مخدر سكوبولامين . يقال بأنه العقار الأخطر حيث يستعمله المجرمين لمسح ذاكرتك وجعلك غير قادر  على ممارسة ارادتك. يدعى هذا المصل “سكوبولامين” ويعرف ايضا ب (نفس الشيطان) حيث أنه مشتق من نوع مألوف من الأشجار في كولومبيا يدعى  بأشجار (Borrachero) والتي تعني (أحصل على مشروبك) وتنمو بريا في بوغاتو، كولومبيا. وتعد الاشجار التي تنتج مخدر سكوبولامين طبيعياً من الأشجار المعروفة جدا في المناطق الريفية، حيث تحذر الامهات اطفالهم من النوم تحت زهورها البيضاء والصفراء الماكرة. يقول الاخصائي الاحيائي غوستافو موراليس مازحا لوكالة رويترز : “ربما يجب علينا وضع سور خاص حولها “حيث  شُوهد اطفال يلهون مع بذور هذه الاشجار  في كل مكان.

زهور مخدر سكوبولامين

زهور مخدر سكوبولامين

يستخدم المصل لوحده لأستحضار الأحلام المزعجة او الكوابيس، ولكن عند استخلاصه الى مسحوق عديم اللون والطعم  والرائحة يكون تاثيره أكبر حيث أن المجرمون يذيبون المسحوق في سائل او يضعوه في المشروبات او يدسوه في الطعام وبذلك يصبح الضحايا سريعي الانقياد، لدرجة انهم يساعدون اللصوص في سرقة منازلهم  وحساباتهم المصرفية.  وكذلك النساء حيث يتم تخديرهم بالمصل عدة ايام ويغتصبون من قبل العصابات او يستاجرون لأغراض أخرى.

هذه القصص وغيرها جعلت مراسل (VICE)  الصحفي (Ryan-Duffy)  متشوق جدا للسفر الى بوغاتو، كولومبيا. يقول ريان: “لدي رؤية غير واضحة عن السكوبولامين، لكن فكرة أن هناك مصل يمكنه مسح الذاكرة وجعلك عاجز أن تكون حر الارادة هو ما اثار فضولي ودفعني الى السفر هناك”.

يقول دوفي: “كان هدفي الرئيسي هو أن اجرب المصل على نفسي لمعرفة التاثير الحقيقي له، لكن ذلك الهدف تغير تماما في الوقت الذي وصلت فيه وخصوصا بعد بضعة ايام، حيث تغيرت الاشياء بصورة درماتيكية لدرجة  اننا تجردنا بسرعة  من عناصر المزاح والطرافة” . دوفي وزملائه في بادئ الامر لم يستطيعوا الانتظار  لحزم اغراضهم والذهاب الى كولومبيا ققد كانوا متشوقين جدا للسفر حيث مخدر سكوبولامين.

اضاف ريان دوفي: “بعد مقابلتي لشخصين فقط ذا تجربة مباشرة مع المصل  بدأ الامر ياخذ منعطف آخر اسوء بكثير مما كنا نتصور , ومزحة السكوبولامين التي تخيلتها لجذب زملائي بدت لي أكبر من البساطة والتفاهة التي توقعتها “.

وأنه بدلا من ذلك جاء بقصة  تعتبر دليل جديد حيث يقول: “هذه القصة والأشخاص الذين اخبرونا بها , فعلا يستحقا الإنصات”.

مخدر سكوبولامين العقار الأخطر عالميا

لايمكن لقصة ان تسمع بلا سارد. وهذه القصة والأشخاص نالا اهمية كبيرة جدا من خلال الفيلم الوثائقي ذي الخمس والثلاثين دقيقة والذي يحمل عنوان “العقار الأخطر عالميا” , وبعد نزول هذا التقرير على موقع اليوتيوب في الساعة الثامنة من مساء الاحد، كان قد حصل على 996 تعليق من بينها:

(لن أذهب ابدا الى كولومبيا)، (يبدو هذا الفيديو كمزحة)،

(قرات في مكان ما بانه يستخدمون هذا المصل لداء يدعى داء السفر حول العالم! ما هذا الهراء!!)

كتب الراحل الدكتور (Stephen) عالم  الطب النفسي الشرعي المعروف على الصعيد الوطني ورائد  للبحوث المتعلقة بثقافة المخدرات في سان فرانسيسكو:”أبعد ما يكون عن مزحة، هناك تقارير عن تاريخ الاغتصاب والسرقات والاختطاف وغيرها من الجرائم في الولايات المتحدة وكندا قد نسبت إلى (Burundanga) وهو نموذج قوي وفعال من مخدر سكوبولامين والذي تم استخدامه منذ عقود في كولومبيا كسلاح، والمجرمين الذين يستغلون السياح. ”

واضاف بانه ذكرت “صحيفة وول ستريت جورنال” في عام 1995: ” أن استخدام (Burundanga)  تزايد بسرعة  لكونه الأسلوب المفضل للاعتداء من جانب المهاجرين الكولومبيين والعصابات الإجرامية في الولايات المتحدة والذين يستخدمونه الأن ايضا لكونه النوع الاكثر انتشارا.

وفي سيناريو واحد مشترك، سوف ُيدعى الضحية لشرب الصودا أو المشروب ثم بعد ذلك  يستيقظ ليجد نفسه في مكان بعيد نوعا ما ، مترنح بعض الشيء وغير قادر على تذكر ماحدث. وسرعان ما يكتشف الناس أنهم  قاموا  مثلا بتسليم مجوهراتهم او نقودهم  او مفاتيح سيارتهم وفي بعض الأحيان يقومون  بسحب المال من حساباتهم المصرفية  لصالح مهاجميهم.

يقول ميل من نابولي، فلوريدا  لصحيفة  ديلي ميل: “هذا هو ما حدث  لعمتي الكبرى، امرأة  في أواخر الستينيات من عمرها  في ميديلين. حيث قام شخص بتخديرها عن طريق رش مسحوق معين على وجهها وأخذها إلى البنك الدولي حيث  أفرغت له حسابها المصرفي عن طيب خاطر  وبملء أرادتها  وعندما خرجت  لم  تستطيع أن تتذكر ذلك  الشخص”.

قد يكون هذا هو السبب وراء  التحذير الذي  أصدرته “وزارة الخارجية الأمريكية”  في السنوات الاخيرة، والذي تحث فيه  المسافرين إلى الحذر من المجرمين في كولومبيا  لأستخدامهم مخدرات تسبب الشلل المؤقت.

وفي بوغاتو وكالي يُعطى (Burundanga) الى الُسياح على هيئة علكة او قطعة من الشوكولاتة او مشروب او مسحوق منثور كالغبار على قطعة من الورق. ويقال أن الجرعات الصغيرة من (Burundanga)  تسبب السلوك “المنقاد”، في حين الجرعات الأكبر على ما يبدو تسبب فقدان الوعي متبوعاً بفقدان كامل للذاكرة  اي (عدم القدرة على تذكر الأحداث الأخيرة).

لذلك فأن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الدولية الكندية تنصح دائما بعدم السفر الى معظم المناطق الريفية في كولومبيا. اما الحكومة الكندية فانها تحذر مواطنيها في حال كون السفر الى كولومبيا بتجنب الذهاب الى الحانات لوحدهم، وتنصح ايضا بعدم ترك شرابهم او طعامهم الخاص غير مراقب.

وهناك العديد من الأدوية المستخدمة بما في ذلك مخدر سكوبولامين لجعل المسافرين عاجزين لغرض سرقتهم  حيث  يستطيع المخدر أن يدخل جسم الضحية  عن طريق الرذاذ في الهواء الجوي او السجائر او العلكة أو على شكل مسحوق. والطريقة التقليدية لاستخدامه تتم عن طريق شخص معين يخفي المخدرات في قطعة من الورق  حيث يقترب من احد المسافرين ليسأله عن الاتجاهات مثلا ومن ثم يقوم بنفخ الورقة في وجهه. لذا يجب توخي الحذر الشديد، حيث يمكن أن يسبب سكوبولامين فقدان الوعي لفترات طويلة ومشاكل صحية خطيرة.

ما زال بعض الاشخاص يعتقدون ان هذا الفيلم الوثائقي و مثل هذه التحذيرات تظهر الظلم تجاه كولومبيا والكولومبيين. حيث قال احد الكولومبيين بخصوص الفلم الوثائقي على موقع اليوتيوب:

“انه لمن المحزن ان يُنظر الى الكولومبيين على انهم تجار و متعاطي مخدرات، لدى كولومبيا اشخاص جيدين وبالطبع لدينا مشاكل مثل اي بلد اخر. ونحن نتطلع ان نوجد حلول لها، واثارة الخوف لدى الناس تجاه كولومبيا هو شئء مثير للشفقة. كولومبيا مكاناً رائعا للعيش، والسياحة.”

ليس فقط الولايات المتحدة الامريكية  وكندا إصدارا تحذيرات على مواقع الإنترنت، بل ايضا وزارة شؤون الخارجية في كولومبيا حذرت جميع “المهتمين في السفر الى كولومبيا ” بأن يكونوا حذرين من مخدر سكوبولامين والذي يشيع اسم “burundanga” عليه وبالاخص عندما يخلط مع الشراب او السيجارة او يٌستنشق (عن طريق مسحوق يخفيه رجل  بورقة صغيرة و يتظاهر بالسؤال عن الاتجاهات)، واكدت وزارة شؤون الخارجية الكولومبية  بـأن هذا المصل  بكل صوره يفقد الوعي على الاطلاق. واشارت ايضا بان  هذه المادة تستخدم للسرقات وعمليات الاختطاف في الحانات المحلية. وكما جاء في الوثائقي، فأن اعلى معدلات الاختطاف في العالم توجد في كولومبيا.

يبدون وكأنهم اطفال:

قضى دوفي جزء من سفرته الى كولومبيا في إجراء مقابلات مع أولئك الذين يتعاملون بالمخدرات او وقعوا ضحية لها.

(Demencia Black) واحد من تجار المخدرات في بوغاتو عاصمة كولومبيا. كما ذكرت صحيفة ديلي ميل على لسان بلاك:” أن غرام واحد من مخدر سكوبولامين يعادل غرام من الكوكايين، لكن تأثيره أسوأ من الجمرة الخبيثة”.

ويضيف بلاك: “أن ما يجعل هذا المصل شيء مرعب هو سهولة استخدامه ضد الضحية، حيث يمكن للمجرم ان يرش مسحوق مخدر السكوبولامين في وجه الضحية وخلال دقائق سيصبح الشخص تحت تأثير المخدر”.

اما المومسات فيمارسن طريقة مختلفة لاستخدام المصل. حيث يقمن برش مسحوقه على اجسادهن ويقمن بأستدراج الضحية بهذه الطريقة، كما ذكرت وكالة رويترز حادثة تنطوي على ثلاث نساء قمن بالاعتداء على ثلاث شباب وقعوا ضحية لهن بنفس الطريقة أعلاه. وتحت تأثير هذه المادة يصبح الرجال تحت سيطرتهن حيث يقوموا بكشف رموز بطاقاتهم الائتمانية لهن وبسهولة ثم يقمن باحتجاز الرجال كرهائن لغاية استنزاف جميع أموالهم.

ويكمل بلاك قائلاً: “يمكنك توجيه الضحايا أينما تريد حيث يبدون وكأنهم أطفال.” ويضيف: “أن هذا الدواء يدخل الأشخاص في غيبوبة ويمنع الذكريات من التشكل وحتى عندما يتلاشى مفعول المصل فأنهم يفشلون بتذكر ما حدث”.

عقلك تحت تأثير مخدر سكوبولامين

كيف يحدث هذا؟ كيف يمكن لمصل ان يجعل شخص ما ليس فقط فاقد للذاكرة، بل أيضا غير قادر على ان يكون حر الإرادة؟.

تتشكل الذكريات في الدماغ عن طريق انزيم يدعى (acetylcholine)، حيث عند دخول مادة  السكوبولامين الى بطانة الدماغ تحصل منافسة ما بينه وبين انزيم تكوين الذكريات  حيث يتغلب على الانزيم ويمنع مستقبلاته من العمل في الدماغ  وبذلك تفشل الية تكوين القفل والمفتاح. أن هذه الالية جدا مهمة في عملية تكوين الذكريات حيث يمثل (مستقبل الاستيل كولين) القفل و(انزيم الاستيل كولين الكيميائي) يمثل المفتاح.

ان ما نتذكره يمر بثلاث مراحل رئيسية:

مرحلة تكوين الذاكرة (التشفير) ومرحلة تكوين الذاكرة طويلة الآمد (التثبيت والخزن) ثم مرحلة التذكر (الأسترجاع).حيث يقوم مصل السكوبولامين بمنع حدوث المرحلة الاولى وهي (تشفير الذاكرة) والتي تحصل في مكان حساس جدا من المخ يسمى (الحُصين)،  وبمعنى اخر  فأن “المعلومات لاتُخزن ابدأ في المكان الاول  المخصص  لها”.

لذلك يمكنك فهم لماذا يعتبر مصل السكوبولامين متداول جدا عند المجرمين مثل المغتصبين واللصوص، وبنفس الوقت فأن ما يجعله متداول ومألوف لدى المجرمين يجعله مزعج ومثير للقلق لدى السلطات. وعلى حد قول وكالة رويترز فأن السكوبولامين الذي يمنع وصول المعلومات الى الذاكرة  خلافا لمعظم المخدرات المستخدمة لاغراض الاختطاف او الاغتصاب والمستعملة في الولايات المتحدة او اماكن اخرى، حيث عادةً يصعب على الضحايا تذكر ماحدث  او تحديد هوية المعتدين عليهم.

يقول الدكتور كاميلو اوريبي الخبير الرائد  في الادوية والمخدرات: “عندما يكون شخص ما تحت تأثير التنويم المغناطيسي لعقار مخدر مثل (المستخدم في امريكا لاغراض الاختطاف او غيرها) فأنه على الاغلب يتذكر ما قد حدث. إما  مع السكوبولامين، فهذا غير ممكن لأن الذاكرة لم تسجل شي  أبدا “.

الإرادة

عدم القدرة على رد العدوان الخارجي او مايسمى “السلوك المنقاد”، يرتبط  على الأرجح مع جزء في الدماغ يسمى (Amygdala).

تقول “Jean Browman”في حديث قصير لها على موقع (Flickr)  تحت عنوان  (“Amygdala” لوزتنا الداخلية): ” أن “Amygdala” (اسم مشتق من كلمة يونانية وتعني لوزة) هي عبارة عن قطعتين  تشبهان شكل اللوزة، وتحتوي الواحدة منهم على مجموعات من النوى المسؤولة عن رد فعل المقاومة او الهروب . ويوجد  لوزتين عند كل شخص، واحدة على كل جانب من الدماغ . حيث ان  واحدة من الامور التي تقوم بها اللوزة  هو إيقاف الجزء المسؤول عن التفكير في الدماغ حتى يمكننا من اتخاذ إجراءات فورية في حالات الطوارئ. وفي حالات كهذه فانها تنقذ حياتنا  “.

كما ذكرت صحيفة “Wired UK ” في العام الماضي، “يمكننا القول أن المجرمين وعالم الأجرام قد عثروا عن غير قصد على واحدة من أعظم اكتشافات علم الأعصاب في القرن الحادي والعشرين.”

على الرغم من أن هذا الاكتشاف لم يكن مقصوداً،  يمكننا القول بأن السكوبولامين قبل ان يكون مستخدم من قبل المجرمين فانه كان قد أُستخدم عليهم  مسبقاً.

مخدر سكوبولامين ونوم الشفق

في بداية القرن العشرين، بدأ الأطباء استخدام سكوبولامين، جنبا إلى جنب مع المورفين والكلوروفورم لاحداث حالة “نوم الشفق” خلال الولادة. وتحت تاثير هذا التركيب الدوائي فأن النساء تعاني اقل من الم الولادة، ويظهر على النساء، النعاس والارتباك والهلوسة وفقدان الذاكرة بعد انتهاء تاثير الدواء. حيث تستيقظ الأمهات بعد الولادة، لا تتذكر ما حدث.

ولكن في عام 1916 لاحظ الطبيب (Robert House)  من ريف تكساس، أن للمصل  تأثير غير عادي: على الرغم من كون الامهات الجدد غير قادرات على تذكر ما حدث أثناء الولادة، لكنهن يجبن على الأسئلة بدقة وصراحة عالية.

كان هاوس قد طلب ميزان من زوج احدى النساء اللاتي ولدن مؤخرا لغرض وزن الطفل المولود، وعندما تعذر على الزوج ايجاد الميزان، اجابت زوجته وكانت لاتزال شبه فاقدة للوعي: “أنه في المطبخ خلف الصورة معلق على مسمار”.

أستنتج هاوس: ” بدون استثناء،يجيب المريض بالحقيقه دائما. حيث ان الطابع الفريد للنتائج التي تم الحصول عليها من عدد كبير من الحالات التي اجريت البحوث عليها  كانت كافية لتثبت لي أنه بأمكاني جعل أي شخص يقول الحقيقة بشأن أي مسألة”. راجع مقال العلوم الحقيقية حول استخدام السكوبولامين كمصل للحقيقية منشور في موقع وكالة المخابرات المركزية الامريكية.

دخول السكوبولامين وكالة المخابرات الأمريكية

بسبب الآثار المتبقية في الأطفال حديثي الولادة  تم التخلي عن هذا المصل في منتصف الستينيات،.ولكن قبل أن تم التخلي عنه، لفت نظر وكالة المخابرات الأمريكية (CIA).

وفقاً لموقع وكالة المخابرات الأمريكية المركزية في عام 1922، فقد تبين لهاوس أن تقنية مماثلة قد تم استخدامها في التحقيق مع اشخاص مشتبه بهم. حيث نسق هاوس لمقابلة اثنين من المدانين من سجن مقاطعة دالاس ليكونوا تحت تاثير سكوبولامين كتطوع منهم للأختبار واثبات براءتهم للسلطات في نفس الوقت، وبالفعل فقد اثبتت براءتهم بوضوح.

تحت تاثير المخدر، نفى  كلا الرجلين الاتهامات التي قد احتجزوا على اثرها. وكلاهما قيد التحقيق تبين انهم غير مذنبين. أكد أحد السجناء بعد ذلك: “بعد استعادتي  للوعي بدأت ادرك أنه  في بعض الأحيان خلال التجربة  كنت ارغب في الاجابة على أي سؤال استطيع سماعه، وكنت ايضا عندما اُسئل اركز على الوقائع الحقيقية للإجابة وأود أن أتكلم طواعية، دون أرادتي لأختلاق اجابة”.

تقول وكالة الأستخبارات المركزية: معلقة بحماسة على هذا النجاح، أستنتج هاوس  إلى أن المريض تحت تأثير السكوبولامين “لا يمكنه أختلاق كذبة ” لأن المصل” سوف يضغط على المخ لدرجة تحطيم أي نشاط يؤدي الى التفكير.

جذبت تجربة وأستنتاج هاوس اهتمام واسع، وهكذا انطلقت فكرة “مصل الحقيقة” .

مخدر سكوبولامين والأستجواب:  “مصل الحقيقة”

يعتقد ان مصطلح “مصل الحقيقة ” ظهر للمرة الاولى عام 1992 في تقرير للأخبار  يعود لمحطة لوس انجلوس ويتكلم عن تجربة هاوس.

ماتم العثور عليه عند الأطفال الرٌضع الذين وُلدوا وأمهاتهم في ظاهرة نوم الشفق، هو نفس ما وجد عند المجرمين خلال فترة  الإستجواب. حيث فاقت الأثار الجانبية للمصل على فوائده.

وفقاً لوكالة الأستخبارات الأمريكية: تم أستبعاد مصل الحقيقة بسبب اثاره الجانبية غير المرغوب بها. ومن اكثر الاثار الجانبية الغير مرغوب بها هي الهلوسة و أضطراب الادراك  والنعاس  واثار فسيولوجية اخرى مثل صداع الراس وخفقان القلب وتغميم الرؤية. حيث أن  جميع هذه الاثار الجانبية تصرف أنتباه الشخص عن الموضوع المحوري للأستجواب.

علاوة على ذلك فأن الأثار الجسدية الجانبية تبقى لفترة اطول من الأثار الجانبية النفسية. حيث اشارت وكالة الأستخبارات الأمريكية بأن نسبة قليلة فقط من حالات الأستجواب التي يستعمل فيها مصل الحقيقه قد اٌعلن عنها، على الرغم من وجود دلائل تشير الى أن بعض قوات الآمن ربما مازالت تستعمل المصل الى حدً ما.

يقول أحد رجال الامن بأن  مصل الحقيقة احيانا يفقد مفعوله  في انتزاع الاعترافات من المشتبه بهم، وخصوصا اولئك الذين يتم اخبارهم مسبقاً بأنهم سوف يفقدون وعيهم بأستخدام هيدرات الكلورال الذي يدس لهم بسرية في القهوة او مياه الشرب.

لماذا يعتبر مخدر سكوبولامين مشكلة متفاقمة في كولومبيا

وفقا لوكالة الأستخبارات الأمريكية  فأن بعض المحللين يلقون بالمسؤولية الى ما يسمى بثقافة الجريمة في شعب الأنديز الذي يضم (امريكا الجنوبية و بوليفيا و كولومبيا والأكوادور و بيرو)  حيث الموطن الأكبر للخاطفين ومصانع الكوكايين، ناهيك عن الموطن  الأكبر لحرب العصابات في امريكا اللاتينية.وهذا مخالف تماماً لراي فتاة مومس تتعامل بالسكوبولامين حيث تقول بأن ايذاء الناس هو كل مايقوم عليه استخدام هذا المصل.

وتضيف الفتاة بأن هذا العقار رخيص وصافي الربح وهو مصدر لعيش طبقة من الناس خصوصا اولئك الذين قد تم إيذائهم به مسبقاً. وفي لحظة ما خلال حديثها  تلاشت نبرة الشجاعة والتبجح التي كانت تتكلم بها وخصوصا عندما وصفت بأن السكوبولامين هو الطريقة الوحيدة التي تستخدمها للعيش. حيث تقول بانها تعلمت هذا الاسلوب عندما كانت تعيش في الشارع للحفاظ على بقاءها على قيد الحياة بينما كانت طفلة، واضافت، الحياة التي تعيشها الان وايذائها في الماضي يجعلاها تشعر بأنها شخص لاقيمةَ له.

حيث ان الاشخاص الذين يشعرون بأن لاقيمة لحياتهم لانهم لم يقابلوا اشخاص يحملون لهم اهمية ،سوف يظهرون ذلك على الاخرين ويشعرون بأن لاقيمة لهم ايضا. واكدت الفتاة على هذه الفكرة عندما قالت: ” بما أن حياتي بلا أهمية، فلا يهم ما افعل ”

واضافت والدموع تهمر عيناها: ” لم اكن اريد ولم اكن اتوقع حياتي أفعل ما أفعله الان “.

 

ترجمة: نورس حسن

ملاحظة: المقال تعريفي ويتضمن التعريف وصفاً من اشخاص جربوا المخدر او استخدموه او مصادر صحفية مطلعة بالاضافة الى اراء الجهات المختصة ولا يُعتد بجميع ما في المقال كمصدر علمي.

المصدر: http://www.digitaljournal.com/article/324779