دراسات تتوصل للسبب التطوري للغيرة
——————————————–
ترجمة: أسامة الاسدي
تصميم بوستر: حسن عبد
——————————-

قد يكون الوحش أخضر العينين حامل شعلة الغيرة ماثلاً في جيناتك الوراثية، لكن هناك الكثير مما يمكنك القيام به لتُحكم القبض عليه. كيف سيكون شعوركِ لو أن شريك حياتكِ ذهب في نزهة طويلة، نزهة طويلة جداً، وربما قد عَشق حسناء أخرى غيركِ؟ لنظيف بعض الإثارة على القصة، ماذا لو أنه لن يلتقي بها بعد ذلك؟ هل تشعرين بالراحة الآن؟! في تلك الحالة فإن أغلبيتنا سيشعرون بالغيرة المحضة، إنها عادية للغاية وشعور طبيعي. لكن العلماء يتسائلون هل أن سبب الغيرة مكتوب بشفرتنا الوراثية؟

نُشرت مؤخراً دراسة جديدة تسلط الضوء على تأثير العوامل الجينية على الغيرة. السؤال البغيض في بداية المقال تم طرحه على 3,000 زوجاً من التوائم من السويد. كما تعلمون فإن “التوائم الاخوية – Fraternal Twins” يتشاركون بـ 50% من جيناتهم، في حين يتشارك التوائم المتماثلين ب 100% من جيناتهم (يكونان نسختين متماثلتين). لذا فالعلماء طرحو الاسئلة على كل مجموعة من التوائم ووجدو أن ثلث الاختلافات في مستويات الغيرة بين الأفراد هي جينية الأصل.

في السيناريو السابق ( الغيرة من الحسناء التي ترافق شريككِ الآن) قد وُجد أن النساء تُظهِر نسبة أعلى من الغيرة من نظرائها الرجال. لكن العلماء وجدو أيضاً وجود اختلافات في مستوى الغيرة بين النوعين حول فكرة أن يكون شريكك واقعاً في حب شخص اخر، وبين أن يكون يمارس الجنس مع طرف اخر. فالرجال أظهرو نسبة أعلى من الغيرة حول فكرة ممارسة الجنس ونسبة أقل منها حول فكرة الوقوع في الحب. بينما تميل النساء إلى إظهار كِلا المستويين من الغيرة في كِلتا الحالتين. لكن لماذا؟!

وفقاً لبعض العلماء فإن الجواب يكمن لغزه في الضغوط التطورية، لكلا النوعين فإن التكاثر هو المفتاح والحد الفاصل. فالرجال على عكس النساء لا يمكنهم التأكد من أنهم الأب البايولوجي للطفل لذا فيشعرون بالقلق حول فكرة الخيانة الجسدية منها للخيانة العاطفية. أما المرأة فهي أقل قلقاً حول فكرة أن يكون قرينها يشارك أخرى متعة جسدية، فهي تعتمد عليه في نجاتها ونجاة ذريتها. وهذا كل ما يعتقده العلماء، فلا يمكنهم السفر عبر الزمن إلى عصور ما قبل التاريخ البشري للتأكد من ذلك، إنه التفسير الوحيد والذي يستحيل اثباته او نقضه. مثلما تلعب الجينات دوراً في قضية الغيرة، فالدراسة السويدية تشير أيضاً إلى عوامل تلعب أدوراً لا تقل أهمية هي الآخرى – الطريقة التي ترعرعت بها وطبيعة الناس من حولك والتجارب التي مررت بها، كلها عوامل حاسمة. لذا فإن ثلث الاختلافات في الغيرة هي جينية الأصل، والرتوش المتبقية ترجع إلى عوامل بيئية وخارجية. سواء جينية كانت أم بيئية، متأصلة أم مكتسبة، لا شك بأن الغيرة موجودة في كل مكان. إنها شعور لابد وقد مّر بكل احد منا، وهو السبب الرئيسي للمشاكل الزوجية.

ختاماً نذكر في بريطانيا، كانت نتائج المسح الوطني تشير إلى أن 82% من الرجال و 76% من النساء قد سجلو وجود أكثر من شريك واحد في حياتهم، أكثر من ثلث الرجال و خمس النساء تقريباً قد سجلو حتى 10 شركاء وأكثر. وأيضاً 31% من الرجال و 21% من النساء قد بدأو علاقة جديدة العام الماضي، و 15% من الرجال و 9% من النساء يواعدون أكثر من شخص في نفس الوقت.

المصدر:: http://bit.ly/1l0Ld1U