لماذا يضفي استخدام الفيس بوك شعوراً جيداً على مستخدمه؟

 

بقلم: الدكتورة فينيتا نيهيتا.

ترجمة: مرتضى مشكور.

مؤسس الفيس بوك مارك زوكربيرغ

بحث جديد يظهر أن شبكات التواصل الإجتماعي تثير المساعي الأساسية للإنسان. في حفلة قبل عدة سنين، استدار الي أحد الأصدقاء وأخبرني بكل جدية أنه يفضل أن يكون في المنزل يستخدم الفيس بوك على أن يقضي الوقت مع أصدقاءه المقربين غير متصلاً بالشبكة.

وقتها لم أكن قد سجلت في الشبكة بعد، لم تكن لدي أية فكرة عما كان يتحدث عنه. وكاد ينفجر وهو يتحدث بحماس عن “الإعجاب” أو “النكز” (هل تتذكر تلك الخاصية؟). ولكنه كان سيقدم على شيء ما. على الرغم من جعله لتجربتنا على شكل تكنولوجي، دراستان جديدتان وجدتا أن شبكات التواصل الإجتماعي ترضي الرغبات البشرية الأساسية، سواء الجسدية أو النفسية.

وفقاً للبحث الأخير، الفيسبوك يجعلنا نشعر بشكل أفضل حرفياً. في دراسة نشرت في صحيفة ‘علم نفس الأنترنيت‘، سلوك‘، و ‘الشبكات الإجتماعية‘، ماوري وآخرون (2011) وجد بأن الشبكة قد تدين بجزء من نجاحها إلى الحالة الإيجابية في أنها تسحر مستخدميها. العلماء سجلوا مجموعة من الإستجابات لدى 30 شخص خلال ثلاث دقائق من التعرض لـ (أ) وضع مريح (عرض لمناظر طبيعية)، (ب) وضع متوتر (امتحان محدد ومهمة رياضية)، و (ج) الحساب الشخصي للشخص على الفيس بوك. تصرف جلد المشاركين، ضغط الدم، أنماط الموجات الدماغية، نشاط العضلات، فعالية التنفس، وتوسع بؤبؤ العين كلها تم قياسها.

الباحثون وجدوا أن أنماط الإشارات البايولوجية أثناء استخدام الفيس بوك أنتجت حالة فسلجية نفسية متميزة عن حالتي الراحة والتوتر. النتائج أيضاً كشفت بأن تلك الإشارات البايولوجية كانت في تناغم مع ما يسمونها ‘حالة التدفق الأساسية‘، والتي تتميز بـ”تكافؤ ايجابي عالي واثارة عالية.” فيما يتعلق باستخدام الفيسبوك، التدفق هو “أفضل تجربة” والتي يستمتع بها المستخدم ويريد اعادتها. المحققين أشاروا أكثر من ذلك بأن انتشار شبكات التواصل الإجتماعي قد تكون مرتبطة بمجموعة معينة من الحالات العاطفية الإيجابية التي يشعر بها المستخدمون أثناء استخدامهم لحسابهم.

 

الفيس بوك يحقق الحاجة الاساسية للبشر في الانتماء

 

بالانتقال الى العقل، نادكارني و هوفمان (2012) حققوا بشأن العوامل النفسية التي تقود إلى استخدام الفيس بوك. وتجد مراجعتهم للبحث بأن هنالك احتياجان اجتماعيان تحفز استخدام الموقع. الحاجة الأولى هي الرغبة الأساسية للبشر في الإنتماء. البشر مصممون للإتصال بالآخرين إضافة الى الشعور بالتقبل من قبلهم. الفيس بوك تم إيجاده لتعزيز الإتصال بخطوتين (شيلدون وآخرون 2001). الشعور بعدم الإتصال في البداية يحفز الأفراد لاستخدام الموقع (بصورة أساسية كميكانيكية تعامل)، وبعد ذلك، كلما ازداد استخدامهم كلما حصلوا على اتصال أكبر.

المسعى الثاني للفيسبوك هو استجابة لتقديم النفس، وفيها يلبس المستخدمون نسخة مثالية – أكثر مما هي دقيقة – من أنفسهم من خلال حساباتهم. وهذا جلي وواضح جداً، على سبيل المثال، عدد “الأصدقاء” في شبكاتهم والصور. على هذا النحو، شخصيات الفيس بوك المقدمة على الشبكة قد تكون “نفوس” أكثر جاذبية اجتماعياً يطمح لها في الواقع، ولكن ذلك لم يتحقق حتى الآن (زهاو وآخرون 2008).المؤلفان أيضاً أشارا إلى أن هذين الإحتياجين يمكن أن يعملا معاً أو بصورة مستقلة لتحفيز استعمال الشبكة.

قد يبدو بأن الحصول على علاقات في المجتمع الحديث أصبح تحدياً أكثر من أي وقت مضى، ومجمتمعاتنا تنمي وتزيد أعداد الأشخاص الذين يعيشون وحيدين. والمفارقة السارة بأننا كلما إزدادت تكنولوجية حياتنا، فإنها لا تزال تقاد باتجاه حاجتنا البدائية والتي لا مفر منها في التواصل مع الآخرين.

 

الرابط الاصلي: http://www.psychologytoday.com/blog/head-games/201204/why-does-using-facebook-feel-so-good