وفق احصاء لمنظمة الصحة العالمية للعام 2002 كان عدد وفيات الرجال بواسطة حوادث الطرق يفوق وفيات النساء بمرتين ونصف. كما اثبتت تجارب عديدة ان الرجال يميلون لالقاء انفسهم على المخاطر اكثر من النساء وبالاخص الشباب غير المتزوجين منهم. مما اوجد علاقة بين الرغبة في جذب النساء وبين التعرض للمخاطر امامهن فهل فعلا يثير سلوك التعرض للمخاطر النساء ويجذبهن؟ وما تفسير علم الاحياء لذلك؟

هناك علاقة وثيقة بين عمر وجنس الاشخاص وحوادث السير حيث ترجح كفة الشباب الذكور بنسبة كبيرة

هناك علاقة وثيقة بين عمر وجنس الاشخاص وحوادث السير حيث ترجح كفة الشباب الذكور بنسبة كبيرة

للرجال سمعة وصيت بالتعرض للمخاطر اكثر من النساء. وعلى الرغم من وجود الكثير من النساء اللاتي يعرضن انفسهن للكثير من المخاطر, فإن العديد من الدراسات تقترح ان الرجال يميلون للمخاطرة بطرق عدة وذلك من اجل دافع واحد وهو جذب النساء.

احدى الدراسات اختبرت سلوك التعرض للمخاطر من خلال مراقبة الطلبة الجديد وطريقة وصولهم لركوب الباص. الباص في جامعة ليفربول يصل الى محطته قبل 12 دقيقة من موعد رحيله المخطط في 9:40 صباحا. وبالتالي فإن العثور على الوقت الملائم للوصول الى محطة الباص يبدو سهلا؛ فإذا كان موعد المغادرة عند الـ 9:40 صباحا فيمكنك الوصول عند الـ 9:39 صباحا, لتقلل وقت الانتظار الضائع. غير انه وفي بعض الاحيان تغادر الحافلة بوقت مبكر مما يجعل تأخر الى الخمسة دقائق الاخيرة البعض مخاطرة بخسارة المحاضرة الاولى والبقاء للانتظار في البرد.

تميل الفتيات لعدم التأخر عن الباص بينما يأتي الفتية في الوقت الحرج

تميل الفتيات لعدم التأخر عن الباص بينما يأتي الفتية في الوقت الحرج

عندما تم اجراء احصاء لوقت وصول الطلبة, لوحظ ان النساء ينظمن موعد وصولهن وفق التوقع الامثل, فيصلن الى نقطة الانتظار قبل خمسة دقائق من موعد مغادرة الباص. بينما يخاطر الرجال بالوصول في موعد اكثر تأخرا.

حسنا لا يبدو وقت انتظار الباص نقطة مثيرة جدا, ولكن من جهة اخرى قام الباحثون باختبار كيفية عبور الرجال والنساء للشوارع المزدحمة. لاحظ الباحثون احد الشوارع في مدينة ليفربول وقاموا بالحكم على طريقة العبور لكل من الرجال والنساء. وقرروا ان الشارع يعد خطرا عندما تمر السيارات من اماكن مرور المشاة. بعد اختبار البيانات لوحظ ان الرجال يمرون بكثافة اكبر من النساء في الاماكن التي تمر بها السيارات والمشاة سوية والتي صنفت على انها اكثر خطورة. كما لوحظ في الدراسة البريطانية ذاتها ان الشباب يميلون اكثر لعبور الشوارع بشكل خطير عند وجود النساء, كما لو انهم يستعرضون انفسهم امام الجنس الاخر.

ملاحظات مشابه وجدت في دراسة اخرى وهي ان المتزلجين الشباب يميلون الى اخذ مخاطر اكبر ويسقطون بكثافة اكبر عندما تكون الباحثة المسؤولة عن المراقبة امرأة جذابة.

شارك في التجربة 96 شابا من لاعبي الواح التزلج اسندت مهمة اختبار 53 منهم لشابة جذابة تبلغ من العمر 18 سنة  والبقية لرجل كما طلب منهم القيام بحركتين الاولى سهلة والثانية صعبة نسبيا وقد تم تقييم جاذبية المرأة من قبل 20 رجلا على مقياس يتراوح من1 الى 7 فحصلت على 5.58 وقد تم قياس مستوى التستستيرون (هرمون الفحولة) للمشاركين كما تم قياس نبضات القلب وحساب التجارب الناجحة والفاشلة والتي تم الانسحاب منها لكل من الفريقين الذين يتم تقييم احدهم بواسطة الفتاة الجميلة والفريق الاخر الذي يتم تقييمه بواسطة الرجل.

نتائج تجارب التزلج تختلف في حال كون الملاحظ فتاة او رجل

نتائج تجارب التزلج تختلف في حال كون الملاحظ فتاة او رجل

وبالتأكيد كما كان متوقعا فقد كانت نسبة التستستيرون للمشاركين الذين قاموا بالاستعراض امام الفتاة 292 بينما بلغت النسبة 212 للذين استعرضوا امام الرجل وكما هو معلوم فإن هورمون الفحولة التستستيرون يزيد العدائية والنزعة التنافسية والرغبة الجنسية والنشاط. وقد لوحظ انخفاض نسبة ترك الاداء امام الفتاة الجميلة بالمقارنة مع ترك الاداء امام الرجل مما يقترح زيادة في معدل المخاطرة امام الفتاة عن معدل المخاطرة امام الرجل اي ان المشاركين كانوا اكثر مساهمة امام الفتاة واقل ميلا للتخلي عن فرصتهم في تأدية الحركات.

ايضا لوحظ ان التعلم العكسي امام الرجل يزداد بمقدار اكبر عنه امام الفتاة وقد تم تطبيق فكرة معينة للتعلم العكسي تتضمن مرحلتين ينفخ خلالهما المشارك البالونات فيحصل على المال مقابل كل بالون ينفخه بنجاح ويخسر مالا مقابل كل بالون ينفجر كما ان المال المعطى على البالون الوردي اللون يزيد على المال المعطى على البالون الازرق في المرحلة الاولى, وتعكس الحالة في المرحلة الثانية وهنا يتركز التعليم العكسي بالقدرة على التمييز بين الحالتين من خلال الالوان. وكما ذكرنا فإن معدل التعلم العكسي امام الرجل زاد عنه امام الفتاة الجميلة.

في الجولة الصعبة من التمارين كان عدد التمارين التي تم الانسحاب منها قليلا جدا امام الفتاة الجميلة بينما كان على مستوى واحد امام الرجل, بينما كان عدد المحاولات الفاشلة والمحاولات الناجحة اكثر نسبيا امام الفتاة الجميلة منه امام الرجل. الشكل الثاني يعرض جولة اخرى من الاستعراض مع ارقام مختلفة

في الجولة الصعبة من التمارين كان عدد التمارين التي تم الانسحاب منها قليلا جدا امام الفتاة الجميلة بينما كان على مستوى واحد امام الرجل, بينما كان عدد المحاولات الفاشلة والمحاولات الناجحة اكثر نسبيا امام الفتاة الجميلة منه امام الرجل. الشكل الثاني يعرض جولة اخرى من الاستعراض مع ارقام مختلفة

جولة اخرى من الاستعراض مع ارقام مختلفة

جولة اخرى من الاستعراض مع ارقام مختلفة

ان السبب في اتخاذ هذا السلوك في اتخاذ المخاطر من قبل الذكور يقع على عاتق علم الاحياء. ففي الثديات تستثمر الاناث بشكل اكبر في عملية التكاثر من الذكور (يمكن تعريف مصطلح الاستثمار المستخدم في علم الاحياء ببساطة على انه مقدار الجهود التي سيبذلها الوالدان لتنشئة اولادهما). من الصحيح اننا نرى كثيرا من الذكور الذين يساعدون زوجاتهم ويتخذون دورا مهما في تربية الاولاد والعناية بهم ويكونون اباءا عظماء لكن واقعيا يبقى دور الرجل هو الاقل. بينما تستثمر النساء في الجيل الجديد ما يقارب التسعة اشهر الخاصة بالحمل.  وبالتالي فإن نساء الثديات اصبحن اكثر انتقائية في اختيار القرين. بعض ذكور الثديات ينافسون ذكورا اخرين من اجل الحصول على الانثى, من خلال عرض قوتهم وقدراتهم. وفي حالة الانسان فإن التنافس يأتي من خلال اتخاذ المخاطر من قبل الذكور.

يميل الرجال للتعرض للمخاطر كنوع من التنافس

يميل الرجال للتعرض للمخاطر كنوع من التنافس

لا يعني هذا ان الشباب هم الوحيدون الذين يقدمون على المخاطر ولكنهم الاكثر كما لا يعني ان الذكور هم الذين يقدمون على المخاطر لوحدهم بل تقول دراسة للمركز الوطني للعلوم ان المرأة تتحمل الاخطار الاجتماعية بينما يتحمل الرجل الاخطار المادية والصحية, فمثلا تجازف المرأة بالدخول الى عمل جديد وهي في منتصف الثلاثينات او يتجه تفكيرها الى امر بعيد وهي في وسط اجتماع مهم ولا توجد تفاصيل كثيرة بهذا الخصوص في المقال الذي ذكر ذلك

   المصادر:

http://www.usnews.com/science/articles/2011/07/29/who-takes-risks

http://www.psychologytoday.com/blog/the-real-story-risk/201210/taking-risks-attract-women

http://www2.psy.uq.edu.au/~billvh/R&vH.SPPS.10.pdf