تصوير الدماغ المغناطيسي MEG (ميغناتوانسفلوغرافي) (Magnetoencephalography) اجراء غير منتشر تماما يستخدم مصفوفة من اجهزة الاستشعار عالية الحساسية للكشف عن المجال المغناطيسي المصاحب للنشاط الكهربائي في العقل و تسجيله. عادةً ما يختصر بـ (MEG). هناك عدة استخدامات للـ MEG، بضمنها تحديد وظائف اجزاء الدماغ المختلفة و العثور على موقع نشاط الصرع.

مؤشرات لمسح تصوير الدماغ المغنا طيسي

الصرع هو اضطراب مزمن وشائع في الجهاز العصبي يتميز بنوبات متكررة غير مُبَررة. تحدث هذه النوبات بسبب نشاط عصبي غير طبيعي في الدماغ. قرابة الثلاث ملايين مصابون بالصرع في الولايات المتحدة لوحدها. عادة ما تتم السيطرة على الصرع، ولكنه لا يعالج، عن الطريق الادوية. غالبا ما تعد الجراحة الخيار الافضل في الحالات الصعبة.

الورم الدماغي هو اي ورم داخل الجمجمة نشأ عن انشطار غير طبيعي للخلية وغير مسيطر عليه.  قد يصيب تقريبا اي جزء من الدماغ. بالاعتماد على موقعها، يمكن ازالة العديد من الاورام جراحياً بنجاح. في الحالات الاكثر صعوبة، تبقى الجراحة الاشعاعية التجسيمية خيارا قابلا للتطبيق.

يُستخدم تصوير الدماغ المغناطيسي بتزايد في تقييم ما قبل العملية لمرضى الصرع واؤلئك الذين سيخضعون لجراحة استئصال الورم. في اي حالة، يمكن لتصوير الدماغ المغناطيسي ان يحدد بدقة – بصرف النظر عن علم الامراض – المناطق التي مازالت صحية وتعمل. وهذا يساعد الجراح في تحديد نهج جراحي ناجح وأيضاً كيفية التئام المنطقة بقوة. ومع “خارطة طريق” للمناطق الواجب تجنبها، يملك الجراح فرصة افضل للقيام بالعملية دون التأثير على وظائف حساسة مثل الحواس واللغة و السيطرة الحركية. يُسيطر على هذه الوظائف من ما يسمى “القشرة البليغة“.

اضاف تصوير الدماغ المغناطيسي لجراحة الصرع فائدة قابلية التحديد المتقن الدقيق للمواقع التي ينبع منها النشاط الصرعي. وهذه المعلومة لا تقدر بثمن في تحديد اذا ما كان المريض مرشحا جيدا للجراحة أم لا، وايضا لتخطيط العملية نفسها.
تسمح القدرة على تحديد المناطق المرضية و علاقتها بالقشرة البليغة للفريق الطبي بتقييم دقيق، لاحتمالية نجاح الجراحة. ويعرف هذا عند ترك المرض خاليا من الاضطرابات (مثلاً، الورم او نوبات الصرع غير المسيطر عليها) بينما يعاني عجزا وظيفيا بالحد الادنى (مثلا، فقدان الحواس او السيطرة).

كيف يعمل تصوير الدماغ المغناطيسي

تقدم طرق التصوير الطبي الحديثة العديد من الخيارات لفحص الهياكل الداخلية وطرق عمل جسم الانسان. بالنسبة للدماغ، يمكن للاطباء الان رسم الكثير من التقنيات لوضع علاجات فعالة لمجموعة متنوعة من الامراض والاصابات. فيما يتعلق بالمعلومات التشريحية فتوفر كل من الاشعة المقطعية وتصوير الدماغ المغناطيسي صورا مفصلة. اما فيما يخص التمثيل الغذائي، يعطي التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي بأنبعاث احادي الفوتون و تصوير الدماغ المغناطيسي الوظيفي معلومات مفيدة حول جريان الدم والاوكسجين الخ. يمكن لهذه التقنيات ايضا ان تعطي مقياساً للعمل، من خلال المتابعة الزمنية لحركة الدم، بحسب ترتيب الثواني.

يعد الرسم الكهربائي المغناطيسي (EEG) مفيداً للغاية لغرض قياسات ظاهرة سريعة مثل نتوءات الصرع (موجة كهربائية سريعة تشاهد أحياناً في مخطط كهربية الدماغ)، لكنه يعاني من تشتت المجالات المغناطيسية اثناء مرورها بالرأس و الجمجمة وفروة الرأس مما يجعل دقة تعيين المكان صعبة. مخططات القلب الكهربائية (ECG) وسائل باضعة تتطلب زرع شبكات الكترودية (قطبية) او اقطاب متعمقة. ويقتضي هذا عمليات جراحية اضافية، والتي تؤدي الى اقامات متزايدة في المشفى بجانب نزف داخل المخ و العدوى و مضاعفات اخرى.

 

يمكن فقط لتصوير الدماغ المغناطيسي (MEG) قياس الظواهر السريعة الملي ثانيوية وأيضا القيام بتحديد دقيق لمستوى المللي متر.  يقوم بهذا بدون وسائل باضعة (بدون أي نوع من الحقن أو الإشعاع) بقياس الحقول المغناطيسية التي تنبثق طبيعيا كلما تدفق تيار كهربائي داخل الخلايا العصبية في الدماغ.  وتكون الحقول المُقاسة ضعيفة للغاية وحوالي أصغر بمليار مرة من المجال المغناطيسي للأرض. تستخدم تقنية تصوير الدماغ المغناطيسي ادوات دقيقة متطورة جداً و حساسة بما يكفي للكشف عن هذه الإشارات ضعيفة، بينما في نفس الوقت تميز ضد تدخل ضجيج مغناطيسي أقوى بكثير في الخلفية. سرعان ما أصبح تصوير الدماغ المغناطيسي تقنية تصوير للدماغ لا غنى عنها.  وقد أُثبت تحسين نتائج العمليات الجراحية لمرضى الصرع استناداً إلى تقييم لعدة آلاف من المرضى على مدى السنوات 10-15 الماضية.

كيفية الاعداد لتصوير الدماغ المغناطيسي؟

ان تصوير الدماغ المغناطيسي اجراء يتم خارج المشفى. يكون تحضير المريض لتصوير الدماغ المغناطيسي نسبياً بالحد الادنى وعموما يكون الفحص متحملاً بشكل جيد للغاية من قبل المرضى.  ومع ذلك، المرضى الأصغر سناً من حوالي الخمس سنوات إذا كانوا هلعين أو غير قادرين على التعاون، قد يتطلبون التخدير العام لاستكمال الفحص بنجاح.  أحياناً يُستخدم التخدير الخفيف للحد من القلق. ليس هناك أي إبر أو اختبارات بدنية مطلوبة. ستتداخل المعادن مع قياسات تصوير الدماغ المغناطيسي، حيث سيطلب من المريض فور وصوله إزالة أي أجسام معدنية.  وهذا يشمل المجوهرات وأجزاء الملابس المعدنية وبعض مساحيق التجميل إلخ.  معظم أعمال طب الأسنان، مثل الحشوة المعدنية، صغيرة بما يكفي حتى لا تسبب مشكلة

سوف يكون الطبيب قد أبلغ المريض مسبقاً إذا كانت هناك أي استعدادات خاصة أخرى مطلوبة، مثل تحديد دواء مضاد للنوبة او عدم النوم طوال الليل، إلخ. من المهم أن تؤكد هذه مع طبيب الإحالة/الامر للوصفة الخاص بك قبل المسح. ولابد يكون المريض قبل الفحص مزوداً بثلاثة أو أكثر من لفائف لتحديد المواقع في الرأس. وهي صغيرة وتلتصق مع الشريط دون ألم في الرأس. الغرض منها تحديد موضع الرأس الدقيق نسبة إلى كواشف تصوير الدماغ المغناطيسي أثناء الفحص. قد يرغب الطبيب ايضا بقياس الرسم الكهربائي المغناطيسي بالتزامن مع تصوير الدماغ المغناطيسي. تلصق في هذه الحالة أيضا أقطاب في الرأس. بعد ذلك، تقاس اللفائف والأقطاب بدقة بعصا خاصة تسمى جهاز الالتقاط الرقمي.

بعدها سيجلب المريض لنظام تصوير الدماغ المغناطيسي نفسه.  تُنفذ جميع دراسات تصوير الدماغ المغناطيسي داخل درع مغناطيسي، وهو غرفة كبيرة معدنية مسورة تساعد على ابعاد التدخل من البيئة. داخل الغرفة يأخذ تصوير الدماغ المغناطيسي نفسه شكل خوذة سلسة تغطي الرأس تماما، ولكنها مفتوحة من جهة الجبهة لغرض الرؤية. يمكن تدوير النظام، حيث يمكن للمريض اما الاستلقاء على سرير أو الجلوس على كرسي أثناء الفحص.  سيضمن الطبيب أو الفني الذي يقوم بالقياس أن يُدخَل الرأس تماما في الخوذة وأن يكون المريض مرتاحا.

ماذا نتوقع اثناء فحص تصوير الدماغ المغناطيسي؟

اذا كان يمكن لمسح تصوير الدماغ المغناطيسي قياس نشاط صرع فسيُقاس المريض من نصف ساعة الى ساعة واحدة. خلال هذه المدة لا يملك المرضى مهمات خاصة يؤدوها ويمكنهم النوم حتى. يمكن اعطاء المرضى فواصل اذا لزم الامر.

إذا كان المسح الضوئي لتحديد (تحديدها نسبة الى موقع ثابت) المناطق الحسية في الدماغ، فسيُعرّض المريض لبعض المحفزات.  يمكن أن تكون نغمات لتحديد المنطقة السمعية في الدماغ او صور على شاشة لتحديد موقع المناطق البصرية أو صدمات كهربائية خفيفة لتحديد المناطق الحسية الجسدية.  وبالمثل، مناطق يمكن تحديد المناطق الحركية على سبيل المثال عن طريق سؤال المريض الضغط على زر كل بضع ثوان. على أي حال، سيتكرر القياس حوالي مائة مرة في تعاقب سريع لغرض الدقة. تأخذ هذه الاختبارات حوالي عشر دقائق اجمالا لكل حاسة.  ستحدد بعض مراكز تصوير الدماغ المغناطيسي أيضا مناطق اللغة في الدماغ  على سبيل المثال عن طريق مهمة القراءة أو تسمية الصورة. بغض النظر عن القياس الذي يرصده تصوير الدماغ المغناطيسي سيطلب من المريض الثبات نسبيا أثناء التسجيل وتقليل حركة العين و انقباض العضلات..إلخ. بعد الانتهاء من عملية جمع بيانات تصوير الدماغ المغناطيسي، سيساعد الطبيب أو الفني المريض للخروج من الغرفة المحمية. ستزال الأقطاب ولفائف مؤشر تحديد الرأس. إذا كان التخدير العام ضروريا فسوف يُبعث بالمرضى الى غرفة الإنعاش، إلا أنهم عموما احرار في الذهاب بيوتهم.

كيف تُستخدم بيانات تصوير الدماغ المغناطيسي؟

بعد الجمع، ستدمج البيانات وتحُلل عادة من قبل اطباء أعصاب مدربين و محترفين. سوف يتحدد من الإشارات المسجلة من اين نشأ النشاط في الدماغ.  ينطبق هذا على كل من الإشارات المرضية (التموجات الصرعية)، وكذلك الإشارات الصحية (على سبيل المثال، تلك الناشئة عن المنبهات الحسية). عندها ستُجمع هذه المواقع مع التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يعرض صورة هيكل الدماغ.  ثم تُضَمن الصور المجمعة في تقرير شامل والذي سيُعد.  عندما يتم الانتهاء من التقرير، فإنه يحال إلى طبيب الاحالة. يشكل هذا عندما يجمع مع معلومات أخرى من المريض الأساس لتحديد ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأفضل للعلاج، وإذا كان الأمر كذلك، كيفية التخطيط لها.

 

المصدر: http://www.acmegs.org/what-is-meg