حياة خالية من الخوف

 

 

بقلم: د. نايجيل باربير.

ترجمة: كيلوا زولديك.

حياة بلا خوف

 

 

أيهما أفضل بناء منزل واقي من الزلازل، أم الصلاة على أنقاض؟

في هذا المقال سنواجه مغامرة، وهي رسالة من بريد برمنجهام ألقاها البريد الشامل. أن الكنيسة تبيع حلولها لمشكلة الخوف، و هذه الوصفة ليست خاصة بهذه الكنيسة وحدها. كل دين منظم يقدم غطاء حماية يقلل من شدة الخوف(1).

والمغامرة على ما يلي:

يتحدثون عن تسريح العمال في العمل، والتباطؤ في الاقتصاد، انفجار الغضب في الشرق الأوسط، الركود في سوق الإسكان، الارتفاعات في ظاهرة الاحتباس الحراري. الخوف، كما يبدو، قد استقر في نفوس الناس. ولكن ماذا لو كان الإيمان، وليس الخوف، هو رد فعلك الافتراضي لصعوبات الحياة. تصور اليوم الذي يمكنك فيه أن تؤمن بصورة أكبر وتخاف بصورة أقل. في كنيسة كريستلاين يمكنك ذلك.

و هذا ما توضح من قبل طفل قفز من النهاية العميقة لرصيف الميناء.
اذاً الدين المنظم يقدم حياة خالية من الخوف. والسؤال المهم هنا، ليس مصداقية تقديم هذه الحياة، بل السؤال هو كيف يقدمها؟!

كيفية الحد من الخوف

وبصرف النظر عن اللجوء للمخدرات لتقليل الخوف، هناك نهجين مختلفين للغاية لمشكلة الخوف. يمكن تخفيض الخوف من خلال حل المشكلات وتقليل التهديد الذي تسببه المشكلة. ويمكن أن نخفض الخوف من خلال تقليل العاطفة نفسها. علماء النفس يشيرون الى هاتين الطريقتين بالـ ” الطريقة المرتكزة على حل المشكلة” و “الطريقة المرتكزة على تقليل العاطفة” على التوالي

ليس هناك جائزة لمن يخمن أيا من النهجين اللذين تمت الأشارة لهما يتم الترويج له في الرسالة اللتي تنشرها الكنيسة. Crestline الكنيسة ليست على وشك مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وجعل السلام في الشرق الأوسط، وتوفير العمل للعاطلين عن العمل، أو حتى المساعدة بدورها حول سوق الإسكان. بدلا من معالجة هذه المشاكل، الكنيسة ستغير الطريقة اللتي نشعر بها حيال هذه المشاكل . الكنيسة بلا شك تتبع الطريقة المرتكزة على تقليل العاطفة.

هل ستعمل هذه الطريقة يا ترى؟ هناك أدلة قوية على أن الطقوس الدينية يمكن أن تقلل من القلق(2). وعلى هذا الأساس التقرير الذي وضعته في وقت سابق والذي يناقش بأن الدين فعال جدا كمسكن للدماغ هذا يضفي مصداقية على مقولة كارل ماركس الشهيرة بأن الدين هو أفيون الشعب(3). بالنسبة لماركس، هو يرى أن الدين كان عائقا حقيقيا لأي تغيير ثوري لأنه من الممكن أن يجعل الطبقة الكادحة من العمال تشعر بصورة أفضل تجاه وضعها الراهن من دون أن تقوم بأي عمل لتغيير ذلك الوضع.

يمكن للمرء أن يتقدم بتفكيره خطوة أخرى الى الأمام ويلاحظ أن الأديان المنظمة ليس لديها حافز حقيقي لحل المشاكل العملية. في الواقع هناك حوافز ضارة لأنه كلما ساءت الظروف، كلما زاد الدعم الذي يحظى به الدين(4).

 الدين يتغذى على البؤس

بالإضافة إلى مبيعات الكحول،الدين هو واحد من الشركات القليلة التي تزدهر في حالة الركود أو التراجع. هذا صحيح لأن الدين يتغذى على البؤس، و يأخذ منهجا انتهازيا للعديد من مصادر البؤس والتعاسة التي يمكن أن نعاني منها. سواء كانت تلك المصادر هي الكوارث الطبيعية، الأمراض الفتاكة، والخوف من الموت المفاجئ، والخوف من الفشل المهني، أو الخوف من الوحدة، ولا يوجد في العالم تجربة غير سارة لا ينتعش الدين منها.

ونحن نرى هذه الظاهرة بوضوح الشمس عندما نقارن هذه الظاهرة في بلدان مختلفة، الغالبية السحقة من الناس الذين يعيشون في أكثر بلدان العالم فقرا ، مثل تلك التي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هم متدينون .بينما المستويات الكبيرة من الإلحاد لا يمكن الحصول عليها الا في أكثر بلدان العالم تقدما مثل اليابان ودول أوروبا الغربية.

الاختبارات الإحصائية تظهر أن الدين ينخفض مستواه أينما تحسنت نوعية الحياة(5). في البلدان الأكثر علمانية، جودة حياة الناس العاديين هي أفضل بكثير مما كانت عليه في أي وقت مضى في التاريخ. ويتم ذلك سواء نظرنا إلى الصحة، والرفاه الاقتصادي، والحرية السياسية وحقوق الإنسان، والسعادة، أو التعرض للعنف والجريمة. وعلى العكس، الدين هو الأقوى في أكثر الأماكن بؤسا على وجه الأرض.
الدين يتغذى على البؤس لأنه يعد بإجابات عن الخوف والقلق. حتى الآن، يتعين علينا أن ندرك أن الدين لا يفعل شيئا من أجل حل المشاكل الأساسية. عندما يضرب الزلزال، فرصك هي أفضل بكثير في ولاية كاليفورنيا الملحدة مما هي عليه في هاييتي المتدينة.
أن تبني منزلا مقاوما للزلازل خير لك بكثير من أن تصلي فوق الأنقاض.

 

الهوامش:

1. Barber, N. (2012, July 2). The security blanket concept of religion. Blog post. Accessed at:http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201207/the-se

2. Paul-Labrador, M. D. Polk, J. H. Dwyer, I. Velasquez, S. Nidich, S., M. Rainforth, et al. (2006). Effects of a randomized controlled trial of transcendental meditation on components of the metabolic syndrome in subjects with coronary heart disease. Archives of Internal Medicine, 166: 1218-1224.

3. Barber, N. (2012, February 16). Is religion just a downer? Blog post. Accessed at: http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201202/is-rel

4. Barber, N. (2012). Why atheism will replace religion: The triumph of earthly pleasures over pie in the sky. E-book, available at: http://www.amazon.com/Atheism-Will-Replace-Religion-ebook/dp/B008

5. Barber, N. (2010b, May 18). Why atheism will replace religion. Blog post. Accessed at:http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201005/why-at

 

المصدر الاصلي: http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201209/life-without-fear