يده اليسرى فقط لأكثر من خمسين سنة ولمرتين في اليوم على الأقل. وبعد خمسة عقود، تم فحص كلتا يديه ولم تظهر أي منهما علامات على التهاب المفاصل.

وفي دراسة نُشرت عام 1975 اُستعلم فيها (28) مريضًا مسنًا ممن استذكروا بوضوح عاداتهم في فرقعة الأصابع من عدمها، وفُحصت أيديهم تحت الأشعة السينية. ولم تكتشف أي علاقة بين فرقعة الأصابع وإلتهاب المفاصل. دراسة أَخرى نشرت عام 1990 أجرى فيها اختبار (300) مريض اعمارهم اكبر من (45 سنة) لكشف مؤشرات إلتهاب الأعصاب وعاداتهم في فرقعة الأصابع. وبالمثل توصلت الدراسة لعدم وجود ربط بين فرقعة الأصابع والتهاب المفاصل.

ولذا، لا تتردد في الاستمرار فرقعة أصابعك اذا كنتَ تستمع بذلك.

من مقال:

Ada McVean, The Facts and Fiction of Physiological Phenomena: Volume II

تم نشر المقال في العدد 60 من مجلة العلوم الحقيقية وراجعته لغويا ريام عيسى