تتضمن تجربة المارشملو تخيير طفل بين قطعة من الحلوى يتناولها فوراً أو قطعتين تعطى له بعد فترة من الزمن – مثلاً 15 دقيقة. وكان أول من قادها أستاذ علم النفس في جامعة ستنافورد والتر ميشيل (Walter Mischel) بين الأعوام 1967 – 1973. المثير للاهتمام في التجربة هو أن نتائجها تضمنت الانتظار عقوداً من الزمن لمطالعة حال الذين خضعوا للتجربة وكيف ستبدو حياتهم بعد أن كانوا من الأطفال الذين اختاروا القطعة الواحدة آنياً أو القطع الأكثر بعد الانتظار. ما اعطى للتجربة اهتماما واسعاً في الاعلام والعلم هو أنها ربطت بين سلوك أكثر نجاحا في الحياة على المستوى المهني ومستويات أخرى بناءاً على معطيات التجربة. لكن التشكيك بالتجربة يفتح فجوات عديدة.

الدراسات التي أجريت على العينة التي خضعت للتجربة بيت لاحقاً أن من اختاروا قطعة الحلوى فوراً كانوا أكثر ميلاً الى تعاطي المخدرات لاحقاً او أضعف في مهاراتهم الاجتماعية أو في المهن التي شغلوها. وهكذا استمرت دراسات كثيرة كانت تجرى على ذات العينة وتأتي بنتائج عديدة تساند ذات المنحى في أن المستقبل الأفضل كان بجانب الأطفال الذين اختاروا الانتظار واخذ عدد اكبر من قطع الحلوى. ذلك الأمر ينعكس ايضاً على الفلسفة التقليدية في الصبر على المصاعب ونيل الجوائز لاحقاً. غير أن دراسة متابعة جديدة أظهرت نتائج مختلفة.

دانييل بنيامين (Daniel Benjamin) قام بإجراء دراسة متابعة جديدة فضلاً عن مراجعته النتائج السابقة. وصل بنيامين أولاً الى ان النتائج لم تكن ذات دلالة إحصائية. حيث أن وقت انتظار الأطفال للحلوى لم يكن مقترنا احصائياً مع ما يمتلكه الأشخاص من أموال، مكانتهم الاجتماعية، الديون التي لديهم، عاداتهم في الحمية والرياضة، التدخين، التكاسل وتأجيل العمل، أو العلاج الوقائي للأسنان. هذه المقاييس كانت كلها من دراسات سابقة حول الأشخاص الذين خضعوا لتجربة المارشملو في طفولتهم وكانوا قد بلغوا الاربعينات في السن اثر مراجعة بنيامين وزملاءه.

كانت أولى المشاكل التي تواجه التجربة هي أن الجماعة التي تمت دراستها تمثل 185 من أصل 550 مشارك. كان هؤلاء يمثلون من لهم صلة بالجامعة من طلبة وأساتذة وكانوا مجموعة متجانسة وقلما لم تكمل الدراسة في الجامعة او لم تحصل على وظائف. من إشكاليات الدراسة هي أن فريق العمل المرتبط بوالتر ميشيل كان وحده قادراً على اكمالها لأنهم الوحيدون الذين يمتلكون وسائل الاتصال بالمشاركين.

في دراسة مارشملو أخرى فشل تايلر واتس (Tyler W. Watts)  في إيجاد ارتباط فعلي بين المجموعة التي درسها والمكونة من 900 طفل مع واقع نجاحهم في الحياة لاحقاً أو مع معايير الدلالة على ضعفهم المهني او الاجتماعي. يرى واتس ان تناول الحلوى مباشرة قد يأتي من خلفية الشح أو من نكث العهود من محيط الطفل فيفضل تناول الحلوى على الانتظار، أما الانتظار فيقترن مع الطبقة العليا او المتوسطة في المجتمع. ورغم أن تجربة واتس تلقي الضوء على ضعف الارتباط الاحصائي غير أنها لا تفند بدقة تجربة المارشملو الشهيرة مثلما تفعل تجارب أخرى. لكنها أيضاً تطرح إعادة أخرى للتجربة مع نتائج مختلفة.

في الخلاصة، تواجه تجربة المارشملو تحديات عديدة، وأقل ما يمكن قوله عن نتائجها انها ذات ارتباطات إحصائية ضعيفة بين النتائج التي تم الحصول عليها وبين سلوك الأطفال في التجربة، والمفاجأة أن صاحب التجربة ذاته – الدكتور ميشيل – وقبل بضعة سنوات من وفاته أقر بذلك..

ملخص من المقال:

Dee Gill, New Study Disavows Marshmallow Test’s Predictive Powers, UCLA Anderson Revew, 24 February 2021