بقلم: ويليام هارمس
ترجمة : آلاء محمد
مراجعة:أثير فيصل حميد
تصميم بوستر: محمد الأسدي

اكسبريس الطبية – هناك منطقة تقع في عمق الدماغ تسيطر على سرعة اتخاذ القرارات عندما يتعلق الأمر بالحب, حسب البحث الجديد في جامعة شيكاغو.

عن طريق فحص رجل بعمر الثامنة والأربعين عانى من جلطة دماغية, وفر الاكتشاف أول دليل سريري على إن هناك منطقة في الدماغ تدعى العزل الامامي. و نقول الباحثة الرئيسية للدراسة عالمة الاعصاب في جامعة شيكاغو ستيفاني كاشيوبو: “إن هذه المنطقة تلعب دور محوري في الحب.”

في ورقة بحثية سابقة, عرفت العالمة ستيفاني وزملائها الحب بأنه “حالة إرادية لشوق شديد [وطويل الامد] للقاء الاخر, بينما الشهوة أو الرغبة الجنسية تتمثل بحالة إرادية لهدف ممتع قصير الأمد.”

في هذه الدراسة, اتخذ المريض قرارات عن الشهوة بصورة اعتيادية لكنه أظهر تفاعل ابطأ عند اتخاذ قرارات عن الحب, بالتناقض مع مشاركين مثاليين عصبياً من نفس العمر، والجنس، والعرق. الاكتشاف تم تقديمه في ورقة بحثية تحت عنوان “العجز في انتقائية اتخاذ القرارات في الحب بعد الضرر في منطقة العزل الامامية,” وقد نشر في مجلة “الاتجاهات المعاصرة في علم الاعصاب” (Current Trends in Neurology).

“إن هذا التمايز قد تم تفسيره ليعني ان الرغبة هي تمثيل ملموس نسبياً للتجارب الحسية, بينما الحب هو تمثيل أكثر تجريدية لتلك التجارب,” هذا ما قالته كاشيوبو, باحثة مشاركة واستاذة مساعدة في علم النفس. المعلومات الجديدة تشير الى ان العزل الخلفي, والذي يؤثر على الاحساس والتحكم الحركي, يتدخل في مشاعر الشهوة والرغبة, بينما العزل الامامي له دور في التمثيل الاكثر تجريدية المشارك في الحب.

في الورقة البحثية السابقة, “الاسس العصبية المشتركة بين الرغبة الجنسية والحب: تحليل كثافة النواة متعدد المستويات للرنين المغناطيسي الوظيفي”, قامن كاشيوبو وزملائها بفحص عدد من الدراسات للمسح الدماغي التي تبحث في الاختلافات بين الحب والشهوة.

بينت الدراسات باستمرار ان بقعة او منطقة العزل الامامي في الدماغ مرتبطة بالحب, والعزل الخلفي مرتبط مع الشهوة. على اية حال, كما في جميع دراسات الرنين المغناطيسي الوظيفي, كانت الاكتشافات ارتباطية.

وأضافت “ونحن عللنا انه اذا كانت منطقة العزل الامامي هي منطقة استجابة الحب, فقد نجد دلائل لذلك في المسح الدماغي لشخص متضرر عزله الامامي,”

في الدراسة, فحص الباحثون ذكراً مغايراً (heterosexual) [المترجم: اشخاص ينجذبون للجنس المغاير اي ليسوا مثليين] بعمر الثامنة والأربعين من الارجنتين, والذي قد عانى من جلطة دماغية الحقت الضرر في وظيفة منطقة العزل الامامي لديه. وقد تم مطابقته مع مجموعة سيطرة مكونة من 7 ذكور ارجنتينيين مغايرين بنفس العمر واصحاء.

عرضت على المريض ومجموعة السيطرة [المترجم: الاصحاء] 40 صورة بترتيب عشوائي لشابات جذابات يرتدين فساتين جذابة, قصيرة وطويلة, ثم سُئلوا فيما اذا كانت تلك النساء تمثل مواضيع رغبة جنسية أم حب. المريض ذو منطقة العزل الامامي المتضررة اظهر استجابة ابطأ بكثير عندما سُئل اذا ما كانت النساء في الصور تمثل موضوعاً للحب.

“العمل الحالي يجعل من الممكن فصل الحب عن الدوافع الحيوية الاخرى,” هذا ما دونه المؤلفين. هذه الدراسات من الممكن أن تساعد الباحثين على فحص مشاعر الحب من خلال دراسة الفعاليات العصبية بدلا من الاستبيانات الشخصية.

المصدر:

http://medicalxpress.com/news/2014-02-brain-sweet-neurological-patient.html