كم منا قد جرب الشعور بالسقوط من مكان مرتفع عند بدء الدخول في النوم والإستيقاظ بعد ذلك على وقع اهتزاز جسمك لتجد نفسك
ترقد في فراشك وكل ما حوله ساكن …

لابد أن الجميع قد مر بهذه التجربة وتساءل حينها .. ماذا حدث لي خلال النوم وهل كنت أحلم أم أن هناك أمراً غير طبيعي حدث في جسمي وسبب لي ذلك الإحساس ؟!

هذه ظاهرة معروفة لدى المختصين في طب النوم وتعرف بإهتزازات بداية النوم (Hypnic jerks) وهي عبارة عن انتفاضة لا إرادية تحدث عند الانتقال من اليقظة إلى النوم ويشعر خلالها الشخص بأنه سقط ويصاحبها حركة مفاجئة في الجسم قد يشعر بها الشخص الذي يشارك المصاب في السرير ..

وهذه الحركة لا تحدث في مرحلة الأحلام ولكن تحدث عند الانتقال من الاستيقاظ
إلى المرحلة الأولى من النوم وهي المرحلة الانتقالية التي يمر بها النائم قبل التقدم
إلى مراحل النوم المتقدمة وهي مرحلة بين النوم واليقظة .
وتسبب الاهتزازات التي تصاحب الشعور بالسقوط الاستيقاظ من النوم مصحوباً بشعور من الفزع اللحظي يدرك بعده الشخص انه ربما كان يحلم.

وعادة لا يجد الشخص صعوبة في العودة مرة أخرى للنوم.

أسباب الظاهرة .. :

وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم فإن هناك مجموعة كبيرة من الأسباب المحتملة، بما في ذلك : القلق ، والكافيين، والإجهاد ، والأنشطة المرهقة في المساء. هذا الإحساس الغريب وهو السقوط و شد العضلات يعرف بالنفضة التنويمية أو “النفضة النومية”. إن ما يقرب من 70 بالمائة من جميع الناس تحدث لهم هذه الظاهرة مباشرة بعد النوم، وذلك وفقا لدراسة حديثة في مايو كلينيك .

يتفق معظم الخبراء على أن هذا الأمر هو جزء طبيعي من عملية النوم، يشبه إلى حد كبير بطئ التنفس وانخفاض نبضات القلب أثناء النوم. هذه الظاهرة معروفة وموثقة بشكل جيد . ومع ذلك، لا يزال الخبراء غير متأكدين تماما لماذا يفعل الجسم ذلك. تتفق أراء الباحثين على أن السبب هو أن العضلات تبدأ في الاسترخاء والانتقال إلى حالة مريحة مما يعني الدخول في النوم، فيدرك الدماغ إشارات الاسترخاء ويسيء تفسيرها على أنها مؤشرات سقوط. فيبدأ الدماغ بإرسال إشارات إلى عضلات الساق والذراع في محاولة لاستعادة التوازن. هذا التفسير الخاطئ الذي يحدث في الدماغ قد يكون مسئولاً أيضا عن أحلام “السقوط” والتي يرافقها الإحساس بالسقوط. هذه “الأحلام” ليست أحلام طبيعية تماما، كما أنها لا تنتج من مرحلة حركة العين السريعة للنوم REM sleep، بل هي بالأحرى تشبه أحلام اليقظة أو الهلوسة وذلك رداً على أحاسيس الجسم .

وبما أن هذه الظاهرة تحدث لمعظم الناس، فقد بدأت الدراسات في الآونة الأخيرة بربط بعض حالات “النفضات النومية” بالنوم في حالة قلق، وتعب، وعدم راحة. الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في النوم، أولا يمكنهم الحصول على الراحة في سرير ما يواجهون هذا الإحساس في أغلب الأحيان طوال الليل. وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يحاولون محاربة النوم أو حرموا أنفسهم من النوم لأكثر من 24 ساعة.

يعتقد الباحثون أن قلة النوم أو النوم بقلق أو الحرمان من النوم يُربك العضلات والدماغ.

فالعضلات تحاول باستمرار الاسترخاء والتوقف للراحة، في حين أن الدماغ يبقى مستيقظاً مرسلاً باستمرار “تفسيرات خاطئة” للسقوط أو فقدان التوازن.

يواصل العلماء والباحثون دراسة انتفاضة النوم أو اهتزاز النوم بإمكانيات بسيطة، ولكنهم يصرحون بأن هذا الإحساس هو أمر طبيعي تماماً بالنسبة لأجسامنا وله أهمية طبية إلى حد ما. حيث تمر أجسامنا بالعديد من عمليات التوقف والتحضير لفترة طويلة من الراحة. وتعد “النفضة النومية” هي فقط إحداها. ولا يظهر أنها تسبب ضرراً على الجسم، ولا تشكل أي خطر على سلامته.

النفضات النومية يمكن أن تحدث لأي شخص. هذه النفضات أو اهتزازات بداية النوم تحدث عادة في بداية النوم بدلا من نهايته. ومن خلال دراسة للصرع والعناية المركزة، فإن عدم وجود زيادة تفريغ سابق قياساً على وحدة مراقبة الصرع، بجانب وجودها فقط مع بدايات النوم، قد ساعد على التفريق بين النفضات النومية وبين نوبات الصرع العضلية.

—–
المصادر :
http://en.wikipedia.org/wiki/Hypnic_jerk

http://www.wisegeek.com/what-is-a-hypnic-jerk.htm
—–