ترجمة:عقيل الأمير
تصميم بوستر: بهاء محمد
——————————–
يعرف البشر بأدمغتهم الكبير. في المتوسط, حجم ادمغة الرئيسيات تقريبا ضعف ما هو متوقع بالنسبة للثديات من نفس حجم الجسم. عبر ما يقارب السبعة ملايين سنة, الدماغ البشري قد تضاعف ثلاث مرات في الحجم. حيث أن معظم هذا النمو حصل في المليوني سنة الأخيرة.
انه لمن الصعب تحديد التغيرات في الدماغ على مرور الزمن. ليس لدينا ادمغة قديمة لكي نقيس وزنها. ومع ذلك, فنحن نستطيع ان نقيس دواخل الجمجمة القديمة, وقليل من الاحافير النادرة حافظت على القالب الطبيعي للمنطقة الداخلية من الجماجم. كلا النهجين لدراسة الجماجم القديمة يعطي لنا دليلا حول أحجام الأدمغة الأولية وكذلك الأحجام النسبية للمناطق الدماغية الأخرى.
للثلثين الأوليين من تأريخنا, كان حجم ادمغة اسلافنا مماثل لحجم ادمغة القرود التي تعيش اليوم. الأنواع من الحفرية الشهيرة لوسي, اسمها العلمي (Australopithecus afarensis), امتلكت جماجم بحجم داخلي بين 400 الى 500 ملي لتر بينما امتلك الشمبانزي جمجمة بحجم 400 مل والغوريلا 500 مل. خلال هذا الوقت, بدأت ادمغة الAustralopithecus بأظهار تغيرات دقيقة في التركيب والشكل مقارنة مع القردة. كمثال, القشرة المخية بدأت بالتوسع, واعادة ترتيب وظيفتها بعيدا عن العمليات البصرية الموجهة نحو مناطق اخرى في الدماغ
الثلث الأخير من تطورنا شهد تقريبا كل الاجراءات المتعلقة بحجم الدماغ. هومو هابيليز Homo habilis, أول من ظهر من جنس هومو قبل 1.9 مليون سنة شهد طفرة متواضعة في حجم الدماغ, بما في ذلك توسع في الجزء المتعلق باللغة من الفص الجبهي فيما يسمى “منطقة بروكا”. أول احافير لجماجم هومو ايريكتوس Homo Erectus, قبل 1.8 مليون سنة اظهرت ادمغة حجمها اكبر بقليل من 600 مل.
ومن هنا شرعت الأنواع في مسيرة تصاعدية بطيئة, لتصل الى 1000 مل قبل 500 الف سنة. الهومو سابينس Homo sapiens الأولية امتلكت ادمغة يقترب حجمها من حجم ادمغة البشر اليوم, تتراوح بين 1200 مل وأكثر. وبما أن التعقيد اللغوي والثقافي والاحتياجات الغذائية والقدرة التقنية كلها تطورت خلال هذه المرحلة, نمت عقولنا لتواكب هذه التغيرات. التغيرات الشكلية تبرز المناطق المرتبطة بعمق التخطيط, التواصل, حل المشكلات وغيرها من الوظائف المعرفية.
مع بعض الفكاهة التطورية, العشرة الاف سنة الماضية من وجود الانسان شهدت تقلص ادمغتنا. التغذية المحدودة في الشعوب الزراعية لربما كانت عامل مهم دفع بذلك الاتجاه. المجتمعات الصناعية خلال ال100 سنة الماضية, مع ذلك, شهدت انتعاش في حجم الدماغ, حيث التغذية خلال الطفولة انتعشت وقلت الأمراض. ومع أن الماضي لا يتنبأ بتطور المستقبل, تكامل أكبر مع التكنولوجيا والهندسة الوراثية قد يؤدي الى نقل الأدمغة البشرية الى المجهول.
المصدر:
http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=how-has-human-brain-evolved